سياسية

أدق تفاصيل زيارة سلفا كير للخرطوم


[JUSTIFY]كشف مصدر مطلع لـ «الإنتباهة» عن أن الحوار الذي دار بين دولتي السودان وجنوب السودان برئاسة الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت بالخرطوم خلال اليومين الماضين، سادته روح ودية من الجانبين، لكنه أكد أن الخرطوم تعاملت بحزم وصرامة في كافة القضايا محل النقاش، خاصة البترول والحدود وأبيي.

وقال المصدر إن الخرطوم تمسكت بضرورة أن تعمل اللجان الخمس التي تم تشكيلها في توقيت واحد بهدف الوصول لتسوية حول كافة القضايا في زمن واحد، ورفضت الخرطوم مقترح جوبا بتجزئة القضايا، وحل كل قضية بمنأى عن الأخرى. وأضاف المصدر أن عدداً من قادة الحركة الشعبية تبرأوا من قطاع الشمال، ونفوا تقديم جوبا أي دعم لقوات الوالي المعزول مالك عقار في النيل الأزرق أو عبد العزيز الحلو في جنوب كردفان، وقال المصدر إن الخرطوم قدمت عدداً من الأدلة والمستندات التي تؤكد تورط دولة الجنوب في دعم التمرد بالسودان.
إلى ذلك أنهى سلفا كير ميارديت زيارته للخرطوم أمس بمؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عمر البشير الذي بشَّر بأن الاتفاق النهائي على حل كل القضايا العالقة بين دولتي السودان وجنوب السودان سيكون خلال فترة وجيزة في احتفال رسمي خاص بتلك المناسبة. وقال البشير خلال وداعه سلفا كير بمطار الخرطوم، إن الروح التي كانت سائدة خلال تلك المباحثات روح وفاقية لانطلاقة العلاقة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلى مراحل متقدمة، وقال: «الزيارة بداية لعلاقة ممتازة، ونتوقع الاحتفال بحل كل القضايا العالقة سواء أكانت عسكرية أو أمنية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية في فترة وجيزة»، وأكد البشير الاتفاق على تكوين لجان تحدد لها أسقف زمنية للتوصل لحلول نهائية ومرضية للطرفين، وأشار إلى الاستعداد الكامل الذي أبدته دولة الجنوب ممثلة في رئيسها سلفا كير للتعاون الكامل والانطلاق بالعلاقة إلى مستويات أرفع، وأضاف أن ما يجمع بين البلدين أكبر بكثير مقارنة مع أية دولة أخرى، وضرب مثلاً بالحدود التي تعتبر الأطول مع دولة الجنوب عند مقارنتها بدول الجوار.ومن ناحيته كشف رئيس دولة الجنوب عن رغبة أكيدة في التوصل إلى حلول للقضايا العالقة قريباً، وإقامة علاقات مبنية على التفاهم والحوار، وقال إن تلك القضايا يجب حلها في أجواء أخوية، وأضاف: «نحن ملتزمون تماماً بالرغم من وجود بعض العناصر التي تريد أن تجرنا لمربع الحرب التي غادرنا محطتها منذ عام 2005م»، مشيراً إلى أهمية الجوار السلمي بين البلدين، وأوضح أن الالتزام بذلك يمكننا من هزيمة أعداء السلام. وأصدر الجانبان بيانًا مشتركًا أكّدا من خلاله الاتفاق على التعاون الإيجابي والتفضيلي بين البلدين والاتفاق على تسوية الخلافات والقضايا الماثلة والمستقبلية بالوسائل السلمية وعدم اللجوء للوسائل غير السلمية مهما كانت هذه القضايا ومهما كان مبلغ خطورتها أو حساسيتها، وما إذا كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأن تقود وزارتا الخارجية بالبلدين العمل لتحقيق هذه الأهداف وأن تقوما بالدور التنسيقي اللازم بين الأجهزة المختصة في البلدين، وفي سبيل تفعيل هذه الأهداف يتفق الجانبان على إنشاء لجنة عليا ولجنة وزارية متخصصة، تعاونها لجنة للتشاور السياسي بين وزارتي الخارجية تتوفر لها سرعة الحركة وانسيابها، والتأكيد على أهمية الاتفاق الأخير الذي تم في اجتماع الآلية السياسية الأمنية العليا حول إدارة الحدود في الخرطوم، وضرورة الإعداد الجيد لإنجاح اجتماع جوبا المزمع عقده في الثامن عشر من شهر أكتوبر الجاري. والاتفاق على منع أي عمل عدائي من بلد تجاه الآخر وأن تعمل الوحدات الأمنية في البلدين على التحقُّق من الاتهامات المتبادلة حالياً ووقفها فوراً، وفيما يتعلق بالترتيبات الاقتصادية والمالية والانتقالية بما في ذلك النفط تم الاتفاق على تفعيل اللجان المشتركة التي تتولى الآلية الإفريقية رفيعة المستوى تسيير أعمالها، وفي حالة عدم إحراز تقدم تقوم اللجان المشتركة بالعمل مباشرة دون وسيط بغية الوصول لاتفاق خلال فترة يتم التوافق عليها. كما التزمت حكومة السودان بتخصيص 100 منحة للطلاب من جمهورية جنوب السودان في مستويي البكالوريوس والدبلوم في جامعاتها المختلفة. كما اتفق الجانبان على التعامل مع العائدين من أبناء جنوب السودان باعتبارهم نازحين وليسوا لاجئين حتى نهاية الفترة الانتقالية في مارس 2012م وتقديم كل أشكال الدعم وتيسير انتقالهم بصورة سلسة. – فيما يتعلق بمنطقة أبيي تم الاتفاق على إنشاء آلية مشتركة للعمل الإنساني، واتفق الطرفان على استكمال تنفيذ اتفاق الترتيبات المؤقتة لمنطقة أبيي الموقع في أديس أبابا، وذلك تهيئة للوصول لاتفاق نهائي بشأنها، واتفق الطرفان على أن الحل النهائي لقضية منطقة أبيي وترسيم الحدود والخلاف حول المناطق الحدودية الخمس تناقَش على مستوى الرئاسة لدولة جمهورية السودان ودولة جنوب السودان[/JUSTIFY]

الانتباهة