ثقافة وفنون
علي شمو : أنا مشتاق للوقوف خلف المايكرفون والكاميرات .. أسعد أيامي قضيتها بالإذاعة في عصرها الذهبي
والعصر الذهبي كان أيام أبو عاقلة يوسف وعبدالرحمن الياس وصلاح أحمد ومحمد صالح فهمي وعبد الرحمن زياد ويسن معني.. شمو عاصر أيضاً إدارة الإذاعة التي تولاها محمد عبد الرحمن الخانجي ومتولي عيد وخاطر أبو بكر..
والفضل يعود إلى محمود الفكي مراقب عام الإذاعة الذي عين شمو للعمل في الإذاعة في عهد يحيى الفضلي وزير الشئون الاجتماعية في أول حكومة وطنية شكلها الزعيم إسماعيل الأزهري العام 1954م.
يقول شمو »اشتغلت أولاً كمذيع نشرات الأخبار وكنت أذيع أيضاً مباريات الكرة مع طه حمدتو« مذيع المباريات الشهير وتلى ذلك برنامج (مشكلة الاسبوع) وركن الجيش وحقيبة الفن بعد صلاح أحمد.
كثيرون من الجيل المعاصر للإذاعة في الستينيات من القرن الماضي لا بد ان يتذكروا المقابلة التلفزيونية الشهيرة التي أجراها مع كوكب الشرق أم كلثوم خلال زيارتها للسودان عام 1968م. وزير الإعلام حينذاك عبد الماجد ابو حسبو هو الذي اختار على شمو شخصياً لإجراء ذلك اللقاء- وكان شمو مديراً للتلفزيون.
ويقول شمو إن السيدة أم كلثوم أشادت بهذا الحوار الذي تكرر بثه لسنوات عدة.
البروف عمل في المجال الاعلامي أكثر من نصف قرن تدرج خلال تلك الفترة من العمل الاذاعي و التلفزيوني المباشرين إلى العمل المكتبي (البيروقراطي)- وكيلاً للإعلام ثم وزيراً في عدة حكومات.. سألت شمو ان كان يتوق لمواجهة المستمعين والمشاهدين من الميكرفون أو الشاشة بعد كل هذه السنين.. البروف فعلاً (مشتاق) للوقوف أمام الميكرفون أو الكاميرات ولكنه يقول أنه الآن أصبح يواجه المستمعين والمشاهدين من الجانب الآخر.. أى ضيفاً عليهم (كلما أتذكر أنني كنت مذيعاً فإنني استمتع بهذه الذكرى وأتمنى العودة وأتميز بهذا العمل).
فقد كان شمو يفضل العمل في الاذاعة (أنا أصلاً أنتمي إلى الاذاعة رغم أنني كنت أول مدير للتلفزيون).
عندها قلت للبروف (ان الكثيرين من المستمعين وخاصة من جيل الستينيات والسبعينيات يعتقدون ان (الاذاعة زمان) كانت أفضل من ما هي عليه الآن علق على ذلك ) كنا زمان نعمل بإمكانيات متخلفة جداً- ورغم ذلك كان الأداء الكلي في الإذاعة أيام زمان مميزاً جداً ومستوى عاليا جداً.. أما حالياً فقد تطورت تقنيات العمل الإذاعي – وبالمناسبة السودانية أفضل إذاعة في المنطقة العربية فهي تستخدم التقنية الرقمية.. ورغم ذلك فإن المحتوي حالياً أقل جودة وعشان كده الناس ينتقدون الإذاعات المحلية وخاص المحطات الخاصة« ويعيب شمو على العاملين هذه الأيام في الإذاعة انهم لا يهتمون بالتحضير المسبق (المذاكرة) قبل إجراء المقابلات مع الضيوف.. (زمان كان المذيع يسعى للحصول على المعلومات ذات الصلة قبل إجراء أي حوار).
و عن تجربته مع الأخوة في الامارات العربية المتحدة قال شمو أنها بدأت في مارس 1973م عندما كان وكيلاً للإعلام في حكومة مايو وانتهت عام 1976م.
ويشهد له الأماراتيون انه قد أسهم كثيراً في تطوير وسائل الأعلام إنطلاقاً من وزارة الإعلام والثقافة في أبو ظبي.
ويعود إليه الفضل في تطوير أو إنشاء وحدات إعلامية كالتلفزيون والراديو والصحافة والسينما المتجولة.. وتولى علي شمو منصب مستشار وزارة الإعلام ثم أصبح وكيلاً للوزارة خلفاً لراشد عبد الله (الذي عين وزيراً لخارجية الامارات).
الصحف الجنوبية
معلوم أن مجلس الصحافة والمطبوعات قد خضع للقرار الصادر في أوائل يوليو الماضي بإنهاء وجود خمس صحف انجليزية كانت تصدر بالإنجليزية في الخرطوم ولكن الكثيرين من القراء في الشمال – مواطنين وأجانب – يعتقدون ان قرار الحكومة بحظر توزيع هذه الصحف في أكشاك الخرطوم قد جانبه التوفيق.. فهذه الصحف كما يرى البعض تظل رغم الانفصال وسيلة تواصل لا غنى عنها بين شطري السودان حتى بعد إنشطاره.
ويجيب شمو على هذه التساؤلات:
«الموضوع ليس كما يعتقد البعض هذا موضوع سيادي وقانوني.. هذه الصحف كانت سودانية تصدر في الخرطوم ولكن بعد انفصال الجنوب أصبح دولة وبالتالي أصبحت هذه الصحف أجنبية.
أما فيما يخص غياب الصحف الجنوبية عن أكشاك الشمال فسألت البروف:
هل هناك ما يمنع توزيع هذه الصحف في الشمال؟
»حسب القانون .. لا وهو التعامل مثل غيرها من الصحف الأجنبية« التي امتلأت بها أكشاك الخرطوم.. الصحف الأجنبية تخضع للإطلاع أولاً من قبل المجلس ومن ممثل الامن في المطار ثم يسمح بتوزيعها« ولكن ما المشكلة بالنسبة للصحف الجنوبية؟
يقول شمو المشكلة ان كل النسخ من الصحف الجنوبية التي تطبع في العاصمة الشمالية »وهي ثلاث« تشحن إلى جوبا فلا تخضع لرقابة المجلس.
الصحف الجنوبية التي تطبع في مطابع الخرطوم هي »جوبا بوست« في مطبعة فاب »وماركا« في مطبعة الكاظمية و»المستقبل« في مطبعة »H.B« ويتوقع صدور صحيفتين جنوبيتين باللغة العربية.الاولى باسم »الوطن«والثانية باسم المستقبل في انتظار توقيع عقد مع إحدى المطابع الخرطومية.
أما صحف »سيتيزن« الجنوبية »هناك سيتيزن أخرى شمالية« فتملك مطابعها الخاصة في جوبا وحرصت إدارتها ورئيس تحريرها نيال بول على شراء مطبعة خاصة بعد ظهور ارهاصات الانفصال وهكذا فإن العلاقة الاعلامية غامضة بل متوترة بين الشمال والجنوب كما هو الحال في القضايا العالقة بين الدولتين.
بي. بي. سي
في اغسطس من العام الماضي رفضت وزارة الإعلام تجديد رخصة هيئة الإذاعة البريطانية »B.B.C« للبث على موجة »F.M« بحيثيات يرى الكثيرون من المستمعين انها غير مقنعة ما رأي شمو المهني كرجل أعلام محترف؟
مع إحترامي للإجراء الحكومي وسيادة القرار فالحكومة تمنح التصديق لمن تشاء وتمنع من تشاء.. إلا أنني كإعلامي »professinal لست مع هذا الاتجاه.. لاننا نعيش في عصر الانترنت والفضائيات.. ويمكن للمستمع أو المشاهد السوداني ان يستمع ويشاهد كل الفضائيات بما فيها »B.B.C« العربية.. ويمكن التقاط بث هذه الإذاعة على الموجات القصيرة والمتوسطة.. وعلى هذا لا يمكن حجب المعلومات أياً كانت عن المستمعين..
بعض الناس يعتقدون ان مجلس الصحافة والمطبوعات لم يفعل ما فيه الكفاية لكبح جماح صحف الخرطوم التي يعتقدون انها مثيرة للفتنة والعنصرية والكراهية بين أهل السودان.. ما تعليق البروف؟
»هذا الكلام يكرر كثيراً.. وكذلك ذكر الطيب مصطفى والانتباهة واتهامنا في المجلس اننا متهاونون ومائلون لهذه الصحيفة حتى المسؤول الاممى الذي يعنى بحقوق الانسان في السودان اشتكى من نهج (الانتباهة ).ولكنني أحيلك لقرارات المجلس المسنودة بالاستدعاءات التي طالت الانتباهة« والتصحيح والاعتذار وإيقاف الصدور لفترة ثلاثة أيام.. وحسب ما جاء في قانون مجلس الصحافة والمطبوعات فإن المجلس ليس مفوضاً لتجاوز فترة العقوبة عن ثلاثة أيام.. ومع ذلك فإن هذه العقوبة يمكن الطعن فيها في المحكمة التي يجوز لها تجميد القرار لحين البت فيه.والمثال على ذلك عندما جمد المجلس صدور صحف رياضية قبل اكثر من شهرين طعنت هذه الصحف في قرار التجميد ومازالت المحكمة تنظر في الطعن وظلت هذه الصحف منذ ذلك الحين تواصل الصدور[/JUSTIFY]
الراي العام