قاعة الصداقة.. من هنا يعلن الرئيس الجديد
كعادتها، كمعلم بارز في تاريخ السودان المعاصر، احتفظت قاعة الصداقة في الخرطوم لنفسها بقسط وافر من التوثيق للأحداث المهمة في حياة الشعب السوداني، وتنفرد القاعة هذه الأيام باستضافة مقر إعلان نتيجة أهم انتخابات ينتظرها السودان بأثره، بل والعالم كله تقريباًَ.
واختارت المفوضية القومية للانتخابات القاعة الدولية بقاعة الصداقة لتنقل للعالم يومياً، وعلى الهواء مباشرة أحدث التقارير والبيانات والقرارات عن مجريات الانتخابات الجارية حالياً تحت دائرة كبيرة من الضوء المسلط من كل بقاع الدنيا.. وتلفت انتباهك وانت تعبر الجانب الشرقي لقاعة الصداقة عربة النقل المباشر للإذاعة السودانية بشعارها المميز (هنا ام درمان)، وقبل أن تجتذب عيناك شاردة أو واردة أخرى، تلتقطان عربة التلفزة المعروفة لتلفزيون السودان، وهي ترابط قرب مدخل القاعة الدولية.. ويقوم الجهازان القوميان بنقل تفاصيل المؤتمر الصحفي الذي يعقد يومياً بالقاعة، عقب اكتمال إغلاق صناديق الإقتراع المتناثرة في مراكز مختلفة بولايات المختلفة، ويهوي إليه الإعلاميون من كل لون وجنسية لتلقف آخر الأنباء، بينما يوجد مكتب دائم للتلفزيون بالقاعة منذ اليوم الأول لبداية الإقتراع، والذي سيستمر في مكانه مع كافة التجهيزات حتى اليوم الأخير من عمر السباق الإنتخابي.
ويرابط مع عربات التلفزة والنقل الإذاعي فريق مميز من المخرجين والمعدين والمذيعين من الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، وينتصب في قلب باحة القاعة المطلة على النيل استديو خارجي خفيف التجهيز تحيطه كاميرات تلفزيونية على أحدث الطرز، يقوم باستضافة عدد من المهتمين والإعلاميين والمراقبين حول سير العملية.. وانت تهم بدخول القاعة الضخمة، المرتبطة بالمؤتمرات الدولية الكبيرة، يستقبلك قرب المدخل عدد من الشباب تقبع أمامهم أجهزة كمبيوتر حديثة، فيما تتناثر عدة شاشات عرض ضخمة على طول القاعة الخارجية التي تقود إلى القاعة الداخلية، التي ينتظر أن يعلن من خلال منبرها اسم المرشح الذي سيقود البلاد لخمس سنوات قادمة، الثلاثاء المقبل، ومنه أيضاً تعلن بقية النتائج بعد توفرها من الولايات عبر شبكة خاصة عمل المركز الصحفي على تهيئتها لتلافي أي تضارب أو أخطاء تصاحب إعلان النتائج، والواضح أن الإعلاميين لن يكثروا من اللهث في تقصي أنباء سير الانتخابات، فقد كفتهم المفوضية الكثير من العناء وهي تتخذ من قاعة الصداقة (مركز إعلان نتيجة انتخابات السودان 2010م) وهو العنوان الذي احتل موقعاً مميزاً بخط أسود عريض أعلى مدخل القاعة.
وبدا أن المركز الصحفي لمفوضية الانتخابات عمل جاهداً على تهيئة مناخ ملائم للصحفيين باعتبارهم شركاء أساسيين في العملية الانتخابية، حيث يوجد ما يشبه المركز الصحفي المصغر في الجزء الجنوبي الشرقي من القاعة في مساحة يحتلها نحو ثمانية أجهزة كمبيوتر متصلة بالانترنت بملحقاتها، إلى جانب أكثر من عشرين شاشة عرض ضخمة تتخذ مواقعها داخل القاعة وضمن تجهيزاتها. ويصطف الإعلاميون من كافة الجنسيات، بصورة يومية في مقاعدهم، وكلهم يحمل ديباجة على صدره معنونة بالمفوضية القومية للانتخابات، وتدور الكثير من الأحاديث الجانبية حول سير العملية ومثلها من الاستطلاعات ووجهات النظر، لكن في النهاية تكون لمنصة مركز إعلان نتيجة الانتخابات الكلمة الفصل والنهائية في تفصيل ما جرى من أحداث انتخابية، وهو ذات ما ينتظره الصحفيون خلال الأيام المقبلة وصولاً للإعلان النهائي للنتيجة على أمل أن تنتهي المسابقة بمباركة للفائزين والدعوات بحظ أوفر للخاسرين، بجانب الرضا من أجهزة الإعلام المحلية والدولية التي تم من أجلها كل هذا الإعداد.
صحيفة الراي العام