نقلت أسلحة ومتمردين ومعارضين .. طائرات الأمم المتحدة .. في قفص الإتهام
. وقال كمال عمر – القيادي بالمؤتمر الشعبي في مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي بالخرطوم إن يوناميد قامت قبل شهرين باقتياد عضو الحزب (حسب الله جماع) من منطقة ( اللعيت جارالنبي ) الى مدينة الفاشر باستخدام طائرة خاصة تتبع للبعثة ، مضيفا ان رئيس البعثة ابراهيم قمبارى وعدهم بالتحقيق حول الحادث .
هذه الحادثة التي لم تتأكد صحتها حتى الآن فتحت الباب أمام سلسلة من الاتهامات كانت ترمي بها الحكومة السودانية في وجه وكالات الامم المتحدة في السودان منذ بداية ما يعرف بعملية شريان الحياة التي انطلقت في العام 1989 وتم التجديد لها في العام 1997م بهدف ايصال المساعدات الانسانية للمواطنين المتأثرين بالحرب التي كان يخوضها الجيش الشعبي لتحرير السودان بزعامة جون قرنق ضد حكومات الشمال التي استعر أوار دورتها الاخيرة عام 1983 .
وشاركت في العملية بصفة أساسية منظمة رعاية الطفولة والامومة التابعة للامم المتحدة (اليونسيف) وبرنامج الغذاء العالمي التابع ايضا للامم المتحدة ونحو (35 ) منظمة دولية طوعية غير حكومية لتقديم المساعدات الانسانية للمواطنين في المناطق المتأثرة بالحرب والجفاف الذي ضرب البلاد وقتها.. وقد بدأت في ابريل 1989 م عملية مساعدات انسانية غير مسبوقة أطلق عليها( شريان الحياة) بعد مفاوضات مضنية بين الحكومة السودانية والامم المتحدة والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان لتقديم الطعام لجميع المتأثرين بالحرب في الجنوب بصرف النظر عن مناطق وجودهم وإنتماءاتهم السياسية حيث انطلقت هذه العمليات من لوكوشيكو بكينيا.
منذ مطلع العام 1995م بدأت الحكومة السودانية تنتابها شكوك حول انحياز المشاركين في عمليات شريان الحياة نحو متمردي الجيش الشعبي حيث رصدت الاجهزة الامنية قيام طيران الاغاثة المشارك في العملية الانسانية والقادم من قاعدة (لوكوشيكو) فى كينيا بنقل العتاد والامدادات العسكرية والغذائية لصالح المتمردين ،حيث كانت الامم المتحدة والمنظمات الاخري لا تسمح لأي وجود لممثلين للحكومة السودانية في قاعدة لوكوشيكو التي تنطلق منها العمليات الانسانية.
إضافة الي ذلك فإن بعض المنظمات التي كانت تعمل تحت مظلة عملية شريان الحياة ومنها ( منظمة اغاثة الشعوب النرويجية) شرعت في تقديم دعم عسكرى لقوات التمرد عام 2000م . وفي أبريل من ذات العام ضبطت أجهزة الاستخبارات السودانية طائرات تابعة للامم المتحدة تنقل عتادا وقادة عسكريين الى منطقة (فنجاك) ، تلاه ضبط احد طيارى الامم المتحدة فى مدينة (بور) وهو يحمل معلومات عسكرية عن تحركات القوات المسلحة السودانية، اضافة الى ضبط الطائرات التابعة للصليب الاحمر عدة مرات متلبسة بنقل الذخائر والمؤن للمتمردين .
وفي 26 يونيو 2006 استدعت وزارة الخارجية نائب رئيس بعثة الأمم المتحدة الخاصة في السودان، للحضور الى مقر الوزارة لاستفساره (حول ما اعتبرته خرقا من المنظمة الدولية لضوابط الطيران المدني في السودان) ،وجاءت هذه الخطوة بعد يوم واحد من قرار اصدرته الحكومة السودانية قضى بتعليق عمليات بعثة الامم المتحدة بولايات دارفور كافة باستثناء انشطة منظمتي الأغذية العالمية ورعاية الطفولة والامومة ، على خلفية إتهام البعثة الدولية بخرق المادة (12)من اتفاقية بعثة الامم المتحدة في السودان، حيث نقلت إحدى طائرات الامم المتحدة سليمان جاموس أحد قيادات حركات دارفور المسلحة ممن يعملون على تقويض اتفاقية السلام بالاقليم الى مدينة كادوقلي بجنوب كردفان وقال إن السلطات الرسمية في دارفور رصدت قيام بعثة الامم المتحدة في مدينة الفاشر بتجاوز صلاحياتها ومهامها المنصوص عليها بموجب الاتفاق المبرم بين الحكومة والبعثة المعنية.
واعتبرت الحكومة السودانية وقتها هذه الخطوة بمثابة تدخل من المنظمة الدولية في الشؤون الداخلية للبلاد، بل اتهمتها بالانحياز إلى الحركات المسلحة ، وأعلنت الخرطوم حينها تعليق عمليات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة للإقليم لمدة أربعة أيام غير أن المنظمة دخلت في مفاوضات مطولة مع الحكومة انتهت بالاتفاق على أن تحتجز الأمم المتحدة جاموس في مستشفى كادوقلي ولا تسمح له بالتحرك لا داخل المدينة او خارجها إلاّ بعد اخذ الأذن منها وفي المقابل تسمح الحكومة باستئناف عمليات الإغاثة في دارفور وان تتعهد بعدم تكرار العملية.
صحيفة الرأي العام