رئيس الجمهورية يهنئ الامة السودانية بمناسبة عيد الاضحى المبارك
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين
سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن اهتدي بهدية إلى يوم الدين
أهلنا وأحبائنا الطيبين
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تعلو الاصوات الذاكرة لله في الحج هذه الايام وتهفو، ويتردد صداها عقب صلواتنا في صبيحة العيد والايام اللاحقة جهراً بالتكبير ، وهو من اعلان الشعائر ومن تقوى القلوب، وليس لنا وسيلة لقوة إرتباطنا بالله تعالى إلا ذكر الله، فلنكثر منه، فإذا ما توجهنا إلى الله تعالى في كل أحوالنا، بسط لنا رحمته وأفاض علينا من رزقه الواسع الوفير.
إننا اليوم في عيد الفداء والحج الأكبر، الذكري التي يتجه فيها الناس تلقاء مكة المكرمة “البلد الأمين” التي دعا إبراهيم عليه السلام لها ” رب أجعل هذا البلد آمناً” فاستجاب الله دعاءه، فصارت الكعبة المشرفة قبلة المسلمين جميعاً ، ويتجهون إليها في صلاتهم، بنى إبراهيم الكعبة البيت الحرام بمعاونة ابنه إسماعيل عليهما السلام، ومع كل لبنة كان دعاءهما “ربنا تقبل منا أنك أنت السميع العليم” “ربنا واجعلنا مسلمين لك” متجهين إليك في جميع أمورنا، في معاشنا ومعادنا وكان دعاءهما ذاك هو دعوة إلى الإسلام بكل ما تحويه هذه التسمية من سلام ومسالمة وتوكل واعتماد.
في هذا اليوم الذي هو يوم عيد ، كان كلما ارتفع البناء، ارتفع صوت إبراهيم وابنه بالدعاء سائلين الله ” أرنا مناسكنا” ، علمنا طرق العبادة ووفقنا للتوبة والرجوع إليك ، مبتعدين عن كل ما يشغلنا عنك ،وامتد الدعاء نافذاً عبر القرون والأجيال ليأتي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله عليه السلام رسولاً مرشداً ومعلماً وهادياً، ليقود البشرية نحو الوحدانية ، ويوجهها الوجهة الصائبة السليمة ويبصر الناس نحو الحق ، والله هو الحق المبين ، ويعلم الناس الكتاب والحكمة والشريعة ، ويربيهم التربية العملية المثالية ، التي قوامها الفضائل والقيم ، فتزكو نفوسهم ، وتصفو دخالئهم وتطبع علي الحق والحب والخير.
هي وشائح وصلات وروابط بين إبراهيم وإسماعيل ذبيح الله ، الغادي روحه تضحية وطاعة وفداء، وبين رسول الله محمد عليه أزكي السلام في السعي الدائب ، في التماس الحقيقة العليا وفي مناهضة الأصنام والأزلام وكل ضلال، وشائح وصلاة ستبقى إلى الأبد ما بقي الدين، وما بقيت الصلاة والتحيات الزاكيات التي يذكرها كل مسلم في الصلوات الخمس، اللهم صلى علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم.
المواطنون الكرام ..
يعود علينا العيد وقد هلت علينا البشريات ، وهبت نسائم السلام من دوحة الخير، وعمت سحائبه أرض دارفور المحمل ، وعم الاستقرار أرض الشرق فانهالت عليها مشروعات التنمية والاستثمار ولاحت أفق المجد السؤدد أرض الكرمك وجنوب كردفان ، كما الكوكب الدري ، كالطالع السعيد بأن أرض السودان، هي أرض الصمود والشموخ ، بجنودها الجسورين الأشاوس ، ومواطنيها السودانيين، كرام السجايا ، أباة الخنوع والركوع لغير الله ، وهذا الوطن نحن الفداء له ، ولن نغفل عنه طرفة عين إننا شعب كسر كل المؤامرات المحاكة ، وتجاوز كل العقبات والمعيقات، بالصبر والحكمة ومغالبة الصعاب ، ولئن ضاقت الحلقات وكثرت المشقات، فهي إلى زوال وانفراج بتوفيق الله وعونه، وبالإخلاص له بالإيمان والعمل الصالح ، ودعاءنا إلى الله أن يعود العيد القادم وخيرات السودان زادت وفاضت وعمت القرى والحضر وليس ذلك ببعيد، فالله هو الرازق ذو الفضل العظيم ، نذكره كثيراً ونعظمه جليلاً ودعاءنا أن يلقى كل إمرئ ما تمنى، واللهم يسر أمورنا ، واشرح صدورنا، وطهر قلوبنا ، وحصل مرادنا ومقصودنا.
وختماً دعائي بتسبيح سيدنا اسماعيل عليه وعلي أبيه إبراهيم أتم السلام ” سبحان من هو مطلع بعمل جوارح القلوب، سبحان من لا تخفي عليه خافية في السموات والأرض، سبحان الرؤوف الرحيم”.
وكل عام وأنتم بخير
اهنئ الشعب السوداني بحلول عيد الاضحي المبارك اعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.وانشاء الله السلام يعم جميع انحاء السودان.