واشنطن تسعى لتجنب حرب شاملة بالسودان
وقال برنستون ليمان مبعوث حكومة الرئيس باراك أوباما الخاص إلى السودان أمس الخميس إن الوضع أصبح “أزمة بالغة الخطورة تنذر بصراع أوسع بين البلدين”. وكان الجانبان قد اشتبكا في حرب استمرت عقودا قبل أن يتوصلا في نهاية الأمر إلى اتفاقية سلام في عام 2005.
وأضاف ليمان متحدثا عبر الهاتف من الخرطوم خلال رحلة زار أثناءها أيضا جوبا عاصمة الجنوب، أن حكومة الرئيس الأميركي تعمل من أجل إقناع الجانبين بالدخول في محادثات بشأن مشاغلهما الأمنية الرئيسية، وفي الوقت نفسه محاولة تهدئة التراشقات الكلامية الحادة.
وتابع بأنه حث جنوب السودان على الانسحاب من هجليج، مشيرا إلى أن زعماء الجنوب فوجئوا بالإدانة الدولية القوية لهذه الخطوة.
وقال “لن يكون الأمر سهلا.. المشاعر محتدمة للغاية، ومن المهم أن نجمع الطرفين وزملاءنا في المجتمع الدولي حول هذه المسألة الأساسية المتصلة بالأمن”.
وفضلا عن هجليج التي احتلتها قوات جنوب السودان، ما زالت الخلافات دائرة بين البلدين بشأن موضوعات من بينها الحدود ومقدار ما يجب أن يدفعه جنوب السودان مقابل مرور نفطه عبر أراضي السودان وتقاسم الدين الوطني.
وقال ليمان إن واشنطن ستسعى بالاشتراك مع الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية من أجل الحوار في ثلاث نقاط أمنية رئيسية، وهي إنشاء منطقة حدودية منزوعة السلاح تمتد 20 كلم، وإنهاء مساندة المقاتلين بالوكالة، وإيقاف قتال المتمردين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأضاف أن الولايات المتحدة تأمل أيضا أن تستخدم الصين نفوذها حينما يقوم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بزيارتها الأسبوع القادم.
دعوة أممية
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أكد أمس الخميس أن استيلاء جنوب السودان على حقل هجليج النفطي في السودان “عمل غير مشروع”، داعيا الطرفين إلى التفاوض ووقف القتال.
وحث بان خلال كلمته للصحفيين في مجلس الأمن، الطرفين على “ضبط النفس واللجوء إلى المفاوضات لحل الصراعات”، مطالبا بسحب القوات من منطقة هجليج بولاية جنوب كردفان. كما دعا حكومة الخرطوم إلى وقف القصف داخل أراضي جنوب السودان وسحب قواتها من الأراضي المتنازع عليها وتحديدا أبيي.
وأوضح أن “آخر ما يريده شعبا البلدين هو الحرب التي ستزهق أرواح الناس وتهدد الاستقرار والرخاء”.
وأكد بان أن الطرفين يجب أن يتوقفا عن دعم القوات التي تعمل بالوكالة لهما، “فهذا ليس وقت حرب وإنما وقت مشاركة وعمل وتعاون من أجل صالح شعبي البلدين وصالح المنطقة”.
وطالب الدول التي لها نفوذ على حكومتي الخرطوم وجوبا بزيادة جهودهما من أجل إنهاء الصراعات ودعم التفاوض بين البلدين.
البشير يتوعد
المطالبات الأممية الدولية جاءت بعد وقت قصير من هجوم عنيف للرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس على قادة جنوب السودان، وتعهده بتلقين دولة الجنوب “الدرس الأخير” في هجليج.
وقال البشير -وهو يرتدي زيا عسكريا- أمام حشد كبير في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان “أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا.. أميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن، لكن نحن من سيعاقبهم.. القوات المسلحة والشرطة وقوات الأمن وكل الشعب”.
وتابع “لن نعطي لهم شبرا واحدا من بلدنا، ومن يمد يده على السودان سنقطعها”، مؤكدا أن من يحرك الحركة الشعبية (التي خاضت معارك مع الخرطوم) في الجنوب ويدعمها هي الحركة الصهيونية.
في المقابل أكد مراسل الجزيرة في جوبا أن كلمة البشير قوبلت باستياء شديد, مشيرا إلى أن الجنوبيين يستبعدون التهدئة. كما أشار إلى تدافع أعداد من الشباب لتسجيل أسمائهم ضمن حالة تعبئة بالجنوب بعد خطاب البشير.
وأضاف أن ردود الفعل في الجنوب تركز على اعتبار خطاب البشير غير موفق وغير متوازن, مع تأكيد الاستعداد لأي احتمال.
الجزيرة نت
بشري سارة الي كل مواطن اصيل وليس عميل ان هجليج سيطر عليها جيشنا البطل وعادت هجليج كاملة غير منقوصة الي حضن الوطن