منوعات

جلسة حلوة مع ملك «البسيمة»” شوشة ” … نعم هي ابتكاري الخاص


[JUSTIFY]ما لهذا الأستاذ الجامعي يتحوّل عن مهنته الأساسية ويشتغل بصناعة الحلوى؟!
أما راق له أن يكون شغوفاً بالتربية الرياضية التي تدرج في محافلها ومدرجاتها بين مصر والسودان؟ أم هناك علاقة بين الرياضة والحلوى؟!
إنها جلسة مشبعة بالسمن والعسل، دسمة بالمكسرات، غنيه بمستخلصات الفواكه والبيض، منثور على وجهها المغري الجذاب الجوزة. وأسرار المهنة تكمن في المقادير والأنامل الفنانة التي تجيد الطهي والإعداد.
لم لا، والرجل الذي جلست إليه مستضافاً عنده، أستاذ جامعي سابق.
كانت الجلسة بمحله المتواضع بحي البوستة بأم درمان اشتهر «شوشة» في ذلك المكان بحلويات البسيمة. وحلويات أخرى، لكن البسيمة في المقدمة وحكى عنها المثير. «وشوشة» هو حسن محمد أبو الشوش من مواليد بربر 1940م، تلقى دراسته بمصر وحصل على دبلوم رياضة من المعهد الأولمبي وعلى دراسات عليا من المعهد العالي للتربية الرياضية بأبوقير، وأخرى تخصصية في كرة اليد ببورسعيد، ودراسات في المدربين الدوليين، عمل أستاذاً مساعداً في جامعة عين شمس كلية الآداب، ثم نال دراسات في العلاج الطبيعي. كل ذلك أهّله فيما بعد لكي يعمل أستاذاً للتربية الرياضية بجامعة الأحفاد عند عودته للسودان.
لم يكتفِ «شوشة» بذلك وإنما تخصص في مجال آخر كان على موعد أن يختتم به حياته بعد التقاعد من الجامعة ألا وهو دراسات في التغذية والحلوى والتي بدأ يعمل فيها بشكل نهائي وإجادة عام 1980 واشتهر بها أكثر حتى يومنا هذا. استقطعت جزءاً من وقته في العمل وهو يستقبل زبائنه ومحبي البسيمة والبقلاوة وحلوياته المتعددة التي يصنعها لأوجه له سؤالاً:

