قطار المشاعر يختصر رحلة الحجاج
في ظرف دقائق معدودة سيتمكن الحجاج من قطع المسافات في المشاعر المقدسة، مختصرين بذلك ساعات طويلة عبر “قطار المشاعر” والذي يسير لأول مرة في موسم الحج لهذا العام، مما يشكل نقلة نوعية في حركة ملايين من الحجاج عانوا على مدى سنين من الزحام والتدافع، وربما من مآس ظلت راسخة في ذاكرة بعضهم.
ويعمل قطار المشاعر أو كما يحلو للمشرف العام عليه وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين تسميته بالـ(مترو) بين منى وعرفات في التصعيد من محطة الجمرات، ومنى 1 ومنى 2 إلى محطات عرفات 1 وعرفات 2 وعرفات 3 وفي النفرة من عرفات إلى مزدلفة وفي أيام التشريق بنقل الحجاج من مخيماتهم إلى الجمرات وبالعكس.
وسيعمل المشروع هذا الموسم بطاقة تشغيلية تصل 35% ويستهدف 150 ألفا من حجاج الخليج والداخل في التصعيد لعرفات و240 ألفا أيام التشريق، ويعزو المشرف العام في حديث للجزيرة نت اختيار هذه الفئة لعدة اعتبارات أولها لاستخدام هؤلاء الحجاج سياراتهم، إضافة إلى مكان سكناهم.
زين العابدين يأمل الانتقال للمراحل الأخرى السنوات القادمة (الجزيرة نت)
وقد حددت السلطات السعودية أسعار تذاكر القطار لكامل المشاعر من التصعيد وحتى أيام التشريق بـ250 ريالا للفرد (70 دولارا) في حين بلغت سعر التذكرة للشخص الواحد من منى إلى عرفات مائة ريال سعودي (28 دولارا).
وتلافيا للزحام -بحسب المسؤول السعودي- تباع التذاكر مسبقا، حيث يحصل الحاج المستفيد من هذه الخدمة على سوار ملون حسب المحطات بألوان الأحمر والأخضر والأزرق.
تشغيل تجريبي
ويعمل قطار المشاعر هذا العام بشكل تجريبي، وسينطلق بكامل طاقته التشغيلية العام المقبل ليشمل كامل الحجاج القادمين عبر البر من الشام والعراق والدول المجاورة ليرتفع عدد الحجاج المستفيدين إلى نصف مليون حاج وربما مليون.
وأعرب الدكتور زين العابدين عن أمله في الانتقال إلى مرحلة جديدة من المشروع السنوات القادمة لتشمل نقل الحجاج من مكة المكرمة ومن الحرم إلى المشاعر المقدسة وربط مكة بالمدينة، وقد يصل إلى نقل الحجاج من مدينة جدة مباشرة إلى مكة والحرم إذا توفر التمويل.
وتقوم فكرة القطار على الاستغناء عن استخدام وعزل السيارات الكبيرة حيث سيتم الاستغناء عن نحو سبعين ألف حافلة تنقل الحاجين برا، لكن مشروع القطار لن يلغي مشروع ما يسمى النقل الترددي للحافلات الذي يقلل من الزحام، والنقل الترددي قائم على شق طرق خاصة تسير فيها حافلات حجاج وفق مناطقهم الجغرافية.
250 ريالا تكلفة الحاج لكل المشاعر (الجزيرة نت)
وصف القطار
وأشار المشرف العام على قطار المشاعر للجزيرة نت إلى أن هناك عشرين قطارا ستعمل بالاتجاهين بين المشاعر، كل قطار مكون من 12 عربة وكل عربة تنقل 250 حاجا (50 جلوسا و200 وقوفا) بمعنى أن كل قطار يحمل ثلاثة آلاف حاج.
ويسير قطار المشاعر على أعمدة مرتفعة عن سطح الأرض يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى نحو عشرة أمتار، وذلك تفاديا لعرقلة حركة المشاة أو وسائل النقل الأخرى التي تنقل الحجاج.
وقد بلغت تكلفة مشروع القطار 6.5 مليارات ريال ( 1.75 مليار دولار) ويعمل فيه عشرون ألف عامل بينهم 14 ألف صيني، إذ أن الشركة الرئيسية القائمة على المشروع صينية.
كما تظهر في المحطة علامات وإشارات لخط سير القطار، إضافة إلى إرشادات للحجاج، وبيانات صوتية عبر السماعات تذكر الحجاج بقدوم قطار أو مغادرة آخر وتحذرهم من الاقتراب من أماكن الخطر، إضافة لعلامات الدخول والخروج.
الجزيرة نت