حوارات ولقاءات

النائب الأول في حوار ما بعد هجليج ..لا يمكن الوصول لسلام مع الجنوب في ظل حكومة الحركة الشعبية

[JUSTIFY]على خلفية معركة هجليج، والزخم الشعبي والجماهيري الذي لحق بالإعلان عن تحريرها، استضافت قناة النيل الأزرق على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، والرجل الذي خبر الحركة الشعبية طويلاً على أيام المفاوضات وتنفيذ اتفاقية السلام، ويمسك الآن بملف التعبئة، في حوار تعرض لدلالات تحرير هجليج، ومستقبل العلاقة مع الجنوب، واستراتيجيات الحكومة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
* ماذا تقول عن تحرير هجليج وخروج الناس إلى الشوارع للاحتفال باستعادتها؟
– نحمد الله على النصر في هجليج، وما جرى فيها كان بكل الاعتبارات والمقاييس حدثاً وطنياً تاريخياً، اعتبارات تجلت في بركات الله بالنصر المبين، وتجلت في حركة الوجدان الشعبي الذي عبّر عن نفسه في هذه الثورة، ثورة ضد كل صور القعود والقنوط والإحباط والتخذيل والتشكيك في الإرادة الوطنية التي تمثلت في القوات المسلحة التي تعرضت لحملات منظمة من الداخل والخارج لأنهم يعلمون أنها السيف البتار للأمة، وتعرّضت لحملات تجاوزت النقد الموضوعي للتشكيك في مقدراتها على الدفاع عن الوطن بغية تمرير الأجندة الخارجية لإشاعة الفوضى، وكانت ثورة ضد محاولات التشكيك في الإرادة الوطنية وتعرّضت الوحدة الوطنية لمحاولات شق الصف وشرذمة المجموعات ودفعها لمواجهة الوطن والشرعية السياسية في البلاد واحتضان مجموعات لإثارة الفوضى، ثورة ضد المؤامرة الدولية على السودان، وانتفاضة ووقفة صلبة وهبّة في وجه مخطط عدوان حكومة الجنوب ضد أراضي السودان وتطورت وجوه العدوان حتى وصلت هجليج.
* هناك من يقول إننا نتكيء على نظرية المؤامرة، هل المطلوب من هذه الروح الوطنية الاستمرار لأن هناك مؤامرات؟
– المؤامرة لا تحتاج أن ينظر لها وتتجلى الآن في الواقع، والاستفتاء مورست عليه تدخلات حوّرته ليحقق نتيجة الانفصال ليس حباً في الجنوب وحرصاً على مصالحه كما أثبتت الوقائع اللاحقة لكن حباً في تفتيت الدولة السودانية، والمؤامرة امتدت لتدفع بوجوه جديدة وأعادت إخراج السيناريو بالجنوب الجديد ورفضت مكونات هذه الأجندة أن تعيد قواتها إلى ما وراء حدود يناير 1956 و رفضت الاعتراف بنتيجة الانتخابات وبدأت الحرب ثم نقلتها للنيل الأزرق، وليست هي التي تقرر الحرب أو تملك القدرة على الاستمرار، بل تستند الحركة إلى الدولية لتمدها بالمال والسلاح.
* ما المطلوب من الشارع؟
– كان واضحاً إزاء هذا الموقف أن هناك أكثر من داع لتجميع الصف الوطني وبنيت خطوات الحكومة على تأسيس مناخ للإجماع الوطني وتكوّنت حكومة القاعدة العريضة كخطوة متقدمة في هذا، ثم فتح باب الحوار لقراءة المستقبل في الدستور، وكانت هناك محاولة لاستنهاض الموارد الطبيعية المتاحة، وما حدث يدل دلالة قوية أن الشارع السياسي كان يراقب العملاء والأعداء وهذا الحراك الوطني لبناء الصف الوطني، وكانت روحه ألا شيء يعلو على قضية الوطن والسيادة الوطنية، وتجد في الطرقات الرجال والنساء والصغار والكبار وكل طوائف الوطن، وسقطت الجغرافيا وتحول السودان لبحر مشاعر وطنية وتهتف الخرطوم فتتجاوب معها عطبرة والفاشر وحلفا وبوتسودان وكردفان، وهذه الروح الوطنية تضع الجميع أمام مسئولية جديدة لتوظيف هذه الإرادة، لرمزية أن هذا الشعب يعبر أنه على استعداد للمضي خطوات للأمام لتحرير ما تبقى من أرض محتلة في جنوب كردفان أو النيل الأزرق أو دارفور، وتعبر أن مفهومها ليس مفهوم الدفع العسكري بل تجديد طاقات المواطن لبناء الوطن اقتصادياً وثقافياً وفكرياً، وننظر لما حدث باعتباره قوة دفع تفرز مؤشرات جديدة.
