حوارات ولقاءات

لم نستغفل احداً في اتفاق اديس ..ونافع ما كان سيوقع لولا هذا الامر

[JUSTIFY]ياسر سعيد عرمان الحسيني، ثماني سنوات في الحزب الشيوعي، وربع قرن في الحركة الشعبية فماذا حصد؟ وإلى ماذا إنتهى به المطاف؟.. ألم ينته نضاله الطويل في النهاية إلى معكوس ما كان يريد بعد أن أكمل الجنوب وضع اللمسات الآخيرة لإعلان دولته؟.. هل سيحمل عرمان جواز الدولة الجديدة؟ وأية جنسية ستحمل ابنتاه الجنوبية أُمهما؟.. لماذا يكرهه الكثيرون؟ وأى مستقبل ينتظره والحركة في الشمال؟.
كل تلك التساؤلات، وأخرى طرحتها على عرمان ظهيرة السبت الماضي بمكتبه بضاحية أركويت، فأجاب عليها دونما تلجلج إلا سؤالاً واحداً قال إنني فاجأته به وكان عن إيجابيات المؤتمر الوطني برأيه؟.. ولما كان عرمان من أبرز صانعى إتفاق أديس الإطاري الأخير، فقد توقفنا معه في الجزء الأول من الحوار عن ذلك الإتفاق وردود الفعل الغاضبة التي أثارها، ثم خرجنا من حصاده بهذا الحصاد:

* إبتداءً.. سيكون غريباً نوعاً ما للبعض إذا عرفوا أننى أٌجرى معك هذا الحوار في مكتبك هنا بالخرطوم، ألست مطلوباً للعدالة على خلفية الأحداث بجنوب كردفان؟ – أعتبر الحديث عن أنني مطلوب للعدالة جزء من المماحكات السياسية، ولكن ما نقوله إن شمال السودان يجب أن يبدأ بداية جديدة، وشمال السودان لديه تاريخ من عدم الاستقرار السياسي، ويجب أن نأخذ انفصال الجنوب كفرصة جديدة لترتيب أوراق البيت الشمالي، وأن يكون فرصة لإعادة ترتيب الكثير من القضايا التي تهم الشمال، وأن تكون بداية صحية، وأن نؤسس لبناء دولة وأن نغادر الطريق القديم الذي كلف الشمال كثيراً، وأن نحول كل كارثة إلى منفعة، وأن نقيم علاقات صحية مع الجنوب، والكثير من أبناء الحركة الشعبية في الشمال يمكن أن يكونوا نافعين في علاقات الشمال والجنوب.

* ألم يتم التحقيق معك؟ – أنا لست مطلوباً من أية جهة، ولم يتم التحقيق معي في أية قضية، وهذه مجرد مماحكات من قوى معروفة، قوى ذات دوافع ضيقة ولا تنظر بروية وبعقلانية لما يحتاجه الشمال، وهي قوى ذات أجندة ضيقة لم تخدم الشمال ولا تستطيع حتى خدمة أجندة المؤتمر الوطني، وهذه قوى موتورة تستثمر في الكراهية والفتن.
* دخولك إلى الخرطوم هل كان عبر صالة كبار الزوار بالمطار هذه المرة كذلك؟ – لا يهمني أن آتي عبر صالة كبار الزوار أو غيرها، صحيح أنني أتيت عبرها لكن لا أرى فرقاً بين وصولي عبر الصالة العادية أو من صالة كبار الزوار، فأنا شخص عادي انتمي للطبقات العادية في هذه البلاد.
* هناك من يرى أنكم نجحتم عبر اتفاق أديس الأخير في الضغط لجعل الحركة الشعبية في الشمال حزباً قانونياً ومعترفاً به؟ – أنا استغرب لهذا الحديث، والذين تفاوضنا معهم في أديس أناساً ذوي باع طويل في التفاوض، وهم الذين كانوا في الصفوف الأولى في المؤتمر الوطني حرباً وسلماً، وكانوا في الحركة الإسلامية حرباً وسلماً، ولا يستطيع أي أحد حتى بمقاييس الحركة الإسلامية نفسها أن يشكك في ولائهم، وهذه محاولة لنسف الاتفاق من قوى ضيقة الأفق وضيقة المصالح، ولا بديل لهذا الاتفاق لأن بدائل هذا الاتفاق هي حرب تمتد من النيل الأزرق إلى دارفور، وهذا لن يتيح للشمال أن يبني جمهورية جديدة ولا حتى أن يحافظ على أوضاعه الحالية، ونحن نريد أن نجنب بلادنا هذا الوضع وإرادتنا السياسية التقت مع الذين وقعوا هذا الاتفاق لتجنب الحرب والبحث عن فرص السلام وأن نستثمر في السلام، وهم أناس مجربون، ولهم تجربة طويلة، ولم يكن هناك أحد استغفل أحداً في هذا الاتفاق لكننا حاولنا صناعة فرصة جديدة للسلام والاستقرار وأن نأخذ كارثة جنوب كردفان إلى منفعة لكل الشمال، والشمال يحتاج إلى أجندة جديدة وهذه الأجندة لا يستطيع أن يرسمها المؤتمر الوطني وحده، أو الحركة الشعبية وحدها، ويجب أن تأتي من الجميع.

