سياسية

متمردو دارفور يشنون هجوما على الجامعة العربية لوقوفها مع الخرطوم

شددت مصر على ضرورة «أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته في الحفاظ على استقرار السودان ككل، وأن يتصرف من هذا المنطلق وفقا للصلاحيات الممنوحة له بموجب ميثاق الأمم المتحدة»، فيما جددت القاهرة تأكيد موقفها من الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية، قائلة على لسان وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط «إن القرار الذي اعتمده وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ أول أمس بشأن السودان يفتح الباب واسعاً أمام قيام الجامعة العربية بجهود تهدف للتوصل إلى تسوية سياسية ومخرج للأزمة الحالية في العلاقة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية وللوضع الخاص بدارفور».
وأضاف أبو الغيط في تصريحاته للمحررين الدبلوماسيين أمس «أن مصر تعتبر ما تضمنه القرار بشأن ضرورة إعطاء الأولوية للتسوية السياسية العادلة لأزمة دارفور عنصرا مهما بل ومحوريا يتماشى مع الرؤية المصرية للتطورات الأخيرة».
وأوضح الوزير المصري «أن دعوة القرار العربي للقضاء السوداني، بما هو معروف عنه من استقلاليته ونزاهته إلى استكمال الجهود التي يقوم بها بهدف إقرار العدالة في السودان، فيما يتعلق بأحداث دارفور، من شأنه أن يخفف المطالبة بتفعيل دور المحكمة الجنائية الدولية». وأضاف أبو الغيط «أن تعبير الاجتماع العربي عن عدم القبول بالإجراء الذي لجأ إليه المدعي العام للمحكمة بتوجيه الاتهام ضد الرئيس السوداني عمر البشير، يعكس رؤية مفادها أن ذلك الإجراء يفتقر إلى المسؤولية بقدر افتقاره إلى الموضوعية والتوازن، وبأن تداعياته يمكن أن تكون سلبية وخطيرة على الاستقرار في السودان والمنطقة».
وأشار أبو الغيط إلى أن المقترح المصري، الذي أيده وزراء الخارجية العرب، بالدعوة لعقد اجتماع دولي لبحث التسوية السياسية لملف أزمة دارفور «يأتي منسجما مع التفكير المصري بأن العدالة الحقيقية في دارفور تتحقق من خلال التسوية السياسية العادلة والسريعة لهذه الأزمة التي طالت أكثر مما يجب، وبالذات في ضوء وجود العديد من الأصابع الخارجية التي تعبث في هذه المنطقة». من جهة اخرى، يبدأ وزير الخارجية السوداني دينق الور اليوم مباحثات رسمية في العاصمة الفرنسية بهدف إجراء مشاورات متقدمه من نظيره برنار كوشنير تتناول عددا من القضايا في مقدمتها دعاوى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت شنت فيه حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية لمواقفها المؤيد للحكومة السودانية في مواجهة إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مورينو اوكامبو التي اتهم فيها الرئيس السوداني عمر البشير ارتكاب ابادة جماعية في الاقليم المضطرب .
وكشف السفير السوداني لدى فرنسا حامد الفكي عن ان الور سيطرح رؤية السودان حول تطور الاوضاع في بلاده بعد اعلان المدعي العام للمحكمة الدولية التي اتهم فيها الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب ابادة جماعية في دارفور، وقال ان الور سيبلغ المسؤولين في باريس برؤية بلاده للخروج من هذه العقبة التي تهدد امن واستقرار البلاد، اضافة لانعكاستها على تطبيق اتفاقية السلام الشامل بالبلاد، واضاف ان الزيارة ستتناول المباحثات وملفات دارفور واتفاقية نيفاشا وعددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
من جهة اخرى، شن الناطق الرسمي لحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور احمد حسين هجوماً عنيفاً على الجامعة العربية لموقفها المؤيد للحكومة السودانية في مواجهة المحكمة الدولية، مشيراً الى ان الجامعة عجزت منذ فترة طويلة من ادانة نظام البشير لانتهاكه حقوق الانسان في حرب دارفور، وقال ان الجامعة الآن تسعى لايجاد مخرج لحكومة الخرطوم من مطالبة تطبيق العدالة، وتابع «قرارات الجامعة العربية مؤخراً احتقار للضحايا وانها صمتت عن ادانة الانتهاكات التي ارتكبها نظام البشير من ابادة جماعية».
وقال حسين لـ«الشرق الاوسط» ان الجامعة مطالبة باعلان موقف واضح من جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها نظام البشير وألا تقف فقط الى الجانب الحكومي بشكل عنصري، محذراً الجامعة العربية من الوقوع في ما سماه بالمحظور بتوفر الغطــاء الدبلومـــاسي والسيــاسي ليواصل نظام الخرطوم جرائمه ويفلت من العقوبات التي تحاول المحكمة الدولية تحقيقها، مشددا على ان حركته ترفض اجراء النظام لمحاكمات في الداخل واعتبرها ان ستكون صورية، وقال ان المجرمين الحقيقيين اللذين خططوا ومولوا ونفذوا جرائم الابادة لن يمثلوا أمامها، واضاف ان القضاء السوداني ليس مستقلا ولا توجد نصوص لجرائم الابادة الجماعية، وتابع «الشبهات وصلت رئيس النظام هل سيمثل امام القضاء، لن يحدث ذلك لان القضاء يخضع لسلطته السياسية والامنية»، مناشداً الاتحاد الافريقي الالتزام بنصوص دستوره الذي ينص في مادته الرابعة على تدخل الاتحاد في اي دولة عضو اذا ارتكبت انتهاكاً جسيماً ضد حقوق الانسان وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية، وقال ندعو الاتحاد الافريقي ألا يحيل بين الضحايا وتحقيق العدالة والإنصاف تحت مظلة المحكمة الجنائية الدولية، وتابع «المهدد الحقيقي في السودان استمرار النظام السوداني في جرائمه بحجة السيادة والحصانة واستقرار البلاد».