* هل بدأنا في السودان نميز بين الحكومة والدولة وأصبحت المسألة واضحة؟
– نعم، لم تصبح واضحة فحسب بل موجبة وموحية وذات دلالات، والشارع لم يخرج مناصراً لحزب أو حكومة بل من أجل السودان والدولة والكيان الوطني وإرسال رسالة واضحة للجميع أن من يحاول اقتطاع أي جزء من السودان أو يدس أنفه في الشأن الوطني سيلقنه الشعب درساً.
* ما المطلوب من الحكومة لتعزز التقاءها مع القوى السياسية على أجندة وطنية؟
– هناك لجنة عليا للاستنفار والتعبئة ولجان لإدارة حوار وطني مع القوى السياسية، وهناك موقف متقدم للقوى السياسية عبّرت عنه بمعظمها الغالب إلا فئات قليلة، وهناك الآن تحديات اقتصادية لابد أن يتوافق حولها الناس مثل التوافق على دعم القوات المسلحة ومدها بالرجال والمال، لابد من توظيف هذه الهبة الشعبية في زيادة الانتاج والموارد، والحكومة والمواطنين مطالبين بمضاعفة الجهد لزيادة مواردنا الاقتصادية.
* البلاد تواجه تحديات الحرب، وتحديات الاقتصاد في ذات الوقت؟
– التحدي واحد، وحينما تتفجر في المواطن روح المقاومة والتحدي تصنع المعجزات، والقوى الاجتماعية التي خرجت ليست كلها مشغولة بقضايا السياسة بل قضية الكرامة والسودان القوي، ومن واجبها أن تسعي لمضاعفة الجهد للبناء الاقتصادي، ومثلما يخرج الشباب طوعا لمعسكرات التدريب يمكن أن يخرجوا للبناء في الزراعة والصناعة والتجارة لتستطيع البلد أن تتقدم وتحارب وتدافع في ذات الوقت.
* هل هناك رؤية واضحة للخروج من أزمة الاقتصاد؟
– نعم، وتقوم على مراجعة الأولويات وفق البرنامج الثلاثي، علينا أن ننوع صادرتنا من الزراعة والثروة الحيوانية ووضعت أهداف محددة للصادرات، وبني البرنامج على محاور تقليل الواردات والصرف وترتيب الأولويات لنتحول من مجتمع الاستهلاك إلى مجتمع الاقتصاد الحقيقي، والمعالجات وضعت الآن لحجب بعض مظاهر الإنفاق الاستهلاكي في الحكومة وغيرها.
* استراتيجية العدو خوض حرب استنزاف بتدمير منشآت هجليج؟
– العدو يعلم أنه لا يستطيع أن يخوض حرباً عسكرية مباشرة، لكنه يخطط لخوضها هكذا، ويسعى لحرب اقتصادية تبدّت بمحاولات تعويق الموسم الزراعي الماضي في جنوب كردفان والنيل الأزرق وتخريب المحاصيل التي أنتجت، ثم تمثلت في رمزية الهجوم على هجليج التي يعلم القاصي والداني أنها أرض سودانية صرفة ومرافقها النفطية سودانية صرفية بموجب قسمة الأصول التي جرت بيننا وحكومة الجنوب، والتركيز على تخريب هذه المنشآت يكشف أنهم يسعون لشل القدرة الاقتصادية للبلاد ويحسبون أن هذا سيدفع الشارع للثورة.
* هل هناك تخريب كبير؟
– يجري الآن حصره وستعلن التفاصيل عنه في الساعات القادمة، والفرق الفنية منذ اكتمال التحرير تقوم بالحصر، وشمل التخريب بعض أنظمة التشغيل في المنشآت وإشعال الحرائق في أجهزة التوصيل، ونقول إن هذا الدمار ستجري المطالبة بالتعويض عنه وفق القانون الدولي وفي وقت قريب سيعلن عن تأثير هذه المحاولات على شبكة النفط.
