اقتصاد وأعمال

زوجات الأسرى الفلسطينيين.. صبر لا يقوى عليه الرجال

أكد مركز الأسرى للدراسات أن المرأة الفلسطينية وعلى رأسها أمهات وزوجات الأسرى بمثابة النماذج لإرادة المرأة فى العالم من خلال نجاحها بتأدية دورها بأقسى الظروف وبأقل الإمكانيات وفى غياب الاحتضان والتبنى والمساندة المطلوبة.

وقال الأسير المحرر رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى وعضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية خلال لقاء أجراه مع مؤسسة الشروق الإعلامية لتقييم أداء المؤسسات الاعلامية فى قضية دعم الأسرى والأسيرات فى السجون على المستوى الاعلامى “اننا كاعلاميين بحاجة لانصاف زوجات وامهات الأسرى وابراز نجاحهن وشق طريقهن بثقة وتوضيح وتوثيق دورهن الريادى والكفاحى اللامعقول والقاسى فى ظل كثرة المتطلبات الحياتية ، والعوائق والقيود الاجتماعية”.

وأضاف: أننا كاعلاميين ومختصين فى قضايا الأسرى لم ننجح لحتى اللحظة بمنح أمهات وزوجات الأسرى المكانة التى تليق، ولا زال الكثيرون من ينظر للمرأة منهن نظرة الشفقة والحاجة وقلة الحيلة مع ان زوجة الأسير ومن خلال تحملها ما لا يتحمله الرجال استطاعت ان تربى وتعلم اطفال وشباب فى الجامعات وتزوج أبناء وتؤسس للأبناء على صعيد السكن والعمل والمستقبل.

وذكر حمدونة على سبيل المثال لا الحصر زوجة الأسير أبو شادى ” عصفور ” البرغوثى التى شقت حياتها وحيدة منذ اعتقال زوجها فى العام 1978 فربت وعلمت وأسست لأبناءها فى غياب الزوج ولحتى اللحظة ، وكذلك سناء حرز زوجة الأسير نافذ حرز المعتقل منذ 25 عاماً ولا يزال ، والتي حملت على كاهلها منذ أسر زوجها ما لا يطيقه الرجال.

وقامت زوجة الأسير حرز البالغة “49 عاماً” بتربية أبنائها الستة، بعد أن حرمت نفسها ودفعت الغالي والرخيص حتى استقر أبنائها كلٌ في بيته وأصبح لها ولزوجها فوق العشرين حفيداً وزوجها لا زال غائباً فى السجن ومحكوماً بمدى الحياة.

وقالت الزوجة “أجزم أننا كأمهات وزوجات للأسرى نملك صبراً لا يقوى عليه الرجال ، وهذا فخر لنا”.

وعلى مدى أكثر من نصف قرن تعيش المرأة الفلسطينية مأساة لا تنتهي ، فلم تعان فقط من فقدان الزوج والأبناء بالاعتقال أو الموت ، بل طالتها حملات الاعتقال وجرح الكرامة من تفتيش غير آدمى وتنكيل وقهر إلى ضرب عنيف بمؤخرات البنادق ولم يراع المحتل سنا فكما نكل بالشابات فعل أيضا بالمسنات ، سواء داخل سجون الاحتلال أو من خلال مداهمات المحتل للبيوت الفلسطينية وترويع النساء .

محيط