رياضية

ماذا لو: سقط ميلان تحت قطار ليوناردو؟

أحلام الثلاثية ستُداعب الـ”نيراتزوري” من جديد وويلات الغضب سوف تُزلزل الأرض من تحت أقدام زلاتان إبراهيموفيتش إذا خسر ميلان الـ”ديربي” في قمة المرحلة الحادية والثلاثين من الدوري الإيطالي.

مباراةٌ واحدة تحمل في طياتها بطولتين، الأولى هي البطولة الأكبر التي تحتضن المباراة وهي الدوري الإيطالي، والثانية هي “ديربي” ميلانو بين العملاقين ميلان وانتر ميلان، في قمة مباريات المرحلة الحادية والثلاثين من المسابقة.

نقطتان فقط هو الفارق بين الطرفين، إذ يتصدر الـ”روسونيري” المسابقة برصيد 62 نقطة، في حين يحل الـ”نيراتزوري” بالمركز الثاني وله 60 نقطة، ويتواجهان السبت على ملعب “جيوسيبي مياتزا” في مباراةٍ يعتقد الكثيرون أنها ستكون حاسمة لتحديد بطل المسابقة الموسم الجاري، لا سيما إذا انتهت بفوز ميلان لأنها ستُوسع الفارق بينه وبين جاره اللدود إلى 5 نقاط.

هذا هو السيناريو الذي تتمناه جماهير الفريق اللومباردي بكل تأكيد، ولكن ما نيل المطالب بالتمني، لأن الواقع يبدو مختلفاً تماماً في الفترة الماضية.

انتر حالياً هو الفريق الأكثر تماسكاً وتكاملاً، والذي يتمتع بمعنوياتٍ مرتفعة بالنتائج الجيدة التي يُحققها على المستوى المحلي، وهو من حقق المعجزة واقتنص تذكرة التأهل لربع نهائي دوري أبطال أوروبا من فم الأسد البافاري بايرن ميونخ الألماني، وفي المقابل فإن أسهم ميلان “في النازل” على المستوى المحلي، وازدادت سوءاً بعد أن ودّع الفريق دوري أبطال على يد توتنهام هوتسبير الإنكليزي.

ليوناردو بطل المرحلة

لذلك فإن انتر ميلان العائد بقوة يستعد للإطاحة بميلان من على القمة، بقيادة المدير الفني البرازيلي ليوناردو الذي عاد بطائرة الإنقاذ لينتشل الفريق من دوامة الإسباني رافايل بينيتيز خلال نصف موسم تولى خلاله منصب مدرب انتر ميلان، ولم يُقدم به أوراق اعتماده لإدارة النادي أو جماهيره.

حقق بطل إيطاليا وأوروبا مع ليوناردو 12 فوزاً من 15 مباراة في البطولات المختلفة منذ أن تولى البرازيلي مقاليد الإدارة الفنية في بداية العام الجديد، عندما كان فارق النقاط مع ميلان 13 نقطة.

الـ 13 نقطة أصبحوا نقطتين فقط خلال ثلاثة أشهر، والنقطتان قد تكونان نقطة لصالح انتر ميلان إذا تحقق المراد في مباراة السبت، وتمكن ليوناردو من قيادة لاعبيه لفوزٍ جديد على فريقه السابق، الذي كان يقوده من الخطوط العام الماضي، ودافع عن ألوانه لمدة 13 عاماً لاعباً ومديراً فنياً.

فماذا لو سقط ميلان ضحيةً جديدة تحت عجلات قطار ليوناردو السريع؟ ماذا لو كان تأثير غياب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن الـ”ديربي” بسبب الإيقاف، عاملاً حاسماً لخروج فريقه من اللقاء بدون نقاط؟ ماذا لو استطاع “ليو” تلافي الآثار السلبية لغياب بعض لاعبيه الأساسيين، ومنهم المدافعون لوسيو وأندريا رانوكيا وكرستيان كيفو؟

أليغري في خطر

لا تبدو أسهم سيلفيو بيرلسكوني رئيس ميلان مسلطة نحو ماسيمليانو أليغري المدير الفني للفريق، لذلك فإن خروجه خاسراً من اللقاء لن يُؤثر – في الغالب – على مكان أليغري كمدرب على الأقل لنهاية الموسم الجاري، لكنه لا يأمن غدر رئيس وزراء إيطاليا مع حلول الصيف المقبل، وهو بنفسه اعترف بهذا ضمنياً عندما صرح في وقتٍ سابق أنه بصدد خوض “أهم مباراة في مسيرته التدريبية”.

نتيجةٌ أخرى متوقعة إذا فاز انتر ميلان، هي تكرار الإنجاز التاريخي الذي حققه الفريق الموسم الماضي، وهو الفوز بالثلاثية المكونة من الدوري والكأس المحليين علاوةً على دوري أبطال أوروبا، إذ ستتراجع أسهم ميلان كثيراً في الفوز بالدوري الإيطالي، كما أن الفريق قد يقع بين فكّيّ انتر ميلان في نهائي كأس إيطاليا، وهو بالفعل غادر دوري أبطال أوروبا من دور الـ 16.

إذا تمكن ليوناردو من الفوز على فريقه السابق فإن مكانته لدى رئيس ناديه ماسيمو موراتي سترتفع إلى أقصى المراتب، وسيكسب المزيد من ثقة رجل الأعمال الشهير (وأمواله بالطبع)، ومن المتوقع أن يُبرم عقداً طويل الأمد مع “الأزرق والأسود”، يمتد لما بعد نهاية فترة ولايته الحالية التي تنتهي في صيف 2012.

ومن المرجح أن تنصبّ ويلات الهزيمة على ميلان بشكلٍ عام، وعلى بعض الأشخاص بشكلٍ خاص، على رأسهم إبراهيموفيتش الذي سيستأثر بنصيب الأسد من الانتقادات، بعد أن أدى تهوره وسلوكه غير اللائق إلى غيابه عن المباراة.

المكاسب التي سيُحققها إنتر ميلان حال فوزه بالمباراة كبيرة جداً، تتناسب مع حجم الخسائر التي سيتكبدها ميلان إذا خرج من الـ”ديربي” بلا نقاط، والاحتمالات التي تتبع المباراة كثيرةٌ، بعضها يُمكن التكهن به، بينما يحتاج البعض الآخر إلى الانتظار حتى آخر صافرة في اللقاء.

Eurosport