* خطاب جوبا قبل التحرير وبعدها مرتبك، شروط ثم تراجع، كيف تقيّمه؟
– هو خطاب الإحساس بالجرم، الشخص الذي يتملكه شعور أنه يتصرف تصرفاً خاطئاً ليس له حجة وما يبرره، تصرف الجهة التي لا تملك رؤية وهم الآن ألحقوا الضرر بأنفسهم وشعبهم، وحينما نقول إن ما يجري هو خدمة لأجندة خارجية فنحن لا نلوي عنق الحقائق وإلا كيف يمكن أن تقوم حكومة بإلحاق الأذى بمواطنيها وإيقاف شريان الحياة الأساسي ولا مورد لهم سوى عائدات البترول، ولم يكتفوا بذلك بل سعوا لتدمير المنشآت في هجليج ليلحقوا الضرر بالمواطن في السودان.
* هناك من يقول إن جوبا مرتاحة وليست هناك مطالب تنمية في الجنوب تضغط على الحكومة هناك؟
– هي ليست خاسرة بمعنى أنها حينما تنفذ أجندتها المرتبطة بالخارج وتركز على إسقاط النظام وتبديل هوية السودان ولا تهتم وتضع اعتباراً للمواطن، لكن ليس صحيحاً أنها لا تخسر، خسرت خسراناً مبيناً، خسرت المواطن الجنوبي والرأي العام الإقليمي والدولي، وهي معزولة بفعلها هذا وستكون هناك آثار في الجنوب في الجانب الأمني والسياسي، وخسرت حكومة الجنوب حينما أدانت المنظمات الإقليمية والدولية اعتداءها على هجليج وطالبتها بالانسحاب.
* يقال عدو عاقل خير من صديق جاهل، كيف يمكن الوصول لسلام مع حكومة غير عاقلة؟
– الوصول لسلام يتطلب طرفا يعرف قيمة السلام، وسلوك الحركة وحكومة الجنوب يؤكد أنها تسير باتجاه يناقض حركة السلام، ولولا وجود القناعة الراسخة بالسلام من جانب الخرطوم لما أمكن تنفيذ اتفاقية السلام، وسجل الحركة في تطبيق اتفاقية السلام أنها لم تكن حريصة وكانت تضع العقبات خطوة بعد خطوة وبعد الانفصال سجلها في مفاوضات أديس يؤشر أنها غير راغبة في حل وفقدت ثقة المجتمعين الإقليمي والدولي وتنقض ما أبرمته من اتفاقات، وأصبح هذا مؤشراً أنه لا يمكن في ظل الحكومة الحالية في جوبا أن يتم الوصول للسلام.
* في الجنوب يتحدثون الآن عن المفاوضات؟
– هذه محاولة قفز على الواقع، هم خسروا في هجليج وتراجعوا تراجعاً غير منتظم، وخربوا المنشآت، وأية مصلحة يمكن أن تضعها حكومة مثل هذه في جوبا وتحرم المواطن من حاجاته الأساسية وتروعهم وتتسبب في نزوحهم بأعداد كبيرة، وتابعنا الحرب والمقتلة العظيمة في ولاية جونقلي، وحركة النزوح في الجنوب داخل الانفصال أقوى منها أيام الحرب وهذا دليل على خطل الإدارة الحالية في جوبا وتقتل مواطنيها.
* هل صحيح أنهم كانوا يريدون مقايضة هجليج بأبيي؟
– لم تكن لهم استراتيجية ولم يطرح هذا على صعيد رسمي أو غير مباشر حتى، الصحيح أنهم اندفعوا في هذا الأمر ليهربوا من قفل أنبوب البترول أمام المواطن الجنوبي، وأرادوا أن يصرفوا الغضب والغبن عند المواطن الجنوبي من هذا التصرف عبر تعبئته بأن هجليج له، وجاءت الصفعة قوية من كل المؤسسات الدولية والإقليمية وواجهتهم بوضوح أن هجليج أرض سودانية، وهذا اعتداء على أرض السودان، واتفق الجميع على مطالبتهم بالجلاء، وكانوا يحذرون حكومة السودان من محاولة الاقتراب العسكري من هجليج لأنهم سيلقنونها درساً وثبت أنهم لم يصمدوا أمام القوات المسلحة.
