قبل مغادرتهن البلاد .. الفنانات .. سفري السبب لى أذايا

لا تزال قاهرة المعز.. عاصمة الفن والأدب بالشقيقة (مصر) ، لاتزال تذكر تلك الزيارة الفنية التي سجلتها الفنانة السودانية الرائدة (عائشة الفلاتية) بصحبة الفنان العبقري (إبراهيم الكاشف).. والاسباب التي جعلت تلك الزيارة ترسخ في اذهان الاخوة في مصر.. هو الابداع اللا متناهي والتمثيل المشرف الذي قدمته (الفلاتية) وهي تصعد للغناء أمام مئات الاجناس المختلفة.. بثوبها الابيض وحنجرتها التي تحمل ألف لون إبداعي.
قبل أن تعود لأرض الوطن وتجد إستقبالاً رائعاً من الجماهير السودانية والجهات المسؤولة آنذاك.. بعد أن رفعت اسم السودان عالياً بتلك المشاركة..
وربما تكون تلك الحكاية السابقة، تمثل نقيضاً مباشراً لواقع فنانات هذا العصر.. بعد أن اصبحت أخبار سفرهن للخارج مثار جدل.. وحيرة.. بل وتصدرت الصفحات الفنية التي أفردت مساحات واسعة لتلك الرحلات الخارجية.. وتحديداً رحلات الفنانات إلى ولاية (مادوغري) بنيجيريا.. وبعض الدول الافريقية الأخرى، حيث خرجت الاخبار عن تلك الرحلات بصورة جعلت مغادرة أي من المطربات للخارج، ضرباً من ضروب الانفلات والمجازفة.. وهذا ما اكدت عليه لـ (الرأي العام) عدد من الفنانات السودانيات حيث أوضحت إحداهن، أنها رفضت العديد من الطلبات من الجالية السودانية في كلٍ من الدوحة والامارات بسبب الصورة المشوهة التي يمكن أن تصور عليها قصة سفرها..
وفي المقابل ضج الشارع السوداني خلال الايام السابقة بحادثة أخرى كانت بطلتها الفنانة (إيمان لندن).. التي قامت باحياء حفل بالعاصمة الاثيوبية (اديس أبابا).. قبل أن يعتلى فتى أثيوبي المسرح ويقبل رأسها وسط دهشة الجماهير.. والشارع السوداني، الذي طالب بإنهاء تلك المهازل التي تتفنن المطربات السودانيات في حياكتها على جسد الوطن..

لتعلن (إيمان لندن) وعبر عدد من الصحف والمنتديات الالكترونية ان الحادثة كانت مفاجئة لها.. وانها لم تتوقع إطلاقاً تلك الخطوة التي قام بها ذلك الفتى.. وقالت إنها غير راضية عن ذلك.. ولكنها تفاجأت بالفتى يخترق المسرح ووصفت ذلك الدور بأنه دور الجهات المنظمة التي يفترض ان توفر لها كامل سبل الحماية..
وأكدت (لندن) ايضاً أن الفنان هو واجهة لبلاده اينما حل.. وقالت (اعتقد انني كنت على قدر المسؤولية كفنانة.. ولم اذهب وحدي بل برفقة طاقم من الفضائية السودانية وتلفزيون القضارف وعدد من الفنانين..
ويرى العديد من المهتمين بالشأن الفني أن تواصل وتلاقح الخبرات الفنية والتجارب بين الدول، هو شيء مهم جداً و أساسي يساعد على اكتساب المزيد من الخبرات ويلقي الضوء على تجارب الآخرين والاستفادة منها.. كما أن الموسيقى والفن يمثلان أنجح الوسائل للمخاطبة بين الشعوب المختلفة..
بينما ذهب بعضهم إلى ضرورة إهتمام الجهات المسؤولة بما يختص بترتيب تلك الرحلات، فهي تعتبر واجهة، تمثل السودان في المحافل الخارجية وينبغي الترتيب لها بشكل جيد.. كما نادى آخرون بضرورة تشكيل مجلس متخصص في هذا الجانب يقوم برصد حصاد تلك الرحلات، ومن ثم التصريح بتواصلها.. أو بإلغائها..
قبل أن تصبح تلك الرحلات بصمة سوداء على جبين الفن السوداني و(الفنانة) السودانية التي عرفها العالم العربي إنموذجاً للالتزام والأدب والإبداع..
وقبل أن يصبح السفر سبباً للأذى والهوان..

تقرير: احمد دندش
صحيفة الرأي العام