سياسية

دعوة مصرية للوحدة مع شمال السودان


دعا سياسيون مصريون إلى إجراء استفتاء للوحدة بين مصر وشمال السودان لإقامة وحدة كونفدرالية، ردا على الاستفتاء الجاري حاليا في جنوب السودان، وحذروا من تداعيات انفصال الجنوب على الأمن القومي المصري، في ظل عدم وجود إستراتيجية واضحة للتعامل مع الدولة المنتظرة.

وقال رئيس حزب التجمع رفعت السعيد إن وجود دولة في الجنوب وثيقة الصلة بإسرائيل يمثل تهديدا خطيرا للأمن المصري، “حيث ستتقاطع مصالح هذه الدولة مع المصالح الإسرائيلية، ومن ثم ستتناقض مع المصالح المصرية”.

وأشار إلى أن دولة الجنوب المرتقبة تتجه بقوة للاقتراب من تنفيذ الأجندة السياسية الأميركية والإسرائيلية، وهو ما يشكل خطرا على شمال السودان ومصر والمنطقة.

بداية فقط

رفعت السعيد قال إن انفصال جنوب السودان بداية لانفصالات أخرى (الجزيرة نت)
ونوه السعيد بأن انفصال الجنوب مجرد بداية سيعقبها انفصال دارفور ومديريات وولايات الشرق، مشيرا إلى أن استمرار هذه السياسة سيقود السودان إلى الهاوية.

وقلل السعيد من تأثير انفصال الجنوب على حصة مصر من المياه بالنظر إلى وجود اتفاقيات تحكم هذا الأمر، لكنه ألمح إلى أن مصالح إسرائيل في منطقة حوض النيل ستجعل أعداء مصر في دول الحوض يزيدون واحدا.

واعتبر السعيد أن السياسة المصرية ارتكبت أخطاء كثيرة تجاه السودان من خلال تجاهلها للبوابة الجنوبية لأمنها، بدءا من السودان وانتهاء بدول حوض النيل ودول القارة جميعها.

وأشار السعيد إلى أن الدور المصري تعرض للتهميش المتعمد من قبل حكومة الإنقاذ في السودان التي أصرت على عدم دعوة القاهرة لحضور اتفاق نيفاشا، “مما جعل الرئيس السوداني عمر البشير يقبل بالضغوط الأميركية، ويخضع خضوعا كاملا للرغبة الأميركية في انفصال الجنوب”.

أما مصطفى الجندي -وهو أحد قيادات حزب الوفد، ووزير الشؤون الأفريقية في حكومة الظل- فقد تقدم باقتراح خلال اجتماع مجلس وزراء حكومة الظل مساء الثلاثاء بمقر حزب الوفد، يقضي بإجراء استفتاء بديل للشعبين المصري والسوداني في الشمال بشأن قيام وحدة بين شمال السودان ومصر للرد على قيام دولة في الجنوب.


مصطفى الجندي قال إن حزب الوفد يتمسك بالمقولة الشهيرة للزعيم الوفدي مصطفى النحاس عندما قال: تفصل يدي ولا تفصل السودان عن مصر

المبادرة
وقال الجندي “يجب ألا ننتظر حتى يصل الخطر إلى النوبة ودارفور، وعلينا ألا نتوقع من السياسيين شيئا بعد أن أوصلونا إلى هذا الوضع، ولا بد من الدعوة إلى استفتاء شعبي على الوحدة بين السودان ومصر، ويمكن أن تبدأ باتحاد كونفدرالي كخطوة مرحلية نحو الوحدة الشاملة”.

وقال الجندي إن حزب الوفد يتمسك بالمقولة الشهيرة للزعيم الوفدي مصطفي النحاس عندما قال “تفصل يدي ولا تفصل السودان عن مصر”، مشيرا إلى أن هذا التحرك الشعبي هو “رد فعل عملي” على انفصال الجنوب.

وأوضح الجندي أن مخطط انفصال الجنوب هو مخطط قديم يعود إلى حقبة الاستعمار البريطاني وتمت تغذيته بواسطة الصهيونية العالمية، مشيرا إلى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ديفد بن غوريون عند تأسيس دولة إسرائيل، حيث اعتبر وجود دول عملاقة مثل السودان ومصر والعراق خطرا على إسرائيل، ومن ثم دعا إلى تجزئة هذه الدول على أساس عرقي وديني.

وأكد الجندي أن مصر ارتكبت أخطاء تاريخية عندما لم تقم بدورها في السودان وفي أفريقيا ولم تتصد لهذه المخططات، محذرا من “خطورة الانتظار حتى يصل الخطر إلى مصر عبر المطالبات بإقامة دولة للنوبيين وأخرى للأقباط، وهو ما يتم التخطيط له حاليا”، حسب قوله.

وقال إن السياسيين لن يفعلوا شيئا ومن ثم فلا بد من أن تمسك الشعوب بزمام المبادرة، مؤكدا أنه سيقوم بزيارة للسودان قريبا لبدء تفعيل هذه المبادرة الشعبية للوحدة بين شمال السودان ومصر.

واعتبر الجندي أن الأمن المائي لمصر سوف يتعرض للخطر بعد قيام دولة جنوبية، حيث إن العلاقات القوية والقديمة بين إسرائيل ودولة الجنوب سوف تفسد العلاقة بينها وبين مصر، مثلما حدث بين مصر ودول الحوض التي بها وجود إسرائيلي قوي مثل أوغندا وكينيا.

الجزيرة نت