ــ شنو حكايتك مع البسيمة ومتى بدأتها بعد هذا الانقلاب من التربية الرياضية للحلويات؟
أجاب:
في 1979م كان المرحوم الضو حجوج «الله يرحمه» مخزِّناً «جوزة».. تقريباً الوكت داك كانت قيمتها حوالى ستين ألف جنيه.. أيام الجنيه كان جنيهاً. البنك أنذر حجوج حيث كان يخزن له الجوزة بأن مدة الصلاحية أوشكت أن تنتهي وهذا يهددها ويؤدي لإبادتها.
جاني حجوج وشاورني في هذا الأمر.. أنا أخذت عينة من الجوزة وعملت منها عشرة أصناف.. أخذ حجوج هذه الأصناف وعقد اجتماعاً مع بغدادي وشيخ العرب فضل الله.. استقر رأي حجوج على البسيمة والجوزية.. أشادوا بيها جداً وأعجبتهم خالص. ومنذ ذلك التاريخ اشتغلنا «بسيمة».. كنّا نعمل في اليوم «120» صينية كبيرة.
«60» لكرم كافيه بالخرطوم.
«60» لكرم كافية بالخرطوم بحري. وهي محلات مشهورة استمر هذا العمل حتى أنقذنا المخزون ومن بعده جاني حجوج وسلم لي في رأسي وقال لي:
الـ «60» ألف دي كسبنا من وراها «60» ألف أخرى.
حنعمل بيها مصنع طحنية.
ــ معنى ذلك يا أستاذ أن البسيمة وجدت قبولاً جماهيرياً وشهرة وأنت أول من أدخلها السودان؟.
نعم هي ابتكاري الخاص وكانوا في البدء يسمونني ملك البسبوسة.
ــ من أين جئت بها؟
هي مصرية لكنها تختلف عن بسيمة بورسعيد
ــ ومن أين جئت بالخبرة؟
أنا عملت دراسات في التغذية والحلويات وبعد التدريس عملت حلواني مع حلواني العاصمة علي السيد الكوباني.. ثم عملت أيضاً بمحلات كرم كافيه مع المرحوم الضو حجوج ثم أيضاً مع المرحوم حسن سليمان.
وبعد النجاح مع كل تلك التجارب أخذت محلاً من الدكتور علي بدري في عمارته بحي البوستة أم درمان قُرب مستشفى التجاني الماحي وبدأ العمل يتوسع بتوفيق من الله كان ذلك في بداية 1980.
ــ واضح أن لهجتك مصرية يا شوشة وحسب الشكل أيضاً يظن المرء أنك مصري؟
أنا سوداني كما ذكرت، ولكن درست في مصر وزوجتي الأولى تزوجتها في مصر وهي ابنة الشيخ محمد الشافعي الدواخلي وهو خريج الأزهر. عندي منها ولد وبنت.. الولد ربنا يرحمه والبنت الآن بمصر متزوجة ولها أولاد، ربنا يخليهم ويبارك فيهم. أما زوجتي الثانية فهي من السودان وهي بنت الشيخ عبدالمتعال موسى أول ناظر لمدرسة حلفاية وكان مسؤول الإرشاد بسجن كوبر.
{ وأنت الآن في هذا الدكان الصغير بحي البوستة بعد هذه النجاحات ما هو طموحك؟
«أخدني شوشة بعد هذا السؤال وفتح لي مخزناً بالقرب منه يستأجره «4*4» وبداخله أفران ومعدات مخزّنة وقال لي:«سافرت الصين وجلبت هذه المعدات الحديثة طموحي لن يتوقف.. لدي دراسة جدوى لمصنع حلويات.. تعبت وراء الحصول على قطعة أرض لهذا الغرض وما زلت أنتظر».
ثم عدنا للدكان الصغير وكان الزبائن في انتظاره.. كانت البسيمة في المقدمة والكنافة بعدها، بعض الزبائن المداومين يتناولونها محلياً، وآخرون سفري ولاحظت أن هناك منافساً خطيراً للبسيمة هو «البقلاوة».. يجيدها أيضاً بأسلوبه الخاص.. ولكل تلك الحلويات قصص وحكايات مثل قصة البسيمة مع «شوشة» .. نجد بعضاً منها في فقرات هذه الصفحة.
لكن شوشة يطل علينا بنشاطه المميز وخبرته من خلف البسيمة المحبوبة جداً عند الأطفال والكبار والمسؤولين والرياضيين فكان لابد من سؤال آخر له:
ــ من هم أميز زبائنك.. ومَن مِن الناس يحبُّ بسيمتك أكثر أستاذ شوشة؟
أجاب:
حي البوستة كلها زبائن عاشقون للبسيمة، زملائي وتلامذتي من الأحفاد ومن الرموز القدامى منهم المرحوم الدكتور عون الشريف قاسم والمرحوم العميد أزهري خليل وأسر كل هؤلاء وكذلك محمد أحمد سليمان، والمرحوم محمد البشرى وأيضاً رياضيون وفنانون.. إحدى الفنانات كانت تحضر وتحمل لأبنائها خمس صواني من حلوياتي. ومن الرياضيين جكسا وأبناؤه والمرحوم محمد علي زروق وإداريو الهلال ومن المريخ دلدوم ومن الفنانين إسماعيل حسب الدائم والمرحوم إبراهيم عوض.. هم كثيرون لا أستطيع حصرهم.
ــ حدثنا يا سيد شوشة عن مكونات البسيمة؟
هي وجبة غذائية كاملة تحتوي على السكر والبيض واللبن والسمنة، السمنة بالمناسبة بلدية خالص ولكن أخلطها بزيت نقي حتى لا تؤثر على الشرايين ثم من بعد ذلك دقيق.. طبعاً الفنيات والدقة تكمن في المقادير والأنامل التي تبدع في الإعداد ودرجة الحرارة.. الخ.
شوشة الحوار معه لذيذ ويعمل في إطار «65» صنفاً حسب قوله من الحلويات فيها حلويات المولد. لكنه اشتهر بالبسيمة ويعود له الفضل في أنه يحلي مجالسنا ويفرح الأطفال بها وبغيرها.
وأخيراً فإن للحلوى قصصاً وطرائف وتاريخاً ووراء كل صنف حكاية.[/JUSTIFY]

الانتباهة


تعليق واحد

  1. يالله رجعتونو للطفوله كنت استمتع جدا بتناول حلويات عم شوشه فى اجازاتى وكانت والدتى تشترى منه السمن عند رجوعنا لارض الاغتراب .. زكريات جميله والراجل دا فنان جدا فى البسيمه والباسطه مادعايه ليه لكن بجد خطير يديه العافيه والصحه