سياسية

طه وانفصال الجنوب .. حسرة أم ندم ..؟!!

[JUSTIFY]: فى حالة نادرة جدا ، اعترف النائب الاول لرئيس الجمهورية ، ومهندس اتفاقية نيفاشا للسلام علي عثمان محمد طه ان السودان ما كان يجب له منح الجنوب حق تقرير المصير الذى بسببه انقسمت البلاد الى شطرين. ودعا دول العالم الافريقية والاسيوية خلال مخاطبته يوم امس الاول اعمال منتدى السلام والتنمية المكون من احزاب افريقية واسيوية الى عدم تكرار تجربة السودان ، واعتبرها نموذجا يحتذى به. وقال: «نأمل ان تتوصل البلاد الاخرى التى تعيش تجارب مماثلة الى حلول افضل ، لأننا وبالرغم من قبولنا لمبدأ تقرير المصير الا اننا نرى انه لاينبغ? ان يكون الخيار الاول الذى تبنى عليه العلاقات بين المجموعات فى البلد الواحد ، وانما علينا ان نبحث عن البدائل الاخرى». وربما تتقاطع هذه التصريحات والموقف او قد تصل حد التعارض من الرجل الثانى فى الدولة مع تصريحات ومواقف اخرى لقيادات فى حزب المؤتمر الوطنى الذى منح الجنوبيين حق تقرير المصير. ففى خطابه الشهير بجوبا ، وقبيل تصويت الجنوبيين للانفصال فى يناير الماضى ، اكد رئيس الجمهورية ، رئيس حزب المؤتمر الوطنى ان حزبه هو الحزب الوحيد الذى منح الجنوبيين حق تقرير المصير ، وانه فخور بذلك ، وتبعه نائبه فى الحزب الدكتور نافع علي نافع بتصريح ساخن ومثير للجدل بعد الاعلان الرسمى للدولة فى جنوب السودان عندما قال «ان السودان سيكون افضل حالا بعد انفصال الجنوب «. اما وزير الخارجية ، وأحد ابرز صقور الانقاذ فلم يتوان فى قول ان انفصال الجنوب هو مكسب للشمال.كما ان تصريحات طه الاخيرة التى قوبلت بهجوم لفترة من بعض غلاة الإسلاميين بسبب اتفاقية نيفاشا ، لاتنسجم مع الفرحة المرسومة على ملامح وزير الاعلام الدكتور كمال عبيد عند تدشين خريطة السودان الجديدة بعد انفصال الجنوب ووصفه للخريطة المبتورة بانها جميلة!

وينظر كثير من الإسلاميين خاصة المتشددين منهم الى ان اتفاقية نيفاشا التى تفرغ لها طه لمدة تسعة اشهر متواصلة ، منحت الجنوب اكثر مما يستحق خاصة فى ملفى السلطة والثروة وذهبوا – تلميحا او تصريحا – الى ان هذه واحدة من اكبر الاخطاء التى وقعت فيها الحركة الإسلامية ، وتوقع الكثير منهم ان يتم تحجيم نفوذه داخل الحزب والدولة ، الا انه تم تعيينه فى منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية وعاد قويا اكثر مما مضى.
وفى اول ردة فعل له لتصريحات طه ، استغرب اتيم قرنق القيادى فى الحركة الشعبية لتحرير السودان – الحزب الحاكم فى جنوب السودان هذه التصريحات وقال انها ربما تعبر عن حالة الاحباط التى اصابت الإسلاميين بعد الانفصال. وقال «للصحافة» عبر اتصال هاتفى «اعتقد ان الشمال لم يجد مايريده بعد انفصال الجنوب،واكتشف انه كان من الافضل له ان يعمل بشكل جاد من اجل اقناع الجنوبيين للتصويت لصالح الوحدة من خلال منحهم الاحساس بانهم فى بلدهم وانهم مواطنون من الدرجة الاولى.. وانهم يستحقون كل مايستحقه الشماليون فى نفس الوقت ، ولكن لاينف? الندم بعد الان». اما رئيس منبر السلام العادل الذى قاد عملية فصل الجنوب عن الشمال الطيب مصطفى فقد وصف تصريحات النائب الاول للرئيس «بغير الموفقة» وقال انها تتعارض تماما مع مبدأ الحريات التى يدعو لها الدين الحنيف. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس «على النائب الاول ان يكون فخورا بما انجز واعطاءه للجنوبيين حق تقريرهم بدلا من منح الاحساس بالندم..بل اننى اقول ان هذا الامر تأخر كثيرا وكان يجب منح الجنوبيين حق تقرير المصير منذ الاستقلال عندما شعرت الدولة ان الجنوب يريد ان ينفصل.. ونحن نحمد الله ان هذا ا?امر قد تم وادعو الشعوب الى الاقتداء بهذه التجربة ومنح كل من يريد تقرير مصيره ، بدلا من فرض الوصاية عليهم». وعندما قلت له ان النائب الاول ربما كان يقصد ان التجربة بها كثير من الاخطاء فاجابنى منفعلا «نعم هنالك اخطاء كثيرة صاحبت تطبيق الانفصال منها عدم طرد قوات الجيش الشعبى من جنوب كردفان والنيل الازرق ، ولكن هذه الاخطاء ليست لها علاقة بتقرير المصير، وانما الخطأ في ترك الحركة الشعبية تحاول التكويش على السودان بعدما نالت كل جنوب السودان» .

واتسمت العلاقة بين السودان وجنوب السودان بالعداء الشديد بعد ان انفصل الجنوب بنسبة تصويت وصلت الى اكثر من 98% بسبب اتهام كل طرف للاخر بالسعى الى زعزعة الاستقرار واثارة النعرات القبلية ، فجوبا اتهمت الخرطوم بالوقوف وراء قادة التمرد فى مناطق جونقلى واعالى النيل بالاضافة الى محاولة تجويع الجنوب من خلال قفل الحدود وايقاف الحركة التجارية.اما الخرطوم فتقول ان جوبا هى التى ساندت ومولت قادة الحركة الشعبية والجيش الشعبى الذين فجروا الاوضاع بمنطقتى النيل الازرق وجنوب كردفان بالاضافة الى ايواء قادة المتمردين من دارف?ر فى اراضيها. كما ان مفاوضات البلدين حول القضايا العالقة بينهما مثل النفط والحدود وابيى مازالت تراوح مكانها بالرغم من انقضاء نحو 5 أشهر للانفصال. وثار جدل كثيف بين القوى السياسية قبل الانفصال حول جدوى الانفصال و انه ليس الخيار المناسب للحالة السودانية ، وتم تقديم العديد من البدائل للجنوبيين مثل الكونفدرالية او الاتحاد بين الدولتين ، ولكن كل هذه المقترحات تم رفضها بشدة. وفى هذا الصدد يعتقد المحلل السياسى الدكتور عبد الرحيم محمد علي ان تصريحات طه ربما تعبر عن حالة الاحباط التى يعيشها السودان جراء المشكلات ال?ى تواجهه. وقال خلال اتصال هاتفى مع «الصحافة» يوم امس ان النائب الاول لرئيس الجمهورية ربما يريد ان يؤسس لعلاقة جديدة مع الجنوب. واضاف قائلا: «من المعروف عن طه انه لايترك الحديث على عواهنه وانه يحسب حسابات شديدة قبل ان يصرح ، وماقاله لقادة الاحزاب الافريقية والاسيوية ربما يريد به التأكيد على ان تمزق الشعوب ليس امرا جيدا وانما من الافضل ان نكون متحدين». ويضع محمد علي تفسيرا اخر لحديث طه بقوله: « علي عثمان عندما كان يقود المفاوضات مع مؤسس الحركة الشعبية جون قرنق كان حريصا على الوحدة وكان يراهن على قرنق من اجل ?ذا .. وما كان يتوقع ان تصل نهايات الاتفاقية الى الانفصال وقيام دولة عدائية للخرطوم ستشكل تهديدا وصداعا مزمنا لها».

[/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة

‫14 تعليقات

  1. الانفصال كان اكبر غلطه في تاريخ السودان وياريتوا ما حصل لانوا في النهايه ما ليقينا منو غير وجع الرأس والكلام الكتير . وبعد كدا ورغم انو حصل كان ممكن يكون احسن وجميل وليهو معني وطعم لو الجنوب كانت دوله فاهمه ومحبه للسلام وراعت بقيدوها وتركت امر الشمال لناس الشمال وقفلت صفحه الشمال نهاي من حياتها لكن لا وفي يوم الاستقلال بدأ سلفاكير بذكروا انو لن ينسي ناس الشمال ولازم يكرهم في حياتهم ويندموا علي اليوم الاسود الذي قبلوا فيه بلانفصال وطالما ما عملنا حاجه والمشاكل هي نفس المشاكل قبل وبعد الانفصال فمن باب اولي نرجع للوحده والحرب علي الاقل نكون رجعنا الارض للديار وحتي لو خسرنا كدا كدا نحن خسرنين يعني شنو:confused:

  2. [frame=”6 80″]
    [B][FONT=Simplified Arabic]:mad: …«من المعروف عن طه انه لايترك الحديث على عواهنه وانه يحسب حسابات شديدة قبل ان يصرح….» ولكن الواقع يكذب كل ذلك. أين هي تلك الحسابات الشديدة وهو يتعامل مع هذا الملف الأساسي؟! هذا المواطن السوداني، علي عثمان، يتحمل وزر كل ما ترتب عن ما آل إليه حال السودان لأن أجندة الحركة الإسلامية السودانية كانت تقوم على فصل الجنوب منذ أن كنا طلاب في السبعينات 😡 [/FONT][/B][/frame]

  3. بعد ايه ياشيخ علي عاز تبكي -ده احنا قايانك سياسي بصحيح طلعت اي كلام
    ومن مين اتغشيت من صبية الحركة الشعبية والذين لم يتجاوزو عمر البلوغ
    سليست المشكلة في الانفصال وانما في تبعاته …سيظل هذا العمل أكبر اخطا الحركة الاسلامية في التاريخ الحديث للسودان

  4. [SIZE=5]استاذ علىالتحيةلك بس فى شى بسيط انا مش سياسى كنت على قناعة بان انفصال الجنوب غلطة وكنت من الرافضين لحق تقرير المصير للجنوبين المفروض يعطى الجنوب حكم كنفدرالى لكى نتقى شر اسرائيل واعوانها الان ما لنالا نقول يارب احمى بلدنا واحفظ السودان من المتربصين [/SIZE]

  5. لا اصدق ان سياسى مثلك ما كان يعلم ما سيؤول اليه الحال بعد الانفصال .. اظن ان الندم له اسباب اخرى تعلمها جيدا ..
    هذا ان كانت تصريحاتك نابعة من ندم حقيقى وليس محاولة لكسب التعاطف والتاييد

  6. والله لك ان تفخر ياشيخ على فأنت قد حققت رغبة شعب الجنوب بهذه الرغبه الاكيده فى الانفصال بدليل هذه النسبه الهاليه للذين فضلوا خيار الانفصال..أفانت تكره الناس ليكونوا شماليين…وتأكد ياشيخنا انك ايضا قد حققت رغبه شعبك فى الشمال الذى مل هذا العبأ الذى أقعدنا سويا نحن والجنوبيين…فقد والله انجزت وعدت فأوفيت..

  7. هاؤلائى الجنوبيون لا يشبهونا فى شىء وعندهم عقدة فى نفوسهم بأنهم ( …. ) لذلك مهما عملنا لهم وأرضيناهم فى الآخر سوف ينفصلوا بس الشىء الوحيد الما عملتوا ليهو حساب هو إسرائل التى صار من مرمى حجر من الحدود يعنى يستطيعوا أن يفعلوا أى شىء من خلال الحدود الشاسعة والطويلة لكن الله معنا إذا نحن صدقنا مع الله وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا

  8. إن اتفاقية السلام الشامل أعطت الجنوب أقصى طموحاته في الثروة والسلطة والدولة والسلام، بينما حصد الشمال أسوأ السيناريوهات بانتقال الحرب من الجنوب إلى الشمال مرة أخرى يعنى الجنوبيين لهم أجندة يريدون أن ينفذوها حتى تفى الدول التى خدعتهم بأن يصير الجنوب جنة ورفاهية وحرية لكن للأسف سوف يندموا على هذا الإنفصال ذلك إذا لم يكونوا ندمانين الآن

  9. [B]واااااااااااااااااااااااااا حسرتااااااااااااااااااااااااه ويلا الاسف والله لو حاربونا الجنوب مائة سنة اخرى ماتحقق لهم ماتم الان على يد ناس الانقاذ (( جوا يكحلوها عموها)) والله يكون فى هون السودان والسودانيين من القادم رئيسنا مطلوب دوليا والبد اتقسمت لى نصفين والمشاكل كل يوم يتزيد على الشعب السودانى المسكين والله يكون فى عون الشعب السودانى والله الشعب احتار فيكم يا ناس الانقاذ بقى ماعارف ذاتو يعمل ليكم شنو والله بعد دا الا نشبكم كواديك ساى (( يعنى نعمل ليكم عمل ))[/B]

  10. أه والف أه في بداية العام 2005 فتحت بوست في احدى المنتديات السودانية ووصل ردوده 1580 وكانت الاغلبية متشائمة وكنا نرى ان انفصال الجنوب سوف يعكر صفوة العلاقات السودان في الاتجاهات الاخر القصد الشرق والغرب فنحن في السابق كنا راضين بحال الحرب مع الجنوب وكنا نردد مثلاً انا ماشي نيلا اركب طيارة وو بين جبلين ضربنا رجال طابورنا الحار واشياء من هذا القبيل واعتقادي السيد عثمان طاه كما يقول اعتمد على الزعيم الجنوبي جون قرن ولكن جاء القدر ملثم واختطفه وجاء الانفصالي سلفاكير وضرب مهندس الاتفاقية في مكان لم يتوقعها ياااااااااا حليل عرس الشهيد وياحليل ايام انا راجل كنت في الجنوب….. عندما انفصلت الجنوب استبشرنا خير ولكن في اعتقادي (( ياااااحليل ايام زمان )) وين المليون ميل مربع

    ابو ورد

  11. الى الباشمهندس الطيب مصطفى المسلمين الجنوبيين اكثر من ثلث سكان الجنوب بعد ان كانو اغلبية فى وطنهم صاروا اقلية فى دولة اخرى وربنا سوف يسالكم عنهم يوم لا تنفع الانتباهه

  12. بالفعل كان الانفصال اكبر مشكلة ، ولاننسي الحرب مع الجنوب منذ 1956م اى منذ الاستقلال هي تعتبر مشكلتين ، هذا الجنوب مثل المراة المطلقة اذا انفصلت منها برضوا ما تخليك في حالك واذا رجعت اليها ايضا ما تخليك في حالك ، يعتبر الجنوب ابتلاء من عند الله للشمال ربنا يصبر يدخلنا جناته .

  13. قاده الانقاذ ومنذ وصولهم للسلطه وهم لايدرسون الامور بخبره ودقه وتانى ففى الحديث :ماخاب من استخار وشاور المخلوقين ومنذ تولى الاسلامين السلطه والبلاد تسير بطريقه واحده كالعهد الاقطاعى والان نعطى الملايين من الافدنه للمصرين ونحلم بالوعود الكاذبه باعاده التكامل المصرى الليبى السودانى ونرجع قليلا الى تاريخنا القريب وماذا استفدنا من تايد قرار غزو العراق الى الكويت فلم يدعمنا العراق بالقضاء على التمرد وكسبنا اننا صرنا من الدول التى لاتدعمها الكويت سياسيا واقتصاديا اننا ومنذ ان جائت الانقاذ الى السلطه وهى تفعل بالبلاد ماتريد دون مشوره داخليه او اقليميه او دوليه فالاخوه المصريه قدموا مقترح الكونفدراليه والغاء الاستفتاء مايدور حولنا يكفى مثالا فامريكا والناتو لايخوضون حربا على اى دوله الا وتفكر بعد ذلك بنقات الحرب وكيف استثمارها والامثله لدينا العراق وليبيا فهل يكفى عائدات بترول سته سنين تعويضات حرب منذ العام 1955 فلو كان هناك استفتاء لكان لجميع السودانين دون ان ينفرد به حزبان لايمسلان كل السودان والان نجن السراب من السلام المنشود والضائع والذى صرح رئيسه يوم استقلال الجنوب بانه لن ينسى اببى والنيل الازرق ودارفور واللبيب بالاشاره يفهم اقول للنائب فلننسا الجنوب ونتجه شمالا لعمقنا السياسى والاقتصادى والاجتماعى لننشى كونفدراليه ليبيه مصريه سودانية وانشاءالله تكون مقدمه لكونفدراليه عربيه ومن بعدها الحلم الكبير وهو الكونفدراليه الاسلاميه لان وحدتنا قوتنا ومن ثم لايطمع بثرواتنا الاعداء ولدينا مثال بالاتحاد الاوربى وعلينا الابتعاد عن الحلول الجزئيه دون الخوض في عمق المشكله والامثله كثيره في اتفاق ابوجا وتنصل الطرف الموقع مع الحكومه وقد صرفت ملايين الدولارات لمني اركو والذي قام بتحويلها للخارج دون ان تكون هناك لجنه محايده تتابع تنفيذ الاتفاقيه علي الارض فالسلام الدائم هو في البنيئه التحتحيه وليس في سياسه تجزئه الكيمان والله من وراء القصد