الأدوية المهدئة قد تسبب الإدمان
ويؤكد خبير إدمان الأدوية بالمركز الألماني لأبحاث الإدمان (DHS) روديغر هولتسباخ على أهمية استفسار المرضى من الطبيب المعالج عن طبيعة الآثار الجانبية للأدوية الموصوفة لهم، لأنه دائماً ما يواجه المرضى خطر إدمان الأدوية، لا سيما عند تناول النوعيات التي يظهر تأثيرها النفسي على نحو سريع.
ويطلب هولتسباخ من الطبيب والمريض، أن يتساءلا مباشرة إذا ما شكا المريض من بعض الأعراض كاضطرابات النوم، والمخاوف مثلاً عن ما إن كانت الأدوية وحدها تكفي في التخلص من هذه الاضطرابات.
وأضاف هولتسباخ “على الرغم من أن هذه الأدوية تكفي أحياناً في علاج مثل هذه الاضطرابات بالفعل، فإن أغلب الاضطرابات النفسية تستلزم تغيير أوضاع الحياة المتسببة في حدوث مثل هذه الاضطرابات من الأساس، كي تتحسن حالة المريض على نحو جيد”.
وشدد الخبير الألماني على أنه من الأفضل التفكير في وسيلة أخرى تساعد على الحد من هذه الاضطرابات، كالتوجه للعلاج النفسي مثلاً رغم بعض الموانع الاجتماعية التي تحول دون اللجوء لهذا الحل.
وانتقد رغبة بعض المرضى باللجوء للأدوية والإكثار منها لتفادي اللجوء إلى معالج نفسي لمناقشة مشاكل حياتهم الشخصية معه.
وأشار هولتسباخ إلى أن جسم الإنسان يتعوّد على الأدوية النفسية بشكل سريع، سواء أكانت من مشتقات (البينزوديازيبين) أو من غيرها مؤكداً أن كلا النوعين يؤثران على المنطقة نفسها بالمخ، مما قد يؤدي إلى الإدمان.
وأوضح أن تأثير هذه الأدوية في تهدئة الأعصاب والتقليل من الشعور بالخوف يتلاشى مع كثرة استخدامها، وتظهر الأعراض القديمة من جديد بعد مرور بضعة أسابيع من تناولها.
وإذا توقف المريض عن تناول هذه الأدوية، فغالباً ما يقوم الجسم باستجابات مضادة تجاه ذلك، حيث تزداد شدة الأعراض على نحو أقوى من ذي قبل، ومن ثمّ يضطر المريض لتناول الأدوية من جديد، وهذا “يؤدي إلى الاستمرار في تناول هذه الأدوية لفترات زمنية طويلة”.
وأوضح هولتسباخ أن الأمر “لا يتطور إلى الإصابة بإدمان حقيقي سوى لدى جزء ضئيل جداً من المرضى، الذين يزداد احتياجهم دائماً إلى جرعات أكبر من الدواء”.
وأردف بأنه لا يتم اكتشاف الإدمان في أغلب حالات المرضى الذين يتناولون الأدوية لفترات طويلة، لأن “الطبيب لا يرى أن هناك مشكلة نظراً لالتزام المريض بالجرعة المحددة وعدم زيادتها”.
كما أن التغيرات التي تطرأ تدريجياً على المرضى، مثل فقدان الدافعية وتدهور الكفاءة الجسدية وضعف التركيز، لا يتم النظر إليها في الغالب باعتبارها آثار جانبية للأدوية، وإنما ظواهر طبيعية مصاحبة للتقدم في العمر.
ويشير الباحث الألماني غيرد غلاسكه إلى أن معدل استخدام النساء للأدوية المنومة ومهدئات الأعصاب ومضادات الاكتئاب يفوق معدل استخدام الرجال لها بشكل كبير، ويحذر من أن الإكثار من هذه الأدوية يُمثل خطورة صحية على الإنسان من الناحية الطبية.[/JUSTIFY]
الجزيرة نت