* يتحدثون عن تحكيم دولي وقوات دولية؟
– لا مجال لحديث عن قوات دولية على أرض سودانية تحت كل الظروف والمسميات، ونملك على أراضينا كامل السيادة، وهذا أمر غير وارد أطلقوه كمحاولة لتحسين صورتهم حينما شعروا أن يد القوات المسلحة ستمتد إلى ضربهم فاستبقوا ذلك بالانسحاب إذا قبلت الخرطوم بقوات دولية، ونرفض هذا بوضوح، والحديث عن اللجوء للمحاكم الدولية فنحن لسنا طرفاً في أية منازعات من هذا القبيل وملتزمين بالحدود التي جرى على أساسها قبول قيام دولة الجنوب وهي حدود أول يناير 1956.
* ما المطلوب من جوبا كي تتفاهموا معها؟
– أن تسحب قواتها التي تحتل بها جزءا من أراضي السودان، وأعني تحديداً الوجود العسكري للحركة الشعبية في جنوب كردفان والنيل الأزرق وهؤلاء ضباط في الحركة والحلو وعقار ضابطان برتبة عالية في الجيش الشعبي وعضوان في المكتب السياسي للحركة الشعبية، وما جرى في جنوب كردفان عدوان مباشر من دولة منفصلة تستخدم مواطنين وتجندهم في جيشها وتعطيهم السلاح والرواتب والأوامر لخوض حرب في دولة مستقلة ذات سيادة، المطلوب سحب هذا الوجود العسكري وإن لم يسحب فإن القوات المسلحة والدرس الذي عبر عنه الشارع يقول إن الإرادة الوطنية عازمة على تحرير كل شبر في هذه المناطق.
* هناك حديث عن فرض عقوبات على البلدين رغم الحديث عن الاعتداء على السودان؟
– نؤمن أن ما نقوم به دفاع مشروع عن النفس ويكفله لنا الدين والقوانين الدولية ولا مجال لفرض عقوبات على دولة وشعب يدافع عن وجوده وأمنه وحدوده ووطنه وترابه، هذا تهديد سياسي إعتدنا أن نسمعه لمحاولة إضعاف القرار الوطني وليّ ذراعه، ومن مؤشرات ما حدث في الملحمة الوطنية أنه لا مجال لمثل هذا، وما دمنا نقدم الدماء والشهداء فنحن لا نبالي إذا كان هناك ظالم يريد أن يفرض عقوبات لا يبررها عرف.
* كيف تنظرون للموقف الأمريكي؟
– في مجمله منحاز للجنوب، من خلال اللوبي في الكونغرس والإعلام والمنظمات الطوعية التي تعمل لصالح الأجندة المرتبطة بالصهيونية، قد نسمع أحياناً كلمات طيبة في اللقاءات أن الجنوب أخطأ ومطالب بالانسحاب لكننا لا نعول على مثل هذه الإشارات بل على حقنا وشعبنا وإرادتنا الوطنية.
* كيف تنظر للمشهد السياسي بعد هجليج؟
– أنا متفائل، وكل من يؤمن بالله يثق أنه يقدر الخير للإنسان في كل أحواله، ومتفائل بالمستقبل وأدعو كل أهل السودان أن يعبروا من خلال هذا التلاحم عن قدرتهم بالصمود في المرحلة وأن نتحلى بنفس طويل لنحرر أراضينا وعلينا أن نضاعف الجهد ونقفز للأمام لاستكمال مطلبات المرحلة في تحرير الأرض ومعافاة الاقتصاد وتمتين التفاهم الوطني، وأدعو المواطنين الذين يخرجون إلى ساحات القتال والجرحى ومصابي العمليات أن يخرجوا لكل التشكيلات الوطنية الأخرى ونتطلع للمزارع الذي يضاعف جهده ليوفر أمنه الغذائي وأتطلع إلى رجل الأعمال والتاجر ليسهم في توفير السلع الأساسية وزيادة صادراتنا لتوفير موارد، للرعاة والشباب أتطلع إلى علمائنا وأساتذة الجامعات وقطاعات المرأة والشباب أمامها فرصة تاريخية واسعة لتجديد قدراتها وبرامج أكثر عمقاً.
