الزوجة الصغيرة .. الدلال وراحة البال .. ومتاعب الغيرة

نار الغيرة
تعترف أشواق (ضاحكة) انها عاشت أيامًا من الدلال لا توصف بحكم انها الزوجة الصغيرة وقالت ان زوجها يحرص على تلبية كل متطلباتها مضيفة ان الغيرة من طبع النساء وقد فُطرن عليها ولا يمكن إنكارها، فبرغم الدلال وراحة البال التي احظي بها إلا إن نار الغيرة تجد طريقها الى قلبي كلما وجدته مع زوجته وأطفاله حوله، وبما انني في سنوات زواجنا الأولى فإنني اعمل جاهدة على التعامل بشفافية وإقناع نفسي بأنني المقربة الى قلبه دون شك كذلك لا اعمل على إثارة المشكلات وتزيد في القول بان غيرتها على زوجها ازدادت بعد الزواج بطريقة كبيرة ولكن المرأة الذكية هي التي تستطيع إخفاء غيرتها.
لعب بالمشاعر
فيما يرى الأستاذ محمود العجب/ معلم ان هناك صنفًا من الرجال يجبر المرأة على الغيرة من ضراتها باللعب بمشاعرهن او بتجاهلها برغم قناعة الكثيرات بالتعدد وهناك رأي واسع الانتشار في مختلف المجتمعات يكاد يكون صورة نمطية من صور التفكير الاجتماعي مضمونه أن النساء يمارسن انفعال الغيرة أكثر من الرجال سواء في غيرتهن من بقية النساء أو في غيرتهن على أزواجهن لذلك فالغيرة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالنساء والمجتمع به قصص وروايات لغيرة النساء من الزوجة الصغيرة تصل الى حد الانتقام بصور غريبة لا يتصورها العقل.
الرجل هو السبب
و تؤكد سهام عمر/ موظفة ان الرجل في الغالب هو الذي يشعل نار الغيرة بين الزوجات من خلال إخفاقه في التعامل بعدل في الناحية المادية والمشاعر والأخيرة حسمها الرسول الكريم باعترافه بالميل القلبي ولكن ما نشاهده اليوم من سلوك بعض الأزواج من خلال سعيه لإرضاء الصغيرة ويخفي عن الأخريات فقد يشتري للصغيرة ذهبًا ويخفي عن الاخرى خوفًا من إثارة المشكلات كذلك نجد الكثيرين لا يساعدهم وضعهم المادي على إيفاء كل الاحتياجات فتظهر المشكلات ونار الغيرة والصغيرة مهما تدللت فهي تكتوي بنار الغيرة الصامتة وهي اشد فتكًا بالحياة الزوجية فقد تعيش قلقاً مزمناً عندما تتخيل أن زوجها من الجائز وبمرور الأيام أن يرجع ويستقر مع الزوجة الأولى وتبقى هي في دائرة النسيان والإهمال وان يكرر تجربة الزواج مرة أخرى والغيرة إذا تجاوزت حدودها فستعكِّر صفو الحياة الزوجية والأسرية و تؤدي إلى زعزعة الثقة بينهما و قد تؤدي إلى الطلاق.
تطويع
وتقول آمنة مصطفى/ ربة منزل ان بعض الزوجات يتصرفن بطريقة سلبية تدفع الزوجة الصغيرة الى الغيرة وإثارة المشكلات داخل الأسرة كما أن النساء يتفاوتن من حيث التعبير عن الغيرة تفاوتاً كبيراً فبينما نجد بعض النساء تعبر عن غيرتها بالبكاء فقط أو بالحزن القلبي أو بالضيق نجد أن هناك من وصل الحد بها إلى قتل الزوج أو قتل الضرة أو محاولة قتلهما والزوج الحكيم يمكنه تطويع غضبهن وغيرتهن وخلق نوع من التوازن في علاقاتهم الزوجية.
مشاعر طبيعية
وتعرف الاستاذة سهام قنديل المتخصصة في علم النفس الغيرة بأنها إحدى المشاعر الطبيعية عند الإنسان مثلها مثل الألم والغضب وغيرها ولا تصل الى درجة المرض إلا إذا خرجت عن وضعها الطبيعي وهي صفة موجودة في الرجال والنساء سواء ولكنها غريزة نسائية تظهر في أعراض نفسية متنوعة منها الغضب والشعور بالنقص. أما المظاهر الجسمية للغيرة فتتمثل بنقص الوزن والصداع والشعور بالتعب أما غيرة المرأة من ضرتها أو من ضراوتها فهذا محور الغيرة وقطبها فإذا كانت الغيرة عند المرأة هي لبّ الغيرة فإن غيرة المرأة من ضرتها هي لب غيرة المرأة، و تختلف هذه الغيرة شدة وعكسها باختلاف النساء وباختلاف العوامل المؤثرة في الغيرة فقد تشعر الزوجة الصغيرة بشيء من الدلال وراحة البال في أول حياتها ولكنها لاحقًا قد تشعر بنار الغيرة في حال إذا شعرت أن زوجها يوجه اهتمامه الى أطفاله أو زوجته.
رأي الشرع
رأي الشرع كان واضحًا في الغيرة.. هذا ما أفادنا به مولانا محمود الكباشي الذي اكد ان الله جُبل النساء على الغيرة من الضرائر ولم يسلم من هذا حتى النساء العظيمات وهنَّ أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وقد غارت عائشة من ذكر الرسول »صلى الله عليه وسلم« للسيدة خديجة بعد وفاتها وهذه كلها غيرة فطرية ومحمودة شريطة ألا تخرج عن حد الاعتدال كي لا تصبح عدوانا على حقوق الآخرين.
[/JUSTIFY]

الانتباهة – منى النور