سياسية

الترابي: أخطاء الانتخابات لم تفسدها

قال زعيم المؤتمر الشعبي السوداني المعارض حسن الترابي إن الانتخابات السودانية شابها الكثير من الأخطاء الفنية الفاحشة، لكنه رفض ربط هذه الأخطاء بنوايا مبيتة لدى النظام الحاكم للتزوير بهدف التأثير على نتائج الانتخابات لصالحه.

وقال الترابي -في لقاء مع الجزيرة ضمن فقرة ضيف “المنتصف”- إن المفوضية الانتخابية كان يتعين عليها تدارك الأخطاء الفنية “الفاحشة” التي شهدتها الانتخابات.

وأشار إلى أن الأخطاء سجلت منذ بدايات العملية الانتخابية ومن مرحلة الطباعة وتسجيل أسماء المرشحين والناخبين، وإدخالها على الحواسيب، والأخطاء في تسجيل أسماء الناخبين في الأماكن الصحيحة، وصولا إلى عدم تدريب أفراد الشرطة على كيفية التعامل السليم مع هذا الحدث. وأوضح أن البعض يفسر هذه الأخطاء على أنها لغايات التزوير، غير أنه أكد أنه شخصيا ينأى عن وضعها في هذا الإطار.

ورغم كل الأخطاء التي تحدث عنها الترابي، فإنه أكد قناعته بأن تأجيل الانتخابات لم يكن الحل الأفضل، وقال إن التأجيل سيعني أن يبقى السودان خاضعا فترة أطول لهذا النظام المتجبر والدكتاتوري على حد وصفه.

وأكد الترابي أن الانتخابات الحالية أتاحت لأحزاب المعارضة أن تعبر عن رأيها بحرية، وأنها قد تتيح لها فرصة للوصول إلى مجالس الولايات والمجالس النيابية، وبالتالي مزاحمة الحزب الحاكم، الذي قد يجد نفسه مضطرا للتكيف مع الواقع الجديد والتعامل معه بعد أن يسحب البساط من تحت قدميه في السلطات التنفيذية والتشريعية.

وأعرب الترابي عن قناعته بأنه وبناء على نتائج الانتخابات فإن حكام الولايات في الجنوب وفي معظم الولايات الشمالية ونواب المجالس بهذه الولايات سيكونون من خارج الحزب الحاكم.

وانتقد الترابي -في حديثه مع الجزيرة- الأحزاب التي قاطعت الانتخابات بعد أن خاضت مراحل طويلة من العملية الانتخابية بحجة عدم الوثوق بالنظام الحاكم.

وأكد الترابي أن الفساد الذي أبداه النظام بهذه الانتخابات كان أقل سوءا مما كان متوقعا منه، على حد تعبيره.

وقال المعارض البارز إن هذه الأحزاب تعلم حقيقة هذا النظام منذ البداية، فلماذا اختارت أن تشارك في العملية الانتخابية ووافقت على قانون الانتخاب الحالي وكل الإجراءات التي اتخذت وزجت بالمئات من منتسبيها في سباق الترشح، ثم تراجعت في اللحظة الأخيرة.

وأعرب عن قناعته بأنه لو واصلت هذه الأحزاب مشوارها فكان من الممكن إزاحة الرئيس الحالي عمر البشير، الذي كان سيجد نفسه مضطرا لخوض جولة ثانية من الانتخابات، بعد أن يصعب عليه الحصول على أكثر من نصف الأصوات، وهنا ستتوحد جميع الأحزاب لدعم المرشح المنافس للبشير وستكون فرصة الفوز أمام هذا المرشح كبيرة جدا، وفقا للترابي.

ودافع الترابي عن موقف حزبه من المشاركة بالانتخابات مؤكدا أنها لغايات حماية السودان من ثورة قد تمزقه على حد تعبيره، ورغم معارضته لانقسام الجنوب فإنه عبر عن قناعته بأن الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه، معربا عن أمله بألا يؤدي الانقسام إلى قطيعة وأن يظل المجال مفتوحا للعودة للوحدة في يوم من الأيام.

وفيما يتعلق بموقف حزب المؤتمر الشعبي من المشاركة في حكومة قومية مع الحزب الحاكم في حالة فوز الأخير بالانتخابات، استبعد الترابي ذلك، وأكد أن حزبه من الممكن أن يشارك في أي حكومة ائتلافية مع أي حزب من الأحزاب السودانية باستثناء الحزب الحاكم، خوفا من أن يخلط الناس بينهما ويضعوهما في بوتقة واحدة بسبب طابعهما الإسلامي.

الجزيرة نت