* أقامت قناة النيل الأزرق برنامجاً للشباب من المطربين ولبسوا فيه الزي العسكري، ما رأيك فيه؟
– قمة في الروعة والشعب السوداني عبر عن مخزون هائل من الصدق والعفوية والتضامن، وعن ثقة عالية بالنفس وإيمان عميق بالله، ولن نستطيع تجاوز المرحلة إلا إذا عبرنا عن هذه القيم في برنامج، وتجسد لنتفوق على نقاط ضعفنا في أدائنا المهني وأخلاقنا ونشاطنا الاقتصادي، وروح الإيمان والاستشهاد لابد أن تتحول من انفعال اللحظة لتصبح برنامجاً متجدداً يضيء نقاط الضعف في مجتمعنا لنكون أقرب لقيمنا كي نكون أقرب لله، وتابعت هذه السهرة وأهنيء قناة النيل الأزرق ونجحت في نقل نبض الشارع وما حدث في الساحة الخضراء إلى الاستديو، وهذا التلاحم الذي جمع بين القيادة والمواطن وعفوية لقاء الجماهير مع الأخ الرئيس، وعفوية حديث الأخ الرئيس عبر عن روح الإباء والتصميم، والعهد الجديد القديم المتجدد مع الشهداء ألا رجعة للوراء، وهذه رسائل ستكون لها ظلالها على علاقاتنا الخارجية وطريقة إدارتنا لحوارنا والوطني وتناولنا الإعلامي وتحرينا الموضوعية وتجافينا عن الضرب تحت الحزام ليتكسر الوطن ويفقد الناس الثقة فيما بينهم، ورسالة ما حدث أن نتسامى برؤية واضحة.
* أنتم تقودون الآن الاستنفار، وقد تم من قبل مسيرة السلام، هل اليد التي سالمت هي التي صفعت وما الدلالة؟
– دلالة أن المشكاة واحدة والقوس واحدة، نحن أمة ومنهج وبرنامج يرتبط باحترام الانسان وإحسان التعامل معه وإن اختلف معك في المعتقد السياسي أو اللون أو المصالح، وهذه الروح ضابطها الاحترام المتبادل، ومتى انتفى هذا وحدث تجاوز فإن ذات المنهج يأمرنا أن ندفع العدوان بقوة ولا تناقض أن نكون نحن من وقعنا اتفاق السلام ونحمل السلاح لنحافظ على ذات القيم التي وقعنا من أجلها السلام.
* هم تحدثوا في السابق كثيراًعن نقض العهود؟
– يكتبون فصلاً حقيقياً الآن في نقض العهود والمواثيق والتنكر لمصالح الشعب.
* هناك من يقول إن المناطق الحدودية التي يدعي الجنوب تبعيتها ليست مشكلة، فالسودان أعطى الجنوب دولة كاملة؟
– هي تحت الإدارة السودانية وستظل كذلك فهي من منظورنا سودانية ولن نفرط فيها قط ولن نسمح لأحد أن يأخذها منا عنوة، وسنحافظ على هذه الأراضي والحدود ما دمنا ورثناها في يناير 1956، وإن كان هناك مجال للتفاوض تقام البينات فهناك السجل الذي يبين ما انتهى إليه هذا الحوار ولا مجال لتبديله أو إضافة شيء جديد، وكما دام هناك عدوان فلا مجال لتفاوض.
* هل اتفاق الدوحة يمضي في مساره؟
– الاتفاق يسير في اتجاه التطبيق الفعلي، وإنشاء مؤسسات السلطة الانتقالية اكتمل وتم تدشين أعمالها ويجري الترتيب لتطبيق خطط تناقشها السلطة الانتقالية مع الحكومة المركزية وترتيب التمويل، وقمت مع السياسي بقراءة تقويمية لمسار الاتفاقية وأؤكد أن الإرادة السياسية متوافرة لتتقدم بالاتفاقية نحو نهاياتها.
