مصطفى الآغا

عندي رسالة ؟؟؟


عندي رسالة ؟؟؟
مؤخرا سافرت في رحلة طويلة بالطائرة … خبر عادي ولغير مهم لأن معظم خلق الله يسافرون بالطائرة … ولكن القصة أنني من النوع الذي لا ينام نهائيا خلال السفر ( ليس خوفا من تحطم الطائرة لأن الإستيقاظ لن يمنعها من التحطم لا سمح الله ) ولكن هذا طبعي وحقيقة أحسد من يجلسون أمامي وقبل أن تبدأ النشرة الأرشادية للسفر تراهم ” يشخرون ” وكأنهم لم يناموا منذ سنة … ولهذا أقوم بقراءة عشرات المجلات والصحف المتواجدة في الطائرة إمّا لأني مهتم أو فعلا لتضييع الوقت حتى الوصول …

وبما أن جمهور هذه الأيام يعرف نانسي عجرم أكثر من غابرييل غارسيا ماركيز ويعرف جورج كلوني أكثر من معرفته بإبن خلدون لهذا تسرح وتمرح الصحف والمجلات بالمساحات الكبيرة المخصصة للإعلاميين والفنانين والناس المشهورة أو ( الحلوة ) لأن الجمهور عايز كدة على مايبدو …

والغريب أن كل هؤلاء اجتمعوا على عبارة واحدة قرأتها خلال رحلتي الطويلة …. وسأقول لكم العبارة لاحقا ” بعد ما نشّف ريقكم ” …

فمن مذيعة لم تبدأ رحلتها نحو الشهرة والنجومية وأهم مافيها ” هو طلتها البهية ” إلى راقصة شرقية معتدة بفنها الذي يهز عقول وألباب الرجال والسيدات على حد سواء إلى شاعر ” نص كم في عز البرد ” يكتب الشعر الحديث الذي يتحدث عن المطر الدالف على شرفات الأقبية الحانية على اكتاف الوطن والنابعة من جذور الورد المتجذرة في انحناءات أقواس قزح التي نراها من فوق أساطيح منزلنا العتيقة إلى مطرب للافراح والليالي الملاح يغني للفواكه والأطعمة المحفوظة الصالحة والمنتهية صلاحيتها وكلهم يقولون في لقاءاتهم الصحفية والتلفزيونية أنهم توجهوا للفن أو الإعلام أو الرقص لأن لديهم رسالة ؟؟؟ نعم لديهم رسالة يودون إيصالها للجمهور ” المتلهف لقراءتها ” والذي لا ينام الليل بناتظار معرفة فحوى هذه الرسالة المهمة … ولم أجد فيهم أي جرئ أو متفلسف ليخبرنا بفحوى هذه الرسالة ” المهمة ” وأحترم المطرب الشعبي ” سعد الصغيّر” والذي شاهدته بالصدفة وانا اقلب القنوات وهو يقول لأحد الزملاء أنه يقر ويعترف أنه يمارس الفن ” عشان أكل العيش ” وليس لديه لا رسالة ولامن يحزنون وهو يقر ويعترف أنه أخطأ عندما ” هز وسطه ” ووجد أن هذه الهزة هزت مشاعر البعض فيما قلده العشرات من الشبان والمطربين لأنهم وجدوا فيها ” صرعة جديدة ” نراها في العديد من الأفلام والإغاني والأفراح ….

لم اعرف لماذا لا يكون أصحاب هذه الرسائل بسيطين مثلنا ويقولون أنهم يمارسون الفن أو التقديم التلفزيوني حبا بالشهرة أو المال وما هو الغلط في ذلك ؟؟ هل هو عيب أن يكون الإنسان مشهورا أو لديه المال وهل بالضرورة يجب أن يكون حامل رسالة كي يغني أو يرقص وهل الجمهور بالسذاجة التي يتوقعها البعض ويصدقوا ان الجمهور يصدقهم ؟؟؟

الثورات العربية كلها تُطالب بالشفافية ونحن أبعد مانكون عن هذه الشفافية التي نتغنى جميعنا بها ونادرا ما نمارسها …

انظروا في المرآة واصدقوا أنفسكم القول .. هل انتم شفّافون أم لا ؟

[email]Agha2022@hotmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. يسلم فمك وضعت النقاط فوق الحروف
    لكن السوال بجد صعب الاجابه عليه لكل الناس إلا ……….