نادي سوداني في الدرجة الثالثة يسمى الجزائر تيمنا ببلد المليون شهيد
في كل نقطة من العاصمة السودانية الخرطوم إلا وينطق اسم الجزائر، سرا وعلانية، رغبة لا رهبة من الجموع الغفيرة الجزائرية التي تنقلت بشكل مذهل للجنوب أملا في متابعة منتخبها وهو يحصد الانتصار في أرض النخوة والشهامة.
ويخيل لك للوهلة الأولى أنك في إحدى البلديات الجزائرية، وأنت تشاهد المئات من السودانيين يحملون الرايات الجزائرية ويرددون بأعلى صوت تحيا الجزائر .. وان تو ثري فيفا لالجيري .
وفي مشاهد متنوعة رصدتها بعثة الشروق ساعات قبل المباراة الفاصلة، يتجمهر الكثير من السودانيون ولا حديث لهم إلا عن مباراة اليوم وكأن الأمر يتعلق بمنتخب بلادهم، والمثير للانتباه هو أن أبناء النيل ولوا قبلتهم نحو الشمال ليناصروا الجزائر حتى وعلى حساب الجارة مصر .. ترى ما هي الأسباب التي دعت إلى ذلك؟
سامي محمد أحد السودانيين الذي جهز نفسه باكرا عند مشارف ملعب الخرطوم عله يحصل على تذكرة الدخول إلى الملعب، وجدناه وعلامات الأسى تطبع محياه بعد أن نفذت التذاكر في وقت وجيز .
شهامة الجزائريين .. وقضية “التشاد ”
ويقول سامي لموفد الشروق “من التاسعة صباحا وأنا هنا، الساعة الآن الثانية ظهرا لكني لم أحصل على تذكرة، لقد نفذت كلية، وسلك طريقا غير شرعي، قيمتها الحقيقية هي 20 جنيه سوداني وهي تباع في السوق السوداء بـ100 جنيه”.
لم يكن ذلك موضوع حديثنا لسامي، ولكن سر تعلقه بالجزائر واضح يقول محدثنا
“تتذكرون مواجهة التساد في الدور الأول، حينما حملت الجماهير المصرية أعلامها، ضاربة عرض الحائط بمبدأ انصر أخاك، أو على الأقل كان لهم ليكفوا ألسنهم وأيدنا عنا”.
ويشير محمد سامي وهو متشبثا بباب ملعب الخرطوم ” نحب في الجزائر الشهامة والرجولة، وتاريخ مواجهاتنا الكروية مع المصريين توحي دائما بسيطرة مصر بلعب الكولسة ودور الحكام كما كان مع فريقنا الهلال ” .
نحب الجزائر .. وليس حقدا أوغلا في المصريين
عمار أحمدين، يعزو سر الحب الجنوني للجزائر في وسط السودانيين إلى مواقفها الشجاعة في العديد من القضايا القومية العربية والإسلامية، لكنه يفرق بين الكرة والسياسة في مباراة اليوم .
يقول عمار ” نحب الجزائر حبا خالصا وليس عداء أو غلا في المصريين مثلما يتصورون، الكرة الجزائرية جميلة بل من منا من لم يستمتع بطريقة لعب ماجر وزياني ومغني” .
ويذكر المتحدث أن مرد حب الجزائريين يختصر في اعتزازهم بعدة أسماء في السياسة والرياضة والفن، ويذكر أحمدين أسماء بومدين، وأحلام مستغانمي وجميلة بوحيرد ورابح ماجر ..
الهلال والمريخ كلنا مع بلد الشهداء
وبدن نفاق أو لف ودوران منمق بعبارات المجاملات التي تردد بخصوص أواصر الأخوة فإن الشعب السوداني يكن كامل الحب والتقدير للجزائر بعيدا عن الهوشة الإعلامية أو المغزى السياسي .
وحسب سامي بن أحمد فإن الجزائر بلد الشهداء رويت وتشبعت بدماء الطاهرين، فمن منا لا يحب هذا البلد يقول سامي .
ويضيف “هي مباراة كرة قدم سنعبر فيها عن حبنا للجزائر بالهتاف وحمل الألوان الوطنية، لكن ما تكنه القلوب من شغف وحب لرجال الجزائر لن يوصفه أحد ” .