* هل نحن قادرون على مواجهة سيناريو الجنوب الجديد؟
– بإذن الله، هناك الرؤية السياسية والإرادة الوطنية والدروس المستفادة من التجارب السابقة والمواطن السوداني الموجود في هذه المناطق وينظر لما يحدث في الجنوب من مصير مظلم، وهو مواطن سوداني أصيل وهذه المناطق كونت تاريخ السودان المعاصر وجبال النوبة هي ممالك تقلي ونصرة المهدية، وكيف يتحدث الناس أنها منطقة خصوصية تنافي معتقد أهل السودان، والنيل الأزرق موطن دولة الفونج التي يؤسس بها تاريخ السودان فكيف تسلخ من هذا التاريخ وتصور على أنها حالة إثنية واجتماعية مختلفة، ودارفور على دينار كانت منارة الإسلام في أفريقيا حينما كان سلاطين دارفور يفوجون الأفواج للحرمين ويقيمون الأوقاف في الحجاز ويحتفون بعلماء المسلمين، هذه المناطق لا يمكن أن تنسلخ من هذا المكون الذي أسسته.
* لكن التماسك الوطني ممتحن؟
– في كل بلد هناك صوت نشاز ومجموعات تبيع نفسها للشيطان، في أوربا وآسيا كانت في كل الدول مجموعات تنظر خارج الأسوار وترتبط بالأجنبي وتطعن من الخلف لكن عبرة التاريخ أن هذه المجموعات تنتهي، وإزدياد الوعي الآن في السودان بسبب ثورة التعليم وما تقوم به الدولة في البنى التحتية لربط البلاد وإقامة مشاريع التنمية كلها من ممسكات الوحدة الوطنية على الصعيد الجغرافي وتحريك المكونات الإسلامية، وعلى صعيد ممسكات الوحدة السياسية بما يطرح من رؤية في تجربة إشراك المواطنين في إدارة شأنه عبر الحكم الاتحادي دون أن ينفصل أو يتقاطع مع إدارة السودان كله.
* ما رسالتك للإعلام؟
– الإعلام أداة تنوير واستنهاض همم إذا وظفت بموضوعية ومسئولية القلم عظيمة وتقتضي الضمير المهني والموضوعية والنصيحة التي يمكن أن تعين في تصحيح المسار، وأرى أن أداءنا الإعلامي يقوم ويقع بين محاولة الموضوعية أو تصفية الحسابات وخدمة الأجندة التي لا تصب بالضرورة في خدمة الأجندة الوطنية، لكن ما حدث في الأيام الأخيرة يجعلني أعتقد أنه يمكن صياغة منظومة إعلامية ليس مطلوباً منها التطبيل للحاكم والحزب بل الموضوعية، ومحكمة الوعي الوطني عند المواطن فوق كل ما نحاول وندبر وأنا واثق أن وعي المواطن يمكنه من الميزان الدقيق الذي يزن به المسائل، ولا أخشي حرية النقد.
* أنت راض عن الأداء الإعلامي؟
– ليس بالضرورة، في بعض الجوانب ربما بسبب أن توصيل المعلومات ليس بالقدر الكافي، وقدرة الأجهزة الحكومية على توصيل ما تقوم به للرأي العام بالمستوى المطلوب لست راضياً عنه، وهناك عدم حرص على تحري المعلومة الصحيحة، هناك خلط واجتزاء في المعلومات أحياناً.
[/JUSTIFY]

الراي العام

تعليق واحد

  1. سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . سُبْحَانَ اللّهِ وَ بِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَ اللّهِ الْعَظِيم.سُبْحَانَ اللّهِ ، والْحَمْدُللّهِ ، وَ لا اِلهَ اِلَّا اللّهُ ، وَ اللّهُ اَكْبَرُ ، وَ لا حَوْلَ وَ لا قُوَّةَ اِلَّا بِاللّهِ. لا اِلهَ اِلَّا اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ.لا إله إلاَّ اللَّه وحدَهُ لا شرِيكَ لهُ ، اللَّه أَكْبَرُ كَبِيراً ، والحمْدُ للَّهِ كَثيراً ، وسُبْحانَ اللَّه ربِّ العالمِينَ ، ولا حوْل وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ :اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ، وَارْحَمْني ، وَعَافِني ، وَارْزُقني. «سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحْمدِكَ ، لا إلَه إلاَّ أنْتَ ،أسْتَغْفِركَ وأتُوبُ إلَيْكَ ».اللهم صل و سلم على سيدنا محمد