مصطفى الآغا

ديمقراطية مصادرة الآراء

[ALIGN=CENTER]ديمقراطية مصادرة الآراء ؟![/ALIGN] سيبدو الكلام في ظاهره مقصودا به الكرة السعودية، ولكنه في باطنه موجّه إلى كل العرب، لأننا لو نظرنا يمينا أو شمالا حولنا فسنجد أن الظاهرة منتشرة في كل مكان، وهي تحميل آراء الآخرين الشخصية ما لا تحتمله من أبعاد «خطيرة»، تبدأ بالتشكيك بمطلقها وتاريخه وصلاته وعلاقاته وأهدافه الخفية، وانتهاء بنظريات المؤامرة «وتكسير المجاديف»… فإن خرج علينا خبير كروي، وعندما نقول «خبير» فنحن نقصد فعلا من يستحق هذا اللقب، وليس متسلقا على حبال الإعلام أو مشجعا «دفشه» أحدهم ليصبح زميلا ووجها إعلاميا وأحد المؤثرين في الرأي العام الرياضي!… عندما يقول هذا الخبير إن الشواهد والدلائل والمعطيات التي بين يديه، ومن خلال نتائج مباريات الهلال ونتائج الآخرين ونزيف النقاط الذي حل بالشباب والحالة السيئة التي مر بها الاتحاد، وابتعاد النصر بعشرين نقطة مع بقاء تسع له من ثلاث مباريات أقل، وابتعاد الأهلي بـ21 نقطة ومباراة أقل، فإنه يرشح الهلال للتتويج بلقب الدوري السعودي، معترفا في نفس الوقت أن كل شيء وارد في عالم الكرة، وأن الفرق الأخرى مثل الفتح والرائد قادرة على إحداث المفاجأة كما فعلت مع الشباب وفي نفس الوقت، فالاتفاق والشباب والاتحاد تستطيع الفوز على الهلال… ولكن هناك ست مباريات متبقية و18 نقطة بالميدان على الهلال أن يتعثر على الأقل في 11 منها حتى يلحق به الاتحاد صاحب الـ29 نقطة من 14 مباراة، شريطة أن يخسر الهلال 3 مباريات من ست أو ينزف النقاط بشكل دراماتيكي فيما يفوز الاتحاد والشباب على نفس المنافسين الآخرين ويفوز بعضهما على بعض!

كلام يمكن أن يحدث «جدلا» ولكن أين مساحة التوقعات المسموح بها للإعلاميين الحقيقيين وخبراء اللعبة؟ وهل لو توقعوا أن يتوج الهلال فهذا يعني انتقاصا من بقية الفرق ومؤامرة على مشاعرهم وخططهم؟ وهل يعني هذا تلونا باللون الأزرق؟ ولماذا نسأل أهل المعرفة عن آرائهم وتوقعاتهم ما دمنا سنصادرها ونهاجمها لأنها لا تتفق مع ما نريد أن نسمع؟ ولو افترضنا جدلا أن هذا الخبير توقع تتويج الشباب أو الاتحاد فكيف ستساهم توقعاته في تغيير الوقائع على الأرض؟ وهل مهمة الإعلامي أن يكون «محرك توربو أو بطارية شحن» لنادٍ على حساب نادٍ آخر؟ وهل المطلوب من كل صاحب رأي أن يحلف أغلظ الأيمان قبل أن يقول رأيه أنه لا يقصد الإساءة لأحد وأن توقعاته رياضية بحتة ولا خلفيات «مؤامراتية» لها، وأنها نابعة من معطيات بين يديه؟

البعض كان يستغرب حجم الصراخ في بعض البرامج السياسية والذي كنا ننقده ونتعجب منه، «ومع هذا نشاهده»، ولا يستعجب أو يتساءل كيف انتقل هذا الصراخ إلى برامجنا الرياضية!

صحيفة الشرق الأوسط
Agha70@hotmail.com

تعليق واحد

  1. ابو الآغا بعد التحية
    نقول للمشجعين ومحبي الرياضة وخاصة كرة القدم انتظروا احفاد الآغا واحفاد السيد وعلى فكرة حفيدي بيتمرن في بطن امه على الضربات الثابته والرأسية