عندما انهمرت دموع سلفاكير: سامسون كواجي .. ابن الإستوائية المقرب من الجميع
لم يكن سامسون كواجي القيادي بالحركة الشعبية الذي فارق الحياة بالعاصمة الكينية نيروبي أمس الأول ناطقاً باسم قرنق في واقع الأمر، بل كان ناطقاً باسم الحركة الشعبية كلها لسنوات خلال فترة الحربِِِ، لكن ما جعل كثيرين يذكرون عند الحديث عنه اسم زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق، لم يكن فقط إدراكهم بأن الناطق باسم الحركة أيام الحرب هو ناطق باسم قرنق زعيمها ذو النفوذ غير المحدود، فإلى جانب عمله كناطق رسمي، ربطت كواجي علاقة بقرنق يصعب وجود مثلها إلا بين الأخير وقلة من قادة الحركة.
كواجي، لم يكن مقرباً من قرنق وحده كما يؤكد أقوك ماكور القيادي بقطاع الشمال في الحركة، بل كان مقرباً من الجميع في قيادة الحركة، حديث ماكور ربما كان خير تفسير لتلك الدموع التي حاول نائب الرئيس الفريق سلفاكير – وهو الشهير برباطة جأشه- كفكفتها بمنديله وهو داخل منزل رفيقه الراحل في جوبا، فتلك الدموع السلفاكيرية صعبة النزول عادة إلا للرفاق من الدرجة الحميمة.
علاقات كواجي العميقة مع رفاقه ليست السمة الوحيدة التي ميزت هذا الرجل، فمنطقته التي ينحدر منها خلفية مميزة أيضاً لمسيرته في الحركة الشعبية، فسامسون ابن الإستوائية الشهيرة ببعض ابنائها المناهضين للحركة، لكنه صعد رغم ذلك إلى مصاف قادة الحركة، بعدما أكسبه دعمه لتقسيم الجنوب في أواخر عهد الرئيس نميري شعبية لا تضاهي في الإستوائية، شجعته على ما يبدو ليترك موقعه في الخدمة المدنية ويدخل إلى السياسة عبر باب واسع هو الحركة الشعبية التي انهمرت دموع عدد غير قليل من قادتها وهم يسمعون خبر رحيله على فراش مرضه بكينيا، رحيل عجزت سابقاً عن حمله عليه رصاصات حاولت إغتياله في الإستوائية الوسطى قبل أقل من عام.
صحيفة الراي العام
لعلك تبكي على مصيره وليس على فراقه – وليتكم تتعظون وتعلمون انه الحق من رب العالمين – واكيد انه يرافق زعيمه في النار – استعفر الله