مصطفى الآغا

غسيل العار


[ALIGN=CENTER]غسيل العار [/ALIGN] أعرف أن الموضوع شائك وجدلي وأنه سيثير الكثير من الغبار والأسئلة وحتى الهجمات على كاتبه وقارئه وربما على ناشره ولكني تعلمت من تجاربي الشخصية ومما أراه وأسمعه وأعايشه أننا كعرب نفضل أحيانا كثيرة عدم الحديث عن المشكلة وأعتبارها كأنها غير موجودة فوصلت بعض الأمور حد ( التابوهات أو الممنوعات ) وهنا لا أجد وصفا غير أننا نتشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال وقت الخطر ….

جرائم الشرف ( العربية ) تزداد يوما بعد يوم وهناك من يراها لا تندرج أساسا تحت كلمة ( جريمة بل يفضلون عليها غسيل العار ) وهناك من يراها جريمة حقيقية لأن أبرياء قد يذهبون ضحايا بدون التحقق من براءتهم …

لن أقحم رأيي الشخصي في الموضوع بل أريد منكم أنتم أن تفتحوا أبواب النقاش ليس حول ( غسيل الشرف ) بل حول تجيير عمليات الغسيل من الآباء أو الابناء الكبار للإخوة أو الاقارب الصغار العمر والذين مازالوا في سن حرجة من التكوين النفسي والعقلي درءا للمخاطر عنهم رغم أن من يريد غسل عاره لا يفكر نهائيا بعواقب فعلته .. أو هكذا تفترض الحالة المخففة للحكم عليه …

سبب الكلام قصة حدثت في منطقة السيد زينب في ضواحي العاصمة السورية دمشق حين حاولت المدعوة ( أ.ع) أن تتزوج بالمدعو بهجت بعدما هربت معه ليومين ثم عادوا جميعا صحبة جاهة من أهله عند والدها كي يتموا عملية الزواج … الوالد استضاف الرجال في المجلس وبينما هم منشغلون بالحديث أخذ إبنته لإحدى الغرف وأغلق عليها الباب ثم إصطحب زوجته للسطوح وتركها فوق .. ثم إنتظر عودة إبنه الحدث ( أ.ق ) من المدرسة وعمره 14 سنة وأعطاه ( موس كباس ) وارسله للغرفة التي فيها أخته بعدما حشا دماغه الصغيرة بكل الكلام الذي يثير الغرائز … طعنها الصغير 12 طعنة في بطنها وصدرها ومن حلاوة الروح رفسته في بطنه فقام بذبحها من الوريد إلى الوريد ثم خرج راكضا إلى الشارع يصيح لقد غسلت عارنا وطلب منه والده أن يضع يديه على جدار المنزل كعلامة على غسيل العار …

الولد سلم نفسه للمخفر وإعترف بالمحضر رقم 210 بأنه ذبح أخته بمحض إرادته والوالد هرب ثم سلم نفسه ولكنه نفى في المحضر رقم 1456 أنه قام بتحريض إبنه أو تزويده بالموس ثم عاد واعترف أمام قاضي التحقيق بالتحريض على قتلها فأصدرت حيث أصدرت محكمة الجنايات الثانية بريف دمشق قرارها رقم 606 في الدعوى أساس 1138 المتضمن بالاجماع تجريم المتهم والد المغدورة تولد 1954 م بجناية التدخل بالقتل القصد بدافع شريف ومعاقبته بالاعتقال لمدة سنة ونصف كون فعله بقي في حيز التدخل مع حجره وتجريده مدنياً وتحويل الفتى القاتل إلى محكمة جنايات ريف دمشق بتهمة التقل قصدا بدافع شريف ….

أذكر فقط أن أهل العريس كانوا في المنزل يحاولون تزويج ابنهم من المغدورة وأن الطفل إبن ال14 في سجن الاحداث حاليا والعائلتين في حالة صدمة وكذا الجيران وصغار الحي ….

قصة أرويها كما قرأتها وأتركها بين أيديكم فقط لنفتح الحديث عن موضوع نعيشه في دولنا العربية ولكنا لا نحب الخوض فيه .. والسؤال لماذا لا نخوض فيه طالما أنه يحدث بيننا ومعنا ولنا ؟؟؟؟

الأكيد أنكم تابعتم مسلسل زمن العار الذي عرضته mbc ومنحته دبي جائزتها لافضل عمل تلفزيوني ليس لأنه تحدث عن هذه النقطة بل لانه تحدث عن مفهوم العار لدى الرجل الشرقي في مجتمع لايخلو من ألف لون ولون للرذيلة ….

مدونة مصطفى الآغا – MBC
Agha70@hotmail.com


تعليق واحد

  1. الاخ مصطفى الاغا
    لقد ااحسنت اذ القيت حجرا فى البركة الساكنة والامر لاشك يحتاج الى الف اغا كى تتحرك المياه الساكنه ودعني اقول لك ان هذه الجرائم لاتحدث فقط في دولنا العربيه بل لقد عايشت فصولا منها في هولندا بواسطة اتراك غالبا وحالات اقل لمغاربة وفي بريطانيا ايضا بواسطة باكستانين
    الامر طبعا يحتاج اولا ان يوضع في حجمه الطبيعي ثم بعد ذلك تشخص الاسباب الحقيقية وصولا الي حلول يمكن ان تساهم في رفع التوعية والعمل على استئصال اسباب هذه الكارثة من مجتمعاتنا
    وبالله التوفيق