طب وصحة

شطر أقراص الدواء إلى نصفين يفسدها ويهدر قيمتها العلاجية

إن عادة شطر الأقراص التي تنتشر بين الأشخاص الذين يرغبون في تقليل نفقات أو جرعات العلاج لها مخاطرها. فبعض الأقراص لا يمكن تقسيمها إلي نصفين متساويين , وربما يكون هناك هامش ضئيل بين الجرعة التي يمكن أن تساعدك وبين تلك التي يمكن أن تؤذيك كما تقول الدراسة التي نشرت في جريدة التمريض المتطور عدد يناير 2011.

“ليست كل الجرعات الدوائية قابلة للانشطار, حتى تلك القابلة للانقسام نصفين يظل هناك احتمال حدوث انحراف أو تجاوز في الوزن الأمر الذي قد تكون له نتائج إكلينيكية خطيرة خاصة في العلاجات التي تشتمل علي مقدار ولو ضئيل من السمية,” كتب الباحثون بقيادة شارلوت فيرو من جامعة غينت ببلجيكا.

في الدراسة قام خمسة متبرعين بتقسيم ثمانية أنواع من الحبوب باستخدام سكين المطبخ أو المقص أو آلة شطر الأقراص. وقام المشاركون بتقسيم الأقراص إلي أربعة أجزاء وإلي جزئيين باستخدام تلك الأدوات. من بين الثمانية أنواع من الأقراص المستخدمة, كان هناك ثلاثة أنواع بها حز من النصف واثنتان مقسمة إلي أربع مثل الصليب وثلاثة بدون أية علامات. وتستخدم هذه الأقراص في علاج أمراض مثل الشلل الرعاش و إلتهاب المفاصل وأمراض القلب.

وقد قام الباحثون بوزن الأقراص وأجزائها قبل وبعد عملية الانشطار ووجدوا أن 31% من أجزاء الأقراص تنحرف عن الجرعات الموصي بها بأكثر من 15% و14% اختلافات بين أجزاء القرص . حتي مع أكثر وسائل تقسيم القرص دقة لا يزال هناك هامش خطأ.

وعلقت الباحثة فيرو علي الدراسة قائلة : “لقد قمنا باختبار كل أنواع الأقراص الكبيرة والصغيرة المدورة والتي بها حز والملساء. وحاولنا الوصول للطريقة المثلي لتقسيم الأقراص بشكل سليم .

وقد ثبت أن الاختلافات البسيطة في حجم الأجزاء عند تقسيم القرص ربما لا تمثل مشكلة دوماً خاصة مع الأمراض المزمنة التي تحتاج علاج دائم إذ لا يكون هناك مشكلة إذا ما تناول المريض جرعة زائدة اليوم وأقل غداً . إلا أن الأمر يصبح مشكلة عندما نتحدث عن المنسب العلاجي عندما يحدث أقل اختلاف في الجرعة تأثير كبير في العلاج.”

ويخلص الباحثون أنه إذا كان من الضروري شطر الأقراص نصفين فلا أقل من استخدام آلة دقيقة للقيام بذلك بدقة.

ويعلق جيفري بروير الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة وعلوم الصحة بجامعة ألباني بنيويورك قائلاً أن عادة شطر القرص تنتشر في الولايات المتحدة بين الأشخاص الذين يرغبون في الحصول علي جرعة متوسطة أو لتقليل تكلفة العلاج.

“أحياناً ما تكون عملية شطر الأقراص الخيار الوحيد أمام الشخص للإستمرار في تناول العلاج فعلبة أقراص تكفي 90 يوماً بشطرها قد تستمر لستة أشهر. فنصف أو ربع قرص من العلاج قد يكون أفضل من لا شيء إلا أن الأمر يتوقف علي نوع العلاج وتكوين الجرعة.

“ربما يكون من الخطورة القول نعم يمكنك أن تقسم الأقراص لجزئيين أو أنه يمكنك عمل ذلك مع ثلاثة من بين خمسة أقراص تتناولها لأمراض مختلفة, إذ يجب عليك تقييم مدي سيطرتك علي المرض ولماذا ترغب في شطر هذه الأقراص .”

ويؤكد د. ألان ويز طبيب الأمراض الباطنة بمستشفي كليفلاند بأوهايو أن عملية شطر الأقراص معتادة عند العامة بل إن بعض شركات التأمين الصحي تحث المرضي علي ذلك . “يمكن أن تكون هذه وسيلة فعالة لتقليل نفقات العلاج للمرضي الذين يستطيعون القيام بذلك علي وجه صحيح. وهناك أقراص يسهل شطرها ولكن هناك أنواع أخري يتسبب شطرها في تكسير الجزء الخارجي منها مما يفسد الدواء.”

العربية نت