ولطالما حدثت مشاحنات بين سودانيين وآخرين من أصول مصرية، وحضرت الشروق مشهدا من محاولة كسر المصريين لهذا الطوق بالظهور بأعلام مصرية، لكن سامي ومجموعته أبلغوه بأنه لم يعد هناك لمصر في حضور الجزائر.
40 ألف علم جزائري يرفرف في السودان
مدلولات حب السودانيين للجزائريين وعشقهم للكرة لا تقتصر على التشجيع فقط، ففي يوم الاثنين فقط رفع السودانيون أزيد من 40 ألف علم جزائري، جيء بها من الجزائر .
وازدادات طلبات السودانيين أكثر فأكثر في الحصول على رايات وأقمصة الجزائر إما بهدف الوقوف إلى جانبهم في المباراة أو للاحتفاظ بها كتذكار .
ودخل نزار بن صادق في مناوشات مع أحد المصريين الذي سألهم عن جدوى حمله للعمل الجزائري وهو سوداني فرّد بقسوة »لو تعلم قيمة الجزائر بيننا لما قلت ذلك، لقد نسينا المريخ والهلال ووحدتنا الجزائر كلنا مع بلد المليون شهيد لبلوغ كأس العالم«.
علم الجزائر بـ2 دولار والتهافت على طلبه
وفي مختلف مناطق الخرطوم وسط البلاد ينتشر عدد من الباعة لعرض الرايات الوطنية مستغلين الحدث أحسن استغلال، ويباع العلم الجزائري في حجمه المتوسط بخمسة جنيهات سودانية أي ما يعادل 2 دولار .
ورغم ضعف القدرة الشرائية في السودان إلا أن ذلك لم يمنع أحباء الجزائر من التعبير عن تضامنهم مع الخضر .
ويقول أحد المتحدثين “لقد ندم المصريون أيما ندم حينما حددوا السودان لاحتضان المباراة الفاصلة، لم يعتقدوا بأن الأمر سيصل إلى هذه الدرجة من التعاطف السوداني مع الجزائريين” .
نادي في الدرجة الثالثة يسمى “الجزائر”
أحد مشجعي المنتخب الجزائري في مباراة اليوم، والذي ظل يبحث عن تذكرة عند أبواب الملعب يوسف فاضل قال بأن الكثير من الجزائريين لا يعلمون بأن هناك ناد في السودان يسمى باسم الجزائر .
ويوضح “هناك ناد اسمه الجزائر تيمنا بهذا البلد الطيب وهو يلعب في الدرجة الثالثة من الدوري السوداني، ويقع في محافظة شرق النيل “.
وكان هذا النادي قد أرسل برقية ترحيب للمنتخب الوطني أثناء حلوله بالسودان وعزم على الوقوف إلى جانب الخضر في المباراة الحاسمة .
زياني ومغني وصايفي وحاج عيسى .. مشاهير في السودان
ولا يخلو حديث أي سوداني مع الأنصار الجزائريين من أسماء عدد من اللاعبين صنعوا أسماء حفرت في ذاكرتهم خاصة بعد العودة الأخيرة للخضر للواجهة بقيادة سعدان .
ويذكر سكان الخرطوم الذين التقتهم “الشروق” في جولة استطلاعية كثيرا أن اللاعب كريم زياني، لفت نظرهم في الآونة الأخيرة مراد مغني الذي أعجبهم كثيرا في المباراة الأخيرة أمام مصر .
ويحفظ السودانيون عن ظهر قلب أسماء تشكيلة المنتخب الوطني، لكن اسمي صايفي وحاج عيسى تتردد بشكل كبير حينما تسألهم عن ماذا يعرفونه عن لاعبي المنتخب الجزائري .
وكان لزهر حاج عيسى لاعب وفاق سطيف قد تألق حينما واجه فريقي المريخ والهلال في السودان، إذ تساءلوا عن سبب عدم وجوده مع “الخضر” في مباراة اليوم .
الشروق الجزائرية
نادي الجزائر السوداني هو نادي بحي الامتداد الدرجة الثالثة وقد تأسس منذ حوالي 40 سنة وهو نادي رياضي ثقافي اجتماعي وارجو المداخلة من ابناء
الامتداد ولهم التحية بالمزيد من المعلومات
علاء التهامي