رأي ومقالاتأبرز العناوين

يا ما في السجن مظاليم!

عرفت المجتمعات عقوبة السجن منذ قديم الزمان كأحد أنظمة تحقيق العدالة وحفظ الأمن والنظام العام. ومازالت عقوبة السجن من العقوبات التي تعتمد عليها كل التشريعات والقوانين كمانع جامع لارتكاب الجريمة رغم ما يثار حولها من قبل أنصار حقوق الإنسان باعتبار أنها عقوبة متعدية تتعدى الفرد لأسرته ومن هم في كفالته بحرمانهم من رعايته لهم إضافة للحرمان المعنوي. (عقوبة السجن بين الإلغاء والإبقاء) عنوان لورش عمل كبيرة وبحوث عديدة ونقاش مستفيض وحوار بنَّاء حول هذه العقوبة إلا أنه رغم ذلك ظلت هذه العقوبة أهم العقوبات التي تحقق الردع وتساهم في انخفاض مستوى الجريمة. ظلت السجون أحد أهم أضلع العدالة تحقق الإصلاح والتهذيب وتخرج مجرمين عتاة بإعادة إصلاحهم وتعليمهم مهناً وحرفاً جديدة وتعيد إدماجهم في المجمتع.
قوات السجون قامت في صمت بأدوار عظيمة خلال معركة الكرامة إذ قدمت نموذجاً ومثالاً للإدارة الحكيمة وذلك بالسيطرة على السجون لفترة طويلة رغم انعدام وسائل وطرق الحياة من انقطاع للكهرباء والمياه وصعوبة توفير غذاءات النزلاء وعلاجهم في ظروف تساقط المقذوفات العشوائية داخل السجون واستشهاد عدد من النزلاء وثورة النزلاء بالداخل، إلا أنه رغم هذه التحديات ظل العاملون بالسجون يعملون ليل نهار من أجل المحافظة على أمن وسلامة النزلاء. وحينما استحال دوام ذلك الحال سمحت لهم إدارة السجون بمغادرة السجون وذلك بولاية الخرطوم إلا أنها احتفظت بكافة السجلات الخاصة بهم والتي تحوي أحكامهم وعناوينهم ليسهل إعادتهم للسجن متى ما استقر الحال. كما أنها استكتبت السياسيين منهم تعهداً بالعودة للسجن متى ما توقفت الحرب. وذلك بالتنسيق مع الجهاز القضائي في كافة الخطوات التي قامت بها.
عمل ضخم وجبار تقوده قوات السجون في إنفاذ العدالة وتحقيق الإصلاح والتهذيب. كما أن لإدارة قوات السجون خطة واضحة وجاهزة بكافة تفاصيلها لإعادة النزلاء متى ما كانت السجون مهيأة وجاهزة لاستيعابهم.
في ظل هذه الظروف بالغة التعقيد أعدت إدارة قوات السجون برنامجاً لحوسبة كافة أعمال السجون الإدارية وتلك التي تختص بشوون النزلاء والإشراف عليهم وتأمين السجون وفق أحدث الأنظمة، يجري تنفيذ النظام الآن. ويرتبط النظام مع أنظمة مهمة أخرى للتحقق من شخصية النزيل ومتابعة العقوبة الموقعة عليه ومحاكاة كاملة لنظام سجلات النزلاء. يجري تنفيذ هذا النظام بواسطة شركة (سي.دي.إس) الشركة المسؤولة عن أنظمة وزارة الداخلية .
الإعلام دائما يظلم العاملين بقوات السجون، ويجهل كثيرٌ من المواطنين أهمية هذا الدور ولا توجد جهة تسلط الضوء على هذه الجهود الجبارة.
حقيقة ياما في السجن مظاليمٍْ، سواء نزلاء أم حتى العاملين الذين يقومون بعمل عظيم تجاه المجتمع. نسأل الله أن يوفقهم، وما التوفيق إلا من عند الله.
438716931 753822190258012 520376255797000609 n.jpg? nc cat=111&ccb=1 7& nc sid=5f2048& nc eui2=AeF8jpJTofGZaUHFmn6spesV4D2UFuG4 sDgPZQW4bj wLwsUELh6vQYDaAjBuBN5AIGyZYVRndhVQfbno9vONQv& nc ohc=fqkrzhCPqssQ7kNvgE2NvtE& nc ht=scontent.fcai11 1
بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة السودانية