رياضية

الراحل عبد المجيد كان الرجل الرقم والانسان العلم وقمرا منيرا من اقمار الهلال

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله بسم الله الذي خلق الموت والحياة وجعل الظلمات والنور والحمد لله علي ما اعطي وله الحمد علي ما اخذ وله الامر في الدنيا والاخرة وله النشور.

اما بعد:
اخوتي اعضاء لجنة احياء ذكري راحلنا العزيز عبد المجيد منصور الاخوة الحضور الاجلاء
ابنائي وبناتي الاعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم جميعا اخوتي واحبائي وابنائي وبناتي في دار الهلال العامرة باهلها، والشامخة بعزها، والشاهقة بمجدها، الحافظة لقيمها ومبادئها الراسخة، والضاربة بجذورها في اعماق الثري، والصاعدة بفروعها الي رحاب الثريا احييكم اليوم وانا اقف بينكم تحيط بنا جدران هذه الدار الحبيبة الي نفسي والقريبة الي روحي وقلبي ولقد دخلتها اليوم وانا متنازع وموزع بين مشاعر وتختلط وتضطرب ما بين الشوق والحنين والاسي والحزن الدفين اما الشوق والحنين فهو الي اركانها وجدرانها التي شهدت كل ايامنا افراحا واتراحا وشاركتنا حلوها ومرها وتساقينا سويا شهدها وعلقما اكوابا واقداحا واما الاسي والحزن الدفين فهو علي رحيل نخبة مصطفاة ومنتقاة من اهل هذه الدار تخيرها الموت والموت نقاد يختار الجياد ومن بين هؤلاء اخي وصديقي ورفيقي في بلاط الهلال عبد المجيد منصور.
DSC 0182 هذا الرجل الرقم والانسان العلم الذي نقف اليوم امام ذكرى رحيله الاولى نسترجع ماضي ايامه التي انقضت عجلى وقد كان بيننا كوكبا مضيئا وقمرا منيرا من اقمار الهلال ذات السحر والجمال والجلال.

نقف اليوم ايها الاخوة الاعزاء امام ذكري هذا الرجل الذي عاش حياته بروح متسامحة او نفس متصالحة تعبر عن ذاتها ببساطة صوفية رقيقة وتلون خلجاتها قيم هلالية عميقة وترسم سماتها نخوة جعلية عريقة.

فكان وسطا بين اللين والشدة تراه في مواطن القوة اسدا هصورا وتجده في مواضع اللطف والعطف هينا ودودا اما في البذل والكرم فتجده مثلا شرودا وكانه المعني بقول الشاعر:

له نار تشب علي ارتفاع

اذا النيران البست القناعا

ولم يكن اكثر الفتيان مالا

ولكن كان اطولهم ذراعا

ايها الاخوة الحضور:

ان ذكري رحيل اخي عبد المجيد منصور بكل ما فيها من حزن ولوعة الا انها تمثل بالنسبة لي سانحة طيبة اتحدث فيها عن هذا الرجل الذي اعرف عنه فوق ما تعرفون واحزن علي فراقه اكثر مما تحزنون فقد تزاملنا سويا في خدمة البلاط الهلالي وكنا كفرسي رهان تسابقنا بعيدا وتزاحمنا كثيرا وتخاصمنا كثيرا ولكن كل هذا التزاحم والتخاصم لم يخرج في يوم من الايام عن اطار الاخلاق الهلالية التي تفصل ما بين الخاص والعام وتحفظ ما بيننا من اخوة واحترام، فلم يكن الخصام بيننا علي منفعة ذاتية، او مصلحة شخصية، بل كان خصام افكار وجدال مناهج وحوار بحث عن الطرق المؤدية الي الغاية المشتركة والمتفق عليها وهي مصلحة الهلال العليا لهذا فلم يعلق بالنفوس شيء من غيرة او حسد او مرض من الامراض التي تلازم خصام هذه الايام وهذا العصر الذي اصبحنا فيه غرباء وحقيقة نعاني غربي الروح عصرا وزمانا فيه تشتعل نيران الخصومة بين ابناء البيت الواحد فلا يطفئها صفح طرف من اطراف النزاع متسامح ولا يخمد لهيبها راي محايد ناصح.

وقد عاش اخي عبد المجيد في اخر ايامه شيئا من ويلات هذا الزمان الغريب فزادته حزنا والما علي الامه كيف لا وقد كادت بعض الخصومات ان تفضي به الي ساحات المحاكم برغم حالته الصحية كما ان بعض العبارات القاسية والكلمات الجارحة النابية التي ظل يسمعها هنا وهناك والتي لم يعهدها في مجتمع الهلال ولربما صار رحيل صديقي بكل هذه الجراح والمواجع والفواجع عظة لمن اراد ان يتعظ وعبرة لمن اراد ان يتعظ وقد صدق من قال:

بكيتك اخي بدمع عيني

فلم يغني البكاء عليك شيئا

وكنت في حياتك لي عظات

وانت اليوم اوعظ منك حيا

عذرا اخوتي وابنائي وانا اتحدث بهذه النبرة الحزينة وهذه اللغة المفعمة بالاسي والحسرة فمن اين لي عبارات الفرح وومضات الامل والالم يعتصرني علي حال الهلال؟؟؟

فماذا تنتظرