محاكمة هشام والسكري في 18 أكتوبر ومفاجأة بوصية سوزان
ووفقا لمصادر قضائية ، فإن المحاكمة سوف تتم أمام الدائرة الثالثة جنايات بمحكمة جنوب القاهرة برئاسة المستشار محمدى قنصوة .
وكانت محكمة استئناف القاهرة قد تسلمت في 15 سبتمبر ملف القضية الذى يضم اثنين من المتهمين هما السكري وهشام ، كما يضم التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة مع المتهمين، وقائمة بأقوال الشهود وأدلة الاثبات.
وجاء هذا الإجراء بعد أن قررت النيابة العامة المصرية في مطلع سبتمبر حبس السكرى وهشام احتياطيا على ذمة التحقيقات ، وذلك بعد اتهامهما بقتل سوزان تميم بدبى فى 28 يوليو 2008.
وتوصلت تحقيقات النيابة إلى أن محسن السكرى ارتكب جناية خارج البلاد وقتل المجنى عليها سوزان عبد الستار تميم عمدا مع سبق الاصرار، بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها فقام بمراقبتها ورصد تحركاتها بالعاصمة البريطانية لندن ثم تتبعها إلى إمارة دبى بالإمارات،حيث استقرت هناك.
وأضافت أن المتهم أقام بأحد الفنادق بالقرب من مسكن سوزان، واشترى سلاحا أبيض (سكين) أعده لهذا الغرض، ثم توجه إلى مسكنها وطرق بابها، زاعما أنه مندوب عن الشركة مالكة العقار الذى تقيم فيه لتسليمها هدية وخطاب شكر من الشركة، ففتحت له باب شقتها إثر ذلك، وما إن ظفر بها حتى إنهال عليها ضربا بالسكين محدثا إصابات شلت مقاومتها وقام بذبحها قاطعا الأوعية الدموية الرئيسة والقصبة الهوائية والمرىء ، مما أودى بحياتها ، وكان ذلك بتحريض من المتهم الثانى هشام طلعت مصطفى مقابل حصول السكرى منه على مبلغ نقدى قيمته مليونا دولار.
واستطردت تقول إن هشام طلعت مصطفى اشترك بطرق التحريض والاتفاق والمساعدة مع محسن السكرى فى قتل المجنى عليها سوزان عبد الستار تميم انتقاما منها وذلك بأن حرضه واتفق معه على قتلها واستأجره لذلك مقابل مبلغ مليونى دولار، وساعده بأن أمده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط للجريمة وتنفيذها وسهل له تنقلاته بالحصول على تأشيرات دخوله للمملكة المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة فتمت الجريمة بناء على هذا التحريض وذلك الاتفاق وتلك المساعدة .
محامو الدفاع يتسلمون صور ملف القضية
وبالتزامن مع تسلم محكمة الاستئناف لملف القضية ، بدأ عدد من محاميي الدفاع عن كل من السكري ومصطفى في تسلم صور من أوراق التحقيقات التي تتضمن محاضر تحريات الشرطة، في كل من مصر ودولة الإمارات، عن تحركات محسن السكري في دبي، إلى حين القبض عليه في مركب عائم على نيل القاهرة في العاشر من أغسطس الماضي بعد نحو 12 يوماً من ارتكاب الجريمة.
وأوضحت مصادر قريبة من محاميي الدفاع أن أوراق التحقيقات تتضمن كذلك محاضر تحقيقات النيابة العامة في الإمارات، والنيابة العامة المصرية، إضافة إلى صور كاميرات المراقبة التي صورت ما قالت التحقيقات إنه المتهم الأول محسن السكري أثناء صعوده لشقة تميم ونزوله منها في وقت وقوع الجريمة ، وأيضا صور من شهادة الطب الشرعي التي قامت بها نيابة دبي، وصور من تقرير الطب الشرعي الذي قامت به مصلحة الطب الشرعي المصرية، وكذلك تسجيلات للمكالمات الصوتية التي قيل إن السكري أجراها مع مصطفى.
شوقي السيد يلمح لمفاجآت مدوية
وبعد إحالة قضية سوزان تميم لمحكمة الاستئناف، عقدت هيئة الدفاع عن هشام طلعت مصطفى والتي يقودها الدكتور شوقي السيد عضو مجلس الشوري وفريد الديب ، اجتماعات مكثفة خلال الأيام الأخيرة ، كما قام شوقي السيد في 16 سبتمبر بزيارة هشام في سجن مزرعة طره .
وأكد رئيس هيئة الدفاع عقب الزيارة أن القضية ستشهد مفاجآت مدوية سوف يعلن عنها في قاعة المحكمة وأن هذه المفاجآت سوف تكون علي المستوي الاقتصادي والسياسي والمستوي المحلي والعربي وأنه سوف يتم الإعلان عن أشخاص لعبوا دورا أساسيا في القضية .
وأضاف أن موكله واثق من براءته ، مشيرا إلى أن هشام أبلغه خلال الزيارة بأنه يعتقد أن محسن السكري مدفوع من قبل البعض للتآمر ضده من أجل تدميره بعد النجاح الكبير الذي حققته مجموعة شركاته في وقت قليل.
واختتم شوقي السيد تصريحاته ، قائلا إنه بعد قراءة أوراق القضية القراءة الأولية وجد أنه لا يوجد أي دليل علي إدانة موكله وأن التلفيق واضح ومدبر ووجود ثغرات وتشابكات كثيرة في القضية.
عبد الستار تميم : لن أفرط في حق ابنتي
وفي المقابل ، أكد عبد الستار تميم والد المطربة اللبنانية الراحلة أنه لن يفرط في حق ابنته، مشيرا إلى أن أموال الدنيا كلها لن تعوضه، وأن الشيء الوحيد الذي يبرد النار التي في جوفه هو أن يأخذ القاتل عقابه.
واستطرد قائلا :” أنا إنسان من لحم ودم وأب وأعيش على المهدئات، وقد اشتريت بجوار قبر ابنتي قطعة أرض لكي أدفن فيها، متسائلا: كيف أدفن بجوارها بعد أن أقبض ثمن قتلها كما يردد البعض من إشاعات وأقاويل؟.
وأضاف ” مال الدنيا كله ما يساويش نقطة من دم ابنتي ولا حتى ضافر من ضوافرها ، هل يتصور أحد أنني من الممكن أن أبيع دم ابنتي الغالية بأي ثمن مهما بلغ، لا شيء أبدا يساوي دماءها الغالية ، إنني أجلس بمفردي وأتذكر كيف كانت تنادي على وأكاد أسمع صوتها وهي تناديني بل أكاد أسمعها وهي تطالب بالقصاص لها ” .
ووجه عبد الستار حديثه إلى أشخاص لم يسمهم ، قائلا: “ليعلم هؤلاء أنني لا يمكن أن أفرط في دم حبيبتي الغالية سوزان بل إن الشيء الذي أعيش عليه الآن هو أملي أن أرى المجرمين السفاحين الذين قتلوها وهم ينالون جزاءهم العادل، بالإضافة إلى أنني حريص على متابعة الصدقة الجارية على روحها وأصلي وأدعو الله كل يوم كي لا يضيع حق سوزان وهي في دار الحق”.
وتابع ” للأسف هم لم يرموها وهي على قيد الحياة وظلوا يطاردونها، والآن هناك من لا يرحمها بعد أن رحلت عن الدنيا ، إنني أقول لمن يتحدثون عنها بسوء حرام عليكم اتقوا الله في إنسانة صارت الآن بين يدي الله ارحموها ولا تقتلوها مرة أخرى حرام عليكم نحن في شهر الصوم، هل يجوز أن نتناول سيرة إنسانة بين يدي الله بهذا الكلام ، أنا لا أكاد أصدق حتى هذه اللحظة ما حدث لسوزان ، هل معقول أن تقتل ابنتي بهذه الوحشية ، لقد كانت إنسانة طيبة القلب ولم تكن تؤذي أحدا فلماذا فعلوا ذلك بهذه البشاعة؟ لماذا يقتلون امرأة ضعيفة بمفردها غدرا هل هؤلاء بشر؟”.
ونفى معرفته بالملاكم العراقي رياض العزاوي الذي أكد في تصريحات سابقة أنه تزوج سوزان تميم، قائلا :” عمري ما سمعت عن رياض العزاوي هذا من قبل إلا عندما شاهدت صوره في الصحف ، هذا العزاوي الذي يدعي أنه تزوج ابنتي لم أره أبدا ولم تقل لي ابنتي عنه أي شيء”.
وردا على تصريحات زوجها السابق عادل معتوق التي أكد خلالها أنه كانت على ذمته عند وفاتها ، قال عبد الستار :” أفضل ألا أدخل في جدل عقيم في مثل هذه الظروف لكن ما أستطيع قوله إن سوزان ماتت وهي تحمل اسمي فكيف يدعي أي شخص أنه المعني بها؟ هذا كلام لا يستحق الرد، كما أن الحديث عن خلافات سابقة بيني وبينها عار من الصحة”.
واختتم تصريحاته قائلا إن ابنته أدت العمرة مرتين ، مشيرا إلى أنه سوف يحج عنها هذا العام كما يفكر في بناء مسجد باسمها.
وكان والد سوزان قد أكد أمام مجموعة قضائية أرسلها النائب العام المصري إلى لبنان أن هشام عرض على ابنته 50 مليون دولار مقابل زواجها منه، إلا أنها رفضت وهو ما أثار غضبه ودفعه لقتلها .
وأضاف أن ابنته لم تكن متزوجة عند وفاتها ، كما أكد أن العلاقة التي جمعتها مع هشام طلعت مصطفى كانت مجرد صداقة.
وترددت تقارير صحفية حول قبول هشام دفع دية تصل لمائة مليون دولار مقابل النجاة من حبل المشنقة ، إلا أنه تراجع عنها بعد أن اتهمه عبد الستار بقتل ابنته.
مفاجأة وصية سوزان
عبد الستار تميم وهو يدلي بالتصريحات السابقة لم يكن قد اكتشف بعد المفاجأة التي جاءت في وصية سوزان ، حيث أوصت بكل ما تملكه لأمها وأخيها ولم تترك لأبيها شيئا من ثروتها .
وكشفت صحيفة “البيان” الإماراتية في 18 سبتمبر بالتزامن مع تحديد جلسة المحاكمة أن شرطة دبي عثرت على وصية الفنانة القتيلة، كما عثرت على قصاصة ورقية في الشقة التي شهدت جريمة مقتلها بمنطقة “المارينا” في دبي تحمل عبارة “الزواج أو القتل” ، مشيرة إلى أن الوصية والورقة الصغيرة دليلين على أن القتيلة كانت متأكدة أنها معرضة للقتل، الأمر الذي دعاها لكتابة وصيتها وحملها معها إلى دبي قادمة من لندن، قبل مصرعها بيومين.
وأضافت الصحيفة الإماراتية أن الوصية مكتوبة بخط يدها وموقعة منها ، وجاء فيها :” بسم الله الرحمن الرحيم.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. أوصي بأن تحول ملكية كل ما أمتلك من مال أو عقار أو جواهر أو أي شيء، بل كل ما أملكه، بأن تنقل ملكيته إلى والدتي وأخي ولا أحد سواهم”.
واستطردت تقول في وصيتها: “وأوصيكم بأن تزكوا وتحسنوا وتطعموا وتكفلوا الأيتام والمساكين، وتتبعوا صراط الله المستقيم، وتسامحوني إن أسأت إليكم، وتدعو لي بالرحمة، وأن تعتمروا لي وتحجوا عني إذا تيسر لكم، وأن تكرموني في وفاتي”.
كما جاء في الوصية: “أوصيك يا أخي بأمك، وبصلة رحمك، وبالرحمة والعفو عند المقدرة، والسماح والتسامح، والبر بوالديك، أحبكم وأدعوا لكم بالرحمة فادعوا لي بها”.
واختتمت الفنانة القتيلة وصيتها ، قائلة: “اتحدوا ولا تفرقوا على بركة الله وسنة رسوله، والسلام عليكم وعلينا، وعلى محمد وآله وصحبه.. سوزان عبد الستار تميم”.
محيط[/ALIGN]