الشرق الأوسط

‫3 تعليقات

  1. كدي خلونا من موضوع دارفور منذ مجئ الانقاذ : بيوت الاشباح الاعتقالات السياسية والفصل للصالح العام وتشريد ابناء الوطن وتكريس الجهل والفقر والمرض والخوف واعدام شهداء 28 رمضان وغيرة وغيرة ،،، هذة الاشياء ليست وحدها بكفيلة لإعدام البشير وعصابتة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. ما قام به أوكامبو لا يمكن أن يظن أحد مجرد ظن أنه من باب العدالة أو السعي لحل مشكلة دارفور أبداً… وعلى الذين يتخيلون أن مشكلة دارفور ستحل من خلال الغربيين أو مؤسسات الهيمنة الغربية الدولية لن يصلوا إلا للمزيد من التعقيد والتعميق للخلافات… الحل يكمن أولاً في إرادة الأطراف وصدقها ومصداقيتها… لقد تعب هذا الوطن من التآمر و المكايدات… فلتعد الحكومة و الحركات أولاً إلى الله عز وجل وتتقي الله فيما تفعل ” تحسبونه هيّناً وهو عند الله عظيم…” لقد تعب المواطن وتعب هذا الوطن… إن العدالة إذا فقدناها بيننا والله يا أهل الحركات لن تجدوها عند الكفرة والمغرضين… اتحسبون أنهم يسعون لحل قضيتكم ومشكلة أهلنا في دارفور لا والله إن هذه الدوائر وهذه الحكومات الغربية التي تأوي وتدعم وتحرض لا تريد إلا استمرار المشكلة وتعميقها وتفكيك هذا البلد المسلم وإضعافه… إن كنتم تريدون عدالة مفقودة كما تقولون فابحثوا عنها داخل بلادكم وقوّموا اخوانكم وحكومة بلادكم فما يجمعكم بخصومكم واخوانكم أكثر مما يفرق بينكم وأهل وطنكم… لا تجعلوها عنصرية ولا تصدقوا أنفسكم و الشيطان واعلموا أن وزرها ثقيل فما تنفقونه في طلقة أولى به مستوصف عد الفرسان وما تصرفونه لدانه أولى به مشروع جبل مرة الزراعي. اللهم يا جامع يا رقيب أجمع بين اهل السودان وأبنائه وألف بين قلوبهم وابعد عنهم كل الشانئين والمحرضين و الحاقدين اللهم قونا ببعضنا ووحد كلمتنا وامتنا واجعل السودان بلدا آمنا مطمئنا سخاءا رخاءا يا أرحم الراحمين وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

  3. ان المنحي الذي يؤمي اليه الناطق باسم حركة العدل والمساواة المتمرة في موضوع موقف الجامعة العربية ليس موجودا علي ارض الواقع فلم تنظر الجامعة العربية منذ نشأتها الي السودان او غيره من الدول المنضوية تحت لواءها نظرة عرقية او لونية او بغيرها من النظرات ولكن الناطق بالحركة يثير ذلك لمنع وقفة الجامعة مع السودان ناسيا ان السودان عضو في هذه المؤسسة العالمية واي ابادة يتكلم عنها هذا المأجور الذي يستعدي العالم علي بلاده ناسيا ان الغرب في هجومه علي السودان لايستثني دارفور عن غيرها من المناطق بالسودان ولكنها هي العمالة التي تعمي من ينظر من خلال منظارها الكاذب افق الي رشدك ايها الناطق النطاق واعلم ان امنياتك التي تعيش لتراها لن تراها بالسودان وسيطول انتظارك ان شاء الله تعالي انت ومن معك .