مصطفى الآغا

Palastar


[ALIGN=CENTER]Palastar[/ALIGN] عندما حضرت فيلم Avatar كنت مأخوذا في البداية بالبعد الثالث للرؤية وأحسست أنني أعيش مع شخوص الفيلم واشاركهم حركاتهم وسكناتهم وحتى لمساتهم …
و رويدا رويدا بدأت اتفاعل مع القصة وشعرت وكأني أعرفها وعشتها أو عايشتها وبدون تردد خطرت فلسطين ومأساتها على بالي ولم أفهم لماذا تحدث كل النقاد ( العرب ) عن روعة الصورة ولم يتحدثوا أو يربطوا بين قضيتنا وبين أحداث الفيلم الذي قيل إنه حقق أعلى أيرادات في تاريخ السينما منذ نشأتها …
القصة تتلخص بأناس مسالمين يدعون ” النافي ” يعيشون في كوكبهم ” باندورا ” بسلام وأمان وليس لديهم مشاكل مع أحد ويأتيهم الغزاة الطامعون بأرضهم وثراوتهم المدفونة تحت هذه الأرض ويدسّون عملاءهم بينهم ولكن بعض هؤلاء العملاء ومنهم الجندي السابق جاك سولي المشلول والذي يتمكن من المشي ( ذهنيا ) من خلال عمليات معقدة يتم فيها زراعة جينات ” آفاتارية في البني آدمين ” فيتحولون إلى آفاتار ولكن سولي وبعض رفاقه تعاطفوا مع القضية ” العادلة ” للنافي ودفعوا حياتهم ثمنا لهذا التعاطف … لأنهم شاهدوا ببساطة كيف تقضي القوة العسكرية والجبروت والتكنولوجيا المتطورة على الحياة في أبسط صورها وكيف يتجرد العقل البشري من كل قيمه ومبادئه ( الديموقراطية والإنسانية ) من أجل إشباع نهمه للتوسع والإستيطان في أراضي الآخرين وأهم مافي الفيلم أن كل من شاهده تعاطف بدون جدال أو نقاش أو فلسفة أو حتى تفكير مع المقاومة المشروعة لشعب النافي الذي مزقته آلة الحرب البشرية وأحرقت تراثه ودفنت أبناءه وبناته كبيرهم وصغيرهم وفجرت حتى أشجاره ( المقدسة ) … وهنا أحسست أن مخرج الفيلم جيمس كاميرون كان يتحدث عن أشجار الزيتون وبيارات الحمضيات التي تنتزعها قوات الهمجية الإسرائيلية في مدن وقرى فلسطين وغزة وكيف لم يسلم من أذاهم لا البشر ولا الحجر وتعجبت كيف لا تفرد كل الشاشات العربية مساحات واسعة للمقاربة بين ما يقدمه آفاتار ( الفيلم ) من افكار يمكن أن تساعد قضيتنا العادلة … قضية فلسطين التي يتفرج الغرب المتحضر على مآسيها منذ ستين عاما ولا يزال دون ان يرمش له جفن ( حقيقي ) وليس مجرد كلام في الهجايص وعبارات مغمغمة وإستجداء إسرائيل بالكف عن التوسع اللاشرعي للمستوطنات ( وكأن المستوطنات أساسا شرعية ) ؟؟؟
تعجبت كيف توسم مقاومتنا لإسرائيل بالأرهاب بينما وقف كل من في صالات العرض يصفقون لمقاومة الآفاتار وكيف لم نتمكن فعليا من الوصول لقلب وعقل المشاهد الغربي ( البسيط ) رغم ما نملكه من مقدرات مالية ووسائل إعلامية والأهم نملك الحق المشروع في الأرض والذاكرة والتاريخ ونملك وثائق الإدانة وصور المجازر التي أرتكتبتها أسرائيل ومع هذا لم نستطع أن نترك بصمة حقيقية في قلب وعقل المشاهد الغربي مثلما فعل فيلم حمل عنوان ” آفاتار ” ؟؟؟
أما آن الأوان كي ننتج فيلما يحمل عنوان Palastra على غرار آفاتار ؟؟؟
ضربة جزاء بإنتظار من يسددها منا نحن العرب الباكون على المجازر والمنتظرون لمن يخلصنا من عذاباتنا ….

مدونة مصطفى الآغا – MBC.NET
Agha70@hotmail.com


تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    اشكرك اخي د/مصطفي علي هذه المقالة التي بحق تجسد قضيتنا ولكن من يحرك ساكنا
    سؤالي اخي د/مصطفي هل من الممكن ان تكون قضيتنا لم تصل اليهم او هل هم فعلا لا يعلمون ان مغتصبيين اراضينا؟
    واتمني ان يكون قد عجبك الفيلم