سياسيةمدارات

شيخ الأمين: السودان وإدمان اضاعة الفرص

من المعروف أنني لم أفوت أي فرصة للتعبير عن موقفي من الحرب في السودان، لست مع البندقية إلا بالقدر الذي لا يتم الواجب إلا به.
ومثلما يقول الشارع في القاعدة الأصولية :-
( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
بالطبع للبندقية دور ودور مهم، ولكن لا ينبغي لهذا الدور أن يتحكم في مصائرنا وأقدارنا بحيث يمنعنا عن مواصلة حياتنا الطبيعية.
وكلما كان متاحا لنا ( تحنيس ) البندقية للإبتعاد قليلاً نحو تلك الحدود والأسلاك الشائكة، كلما كان ذلك مبشراً وضامناً لنا ومصدراً لقوتنا وتماسكنا .. وستصبح مؤسستنا العسكرية أكثر ملائمة للقيام بأعباء حمايتنا وفقا للإتفاق المبرم بيننا و( الحارس مالنا ودمنا ).
ولا نجد لأحد العذر من السعي الدؤوب لإنجاز عملية إيقاف الحرب الشاقة. لا مفر ولا طريق آخر غير اعادة الناس والحياة إلي المجرى الطبيعي وإنزالهم منازلهم ليواصلوا عمارة الأرض والنفوس، نحسن صنعاً باقترابنا أكثر فأكثر من الأدمية والإنسانية وإيقاف تلك الكراهية المستعرة والموت المجاني في كل مكان.
قد يغضب موقفنا الكثير، ولكننا لا يجب أن نفتش في قراراتنا المصيرية عن الرضا والقبول، فذلك شان ناس ( ساس يسوس ) ونحن لسنا منهم.
ومرة أخرى تتاح الفرصة للسودان والسودانيين لإبصار كوة الأمل بنهاية مأساتهم القاسية التي اندلعت دون أن تتاح لهم الفرصة للإستعداد لها أو تجنبها.
الفرصة المستجدة كانت في النقلة التي أبتدعها الأمير محمد بن سلمان بالدعوة للانخراط الأمريكي في الأزمة السودانية بغرض إنهائها.
ولكن للأسف كعادة الساسة السودانيين القديمة والمزعجة، انتهزوها سانحة للتراشق وتبادل الإتهامات وتوسيع الخلافات جرياً على ما الفوه من تجيير الأقوال وتشتيت الانتباه عن المهم، وهو هنا إيقاف الحرب ذلك هو المهم .. وما عداه باطل وزائل.
السوداني المكلوم يعرف أن الواجب الأن هو إنهاء ذلك الصراع الدموى ومن ثم الإنتقال إلى مراحل الشفاء الأخرى وصولاً لعمليات التجميل وزراعة الشعر.
يجب ألا نفوت تلك الفرصة الذهبية في حمى الصراع السياسي .. الموت ما حبابه و(لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها، ولكن أخلاق الرجال تضيق).
الأمين عمر الأمين
رصد وتحرير – النيلين