* هناك من يرى أنكم افتعلتم الأزمة في جنوب كردفان من أجل استدراج المؤتمر الوطني كي يوافق على ترتيبات سياسية جديدة للمنطقتين كان عقار يدعو إليها؟ – أنت تعلم الرسالة التي بعث بها رئيس هيئة الأركان الفريق عصمت إلى الفريق جيمس هوث، وطالب فيها بتجريد أسلحة الجيش الشعبي، وأنا أصدرت بياناً وقلت دعونا نلعن شرور أنفسنا ونحاول الاتفاق على ترتيبات جديدة، وأن الترتيبات القديمة مهما كانت سيئة لكنها ليست أسوأ من الحرب، واللواء بشير مكي بعث رسالة مباشرة للقوات المشتركة بجنوب كردفان وأمهلهم أسبوعاً لتسليم اسلحة الجيش الشعبي، ومن لا يسلم اسلحته يسافر للجنوب، فكيف يمكن إرسال ما يزيد عن أربعين ألفاً من أبناء الشمال إلى الجنوب؟، وعبد العزيز آدم الحلو إنسان رفيع ونعرفه معرفة جيدة، وتخرج في جامعة الخرطوم، وعمره الآن أكثر من خمسين عاماً وهو مهذب غاية التهذيب، وبدأ حياته موظفاً في الإدارة المركزية بعد أن تخرج، والحرب هي التي تقاطعت معه في الطريق، لكننا نترك من فعل ماذا، والموضوع الآن أننا نريد وقف الحرب وتحقيق السلام في جنوب كردفان، ونحن لا نستطيع إحياء القتلى لكننا نستطيع أن نمنع موت الأحياء، وهذا هو الهدف الذي يجب أن نستمر فيه، وهذه هي القضية الرئيسية، لكننا لم نكن سبباً في هذه الحرب، والحرب كانت نتيجة لمحاولة نزع سلاح الجيش الشعبي.

* ولكنكم بادرتم باطلاق الطلقة الأولى؟ – لا لم نبادر باطلاق الطلقة الأولى، وما يهمنا الآن ألا تكون الحركة الشعبية جزءاً من حرب في الشمال، وأن تكون صانعة للسلام وصانعة للعلاقات بين الجنوب والشمال وهذه هي الرسالة التي بحثناها مع الدكتور نافع.
* كيف تنظر إلى ردة الفعل على الاتفاق الذي وقعتموه مع د. نافع؟ – انا استغرب من الذين كانوا في مقدمة الصفوف للدفاع عن المؤتمر الوطني، هم الذين لم يفعلوا عُشر ما قدمه الذين تفاوضوا حتى بمقاييس المؤتمر الوطني. عمرو بن معد يكرب قال: (يا بني، إذا رأيت حرباً جبانها يتشجع، فأذهب خلف طابية وترقب فإن في الأمر خيانة)، وأنا استغرب لهؤلاء الناس، وهم أصحاب موقف معروف درجوا معه على الاستثمار في الكراهية، وعلى رغبة مريضة أن يصبحوا ذات يوم ولا تكون هناك حركة شعبية في الشمال، والانتماء للأحزاب حق دستوري لا يستطيع أي شخص أن يعطله، والشمال يستطيع أن يسع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والمؤتمر الشعبي إن تطايبت النفوس، فالشمال أوسع من أن تحتكره مجموعة، ونحن نقول لهؤلاء الناس افسحوا بيننا وبين الشعب السوداني، ودعوا الشعب يحكم علينا، والأحزاب مثل السلع في الأسواق إذا لم تجد من يشتريها تموت، وإذا لم نجد أعضاء يدخلون في الحركة الشعبية ستموت الحركة موتاً طبيعياً، وليس بهذه (اللهوجة) والعبارات التي هي أقرب للفاشية.

* ما هو البديل لأن تكون الحركة الشعبية حزباً سياسياً؟ – لا يوجد بديل، هي ستكون حزباً سياسياً لأن هذه رغبة قوى ضخمة في المجتمع أن تكون هناك حركة شعبية، وقبل اليوم منعت الأحزاب وتم حلها لكن الأحزاب الآن موجودة، والصحيح ان تكون الحركة مثل كل القوى السياسية قوى وطنية تعمل لخير الشمال، ولا أعتقد أن أياً كان يستطيع أن يتجرأ أن يقول أننا عملاء لأية جهة كانت، ونحن سنسعى لتوحيد السودان من جديد شاء من شاء وأبى من أبى، وهناك من يشاركنا الرأي في المؤتمر الوطني على إمكانية توحيد السودان على أسس مختلفة من الأسس الحالية.

* إن كنتم قد فشلتم في الإبقاء على الوحدة وهي موجودة، فأنتم بالضروة أفشل على تحقيق وحدة أصعب بعد الإنفصال؟ – نحن لم نكن السبب، وأنت تعلم تاريخ السودان والملابسات التي دارت فيه، وهذا ليس الوقت المناسب كي نؤشر إلى أن السبب في الانفصال هذه الجهة أو تلك، هذا وقت للمصالحة والسلام وفتح صفحة جديدة، وأقول ان هتلر والمانيا احتلوا فرنسا، والآن أقوى العلاقات في أوروبا بين فرنسا وألمانيا، وهتلر قتل خمسين مليوناً من الأوروبيين والآن أوروبا دخلت في اتحاد بين دول مختلفة، وانا سعيد بان تسمى دولة الجنوب جمهورية السودان الجنوبي، والجنوبيون سودانيون ونحن في الشمال سودانين، وقد طُرِحت أسماء كثيرة لكننا ناضلنا -أنا ومعى آخرون- في سبيل أن يكون اسم السودان موجوداً، والجمهورية التي توجد جنوباً سودانية والجمهورية التي توجد شمالاً سودانية ولابد أن تأتي الجهة التي توحد ليس الجمهوريتين فقط بل الإقليم وأفريقيا.

* كيف ستكون علاقتكم مع دولة جنوب السودان؟ – الجنوبيون أهلنا ونحن أهلهم، ومهما حدث وما سيحدث سنتجاوز هذه الصفحة من التاريخ، وما حدث بين الجنوب والشمال أخطاء في مائتي عام مقابل سبعة آلاف سنة من التاريخ، وهناك (6800) عام من التاريخ الجيد، ويجب ألا تحكمنا المائتا عام الماضية في تاريخ العلاقات، ولابد أن نتجاوز هذا.
* وماذا بشأن علاقتكم مع الحركة الشعبية في الجنوب تحديداً؟ – علاقتنا ستكون مثل علاقة الإخوان المسلمين في مصر والسودان، ومثل علاقة أحزاب الخضر في أوروبا، فنحن قوة وطنية مستقلة، ورؤية د. جون قرنق رؤية جيدة للشمال والجنوب، والجنوب نفسه لن ينصلح أمره إلا بها، ود. جون قرنق كان نائباً للرئيس الحالي، ولذلك لا يمكن أن يُقذف به خارج التاريخ، والذين يحملون رؤية حسن البنا وميشيل عفلق يجب أن يحترموا رؤية د. جون قرنق.
* الآن إذا دخلت لمكتب أي من القيادات الإسلامية فلن أجد صورة حسن البنا، والآن أرى مكتبك ممتلئاً بصور قرنق وسلفا وغيره من الجنوبيين، هل ستزيل هذه الصور بعد التاسع من يوليو؟ – هناك ما سيزال ومنها ما لن يزول، هناك صور لقيادات حالية ستكون جزءاً من حكومة الجنوب وستزول، أما صور د. جون قرنق فستبقى في الشمال والجنوب وهو نقطة إلتقاء نادرة ونعتز بعلاقتنا مع قرنق اليوم وغداً.
* صورة سلفا كير هل ستكون موجودة؟ – لا، لأنه سيكون رئيس حكومة الجنوب.
* من الواضح أن العلاقة بين الإسلاميين في مصر والسودان أصبحت شبه منبتة الجذور، هل يمكن أن تصلوا لذات النهايات؟ – للشمال خصوصيته وللجنوب خصوصيته، وستكون هناك تطورات وأحداث متلاحقة، ستوسم الحركة الشعبية في الجنوب والشمال بطرق مختلفة، لكن رؤيتنا هي رؤية السودان الجديد ولن نتنازل عن ذلك ولن نخجل ولن نعتذر عن إنتمائنا لرؤية السودان الجديد فهي رؤية صحيحة الأمس واليوم، ولكن سنكون حركة مستقلة سياسياً وتنظيمياً ومالياً من الحركة السياسية في الجنوب ولن نقبل أي إملاءات ولن تكون هناك فرصة لأن نملي على الحركة الشعبية في الجنوب شيئاً أو أن تملي هي علينا، لكن لدينا رؤية مشتركة.

* هل تستطيعون تطبيق ما تتحدث عنه وأن تكونوا كما تقول؟ – نستطيع، واستطعنا أمس واليوم وحتى عندما كنا داخل الحركة الشعبية كنا أناساً مستقلين ذوي إرادة واضحة، وكلمة فاعلة ونافذة.
* من أين تأتون بالأموال؟ – ومن أين يأتي المؤتمر الوطني بالأموال؟
* الوطني حزب قديم وله إستثماراته وشركاته فيما يبدو؟ – والحركة الشعبية لها ثمانية وعشرون سنة في الغابة، وحينما كنا في الغابة كنا موجودين وخضنا تجربة معلومة، والقروش ليست هي المهمة والناس هم الأهم طالما، لديك مؤيدون وناس مستعدون أن يضحوا بأنفسهم وبمالهم.
* هل يمكن أن نعتبر ما تم في أديس بمثابة نيفاشا تو؟ – لا تهمني التسميات وما تم في أديس هو محاولة لصنع السلام في شمال السودان والبدائل ستكون حرباً شاملة، ويجب أن نبتعد عن داء الجنوب الجديد في الشمال، ويجب أن نبتعد عن داء الشمال الجديد في الجنوب، الجنوب إن لم يحسن تدبير أمره سينتقل إليه داء الحكومات القديمة في الشمال وعدم الإستقرار، وأقول لمن يتحدث عن الجمهورية الثانية كثيراً إن هذا هو إقتراح من د. جون قرنق عند توقيع اتفاقية السلام وهو الذي تكلم عن بناء جمهورية ثانية، ونحن نرحب ببناء الجمهورية الثانية ولكن أن تكون جمهورية جديدة نشارك فيها كلنا، ويسهم فيها المؤتمر الوطني وتسهم فيها كل القوى السياسية، لذلك لا يجب أن نبحث عن المصالحة والسلام وترتيبات جديدة يرضى عنها السودانيون.

* ما هي المكاسب التي حققتها الحركة الشعبية من الاتفاق إجمالاً؟ – المكسب الذي حققه السودان من الاتفاق وليس الحركة الشعبية، اقول ان المكسب الذي حققته الحركة هو أن تكون حركة تعمل في إطار الدستور، وتعمل عملاً سياسياً سلمياً، وهذا هو الخيار الاول والثاني والثالث، وإن لم نجد الخيارات الثلاثة فإن الخيار الرابع سيكون اضطرارنا لإستخدام وسائل أخرى ولا نريد ان نستخدم هذه الوسائل، وستكون هناك حرب، أسمعني جيداً ستكون هناك حرب من النيل الأزرق إلى دارفور، وهذه الحرب ستستهلك موارد دولة الشمال، وستكرر التجربة الماضية، ولا نريد ذلك ويجب أن نوقف هذه الحرب، وأن نعمل على حل قضية دارفور حتى يكون العمل في الشمال كله عملاً سلمياً ديمقراطياً، وهذا هو الذي ادى لتوقيع اتفاقية أديس أبابا لمنع الحرب والاتجاه نحو السلم.

* الإتفاق حتى الآن على إطار للحل وليس حلاً، ألا تخشى أن ينفض مفاوضو المؤتمر الوطني أيديهم من هذا الاتفاق تحت الضغط المتواصل عليهم؟ – اذا نفض المؤتمر الوطني يده من هذا الاتفاق فإن من يضطرون المؤتمر الوطني لهذا الأمر لن يخوضوا الحرب نيابة عنه. وهم مجموعة نعرفها واحداً واحداً وما كان لأي واحد منهم أن يكون في موقعه في هذه البلد إذا كانت هناك ديمقراطية.
* هناك معادلة صعبة التحقق في الاتفاق، فهو ينص على أن لا يقتلع السلاح بالقوة، في نفس الوقت ينص على أن يكون السلاح عند الجيش فقط؟ – هناك مكسب واضح من هذا الاتفاق، وشخص مثل الدكتور نافع ما كان ليوقع على هذا الاتفاق إلا بوصولنا إلى وجود جيش وطني واحد، وهذا الجيش الوطني عبر ترتيبات محددة سيكون الجيش الشعبي جزءاً منه، وهذا مكسب للسودان وأقول إن هذه الحملة ذات غرض، وحملة ذات بضاعة بائرة جربناها من قبل، وما تم في أديس أبابا كان صناعة للسلام وليس الحرب، والذين يريدون صناعة الحرب لن يذهبوا إلى الحرب بأنفسهم.

* بينما يقول البعض إن ياسر حصل على أكثر ما يتمناه في هذا الاتفاق، يقول آخرون إن لدى عرمان تحفظاً على الاتفاق؟ – الاتفاق هو تقاطع إرادات، وفيه جوانب تروق لنا، لكن حينما تصل للاتفاق فإنه ملك لك بما لم يرق لك، ومحاولات التبخيس ودق طبول الحرب هي محاولات سيخسر منها الشمال.
* هناك من يقول إن الحركة الشعبية ضمنت الجنوب وتركتكم أنتم الشماليون الذي ناضلتم فيها لحلحلة قضاياكم وحدكم؟ – نحن لم نذهب لاننا كنا هواة، أحياناً يقولون لنا إن الحركة استلمت الجنوب وتريد أن تستلم الشمال، وهذا غير صحيح، وأحياناً يقولون تركتنا لمصيرنا، ونحن أقدر على مصيرنا، ونحن إنضممنا للحركة كي نقرر مصيرنا ولا نطلب أن يقرر أحد مصيرنا نيابة عنا، وإن أصبحت الحركة في الشمال ضعيفة ولا تستحق الاحترام فإن الشعب السوداني سيهجرها، وإذا كانت حركة محترمة فإن الشعب السوداني سيدخل في صفوفها.

* إلى أي مدى يمكن أن تلتقوا مع الحكومة في قضية أبيي؟ – نحن الآن حركة شعبية في شمال السودان، إذهب إلى الحركة الشعبية في الجنوب واسألها عن موضوع أبيي.
* كأنك قطعت بجنوبيتها؟ – الذي يتفاوض الآن حول أبيي هو حكومة الجنوب والحركة في الجنوب، وهي التي تقدم لك الإجابات وأنا لم أكن جزءاً من التفاوض في أبيي وكنت جزءاً من التفاوض في الاتفاق الإطاري.
* كأنكم تريدون تقسيم السودان بالقطاعي سيد عرمان، فالجنوب إنفصل، والآن جنوب كردفان بها توترات والنيل الأزرق ربما..؟ – جمهورية السودان الجنوبي لن تكون موجودة دون الشمال، وفي الجنوب هناك شماليون وجنوبيون، وفي الشمال تقول الجغرافيا إن هناك جنوباً جديداً، والرزيقات والحمر والمسيرية هم جنوبيون الآن، والحوازمة والسليم وكنانة ورفاعة، وهم من القبائل العربية، وما نريد أن نقوله باختصار، في أديس أبابا قلت إنني في 14 أغسطس 1989م حضرت لقاءً مع محمد الأمين خليفة رئيس الوفد، وكان هناك المرحوم كمال علي مختار، وكانوا يقولون لا توجد مشكلة في السودان والمشكلة هي مشكلة الجنوب، وتم الآن بتر الجنوب، والآن يقولون لا توجد مشكلة في الخرطوم والمشكلة في المنطقتين، وهذا المنطق هو الذي يقسم السودان، والسودان الآن مثل (كيمان المرارة)، هذه جنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق ودارفور والسدود، لا نريد ذلك، ونريد أن نصنع صورة كبيرة، والمؤتمر الوطني يمكن أن يسهم في ذلك، كيف يتكون شمال السودان ككل دون أن نركز على دارفور لوحدها أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق، ويجب أن نأتي بتصور شامل، وهذا لا يخالف القرآن ولا السنة أو القياس أو الإجماع.

نواصل.. [/JUSTIFY]

صحيفة الرأي العام

‫5 تعليقات

  1. والله ياعرمان اسبتت الايام بأنك أشرف وافضل سياسى فى شمال السودان وانا شخصيا ومعى كم هائل من الشباب والشابات سوف ننضم للحركة الشعبية شمال السودان سير وعين اللة ترعاك

  2. ياجماعة الخير، فكونا من هذا العريان سياسياً وفكريا، هذا الرجل منافق وعميل وفاشل سياسي، يجب طرده للجنوب الدولة الجديدة التي ناضل من أجلها، يجب أن لا يكافأ بالبقاء في الشمال لأنه ليس معهم لا في العقيدة ولا التوجه، هذا شخص نكره، يجب طرده من الشمال، إذا بقى هذا العريان في الشمال فسوف يأتي بالكارثة، ويجب على أن يوقف أمام القضاء في التصريح الصارخ الذي قاله قبل يومين عن الحرب القادمة. يجب أن يبعد هذا الشخص عن شمال السودان أو يمنع من التحدث عن أي شيء يخص الشمال. لن نرضى بمثل هذا الشؤم أن يتحدث باسم السودان أو يكون جزء من تاريخ السودان. وإن كانت هنالك فعلا حرب قادمة في عرمان هذا هو شرارتها. لذا يجب لجمه من الآن وإلا فسوف تكون الطامة بسبب هذا العريان.

  3. ان الحريه ذات السقف المفتوح والتي لاتلتزم بقوانين الهدايه الربْانيه فيما احل الله وحرّم ولا بالمسؤليه في الممارسه الفرديه تنقلب الي شهوات شيطانيه محرمه تدمر المجتمعات !! وفوضي وتعدي علي حقوق الاخرين ومشاعرهم وللذوق السليم !! كذلك استعمال السلاح والعنف والتقتيل والتدمير كوسيله لتحقيق الاهداف السياسيه والابتعاد عن النهج الديمقراطي للتداول السلمي للسلطه!! وعلي هذا المنهاج القويم يمكن الالتزام بالعمل علي وحده البلاد وحمايه امنها واستقرارها كاحد اهم الثوابت الوطنيه التي يجب ان يعمل السياسيون سلميا في نطاقها وتجريم من يعمل علي تقويض وحده البلاد وتمزيق نسيجها الاجتماعي وامنها ورفاهيتها مستندا علي ثقافه الحقد والكراهيه والتميز العنصري !!! لذلك نقول للحركه الشعبيه قطاع الشمال .
    – نعم للعمل الديمقراطي للتداول السلمي للسلطه للجميع ولا للنهج العسكري لتحقيق الاهداف السياسيه لصالح فئات معينه.
    -نعم للحريه المسؤله والملتزمه بعداله السماء للجميع ولا للحريات المفتوحه التي لاسقف لها ولا تلتزم بالحلال والحرام الذي شرعه في كل الاديان السماويه لصالح فءات الحاديه.
    -نعم للعمل السياسي لوحده البلاد وحمايه امنها واستقرارها وتقدمها ولا لتمزيق البلاد والنزعات الانفصاليه وتدمير النسيج الاجتماعي والعنصريه والقبليه والجهويه والعمل علي تنفتيتها لصالح اعداء وولائات خارجيه.
    -لا بالتهديد بالحروب واشعال الفتن وانتهاج الفوضي والانحياز الي تبني استراتيجيات اعداء الوطن التي تطمع في نهب موارد البلاد والعباد .
    -لا للخروج علي الثوابت الوطنيه واتباع النهج الخياني المستتر تحت اسماء الفوضي الخلاقه!! والمبادئ الالحاديه!! التي تتناقض مع الثوابت الاخلاقيه للمجتمع!!.
    -نعم للالتزام بقوانين الاحزاب السوداني ولا للخروج عنه .!!!
    والله من وراء القصد …. ودنبق

  4. [SIZE=5][SIZE=4][B]هذا المأفون الأفاق والمتلون بكل لون مثل الحرباء .. إلي مزبلة التاريخ بإذن الله

    (سيهزم الجمع ويولون الدبر، بل الساعة موعدهم والساعة أدهي وأمر)

    حسبنا الله ونعم الوكيل[/B][/SIZE][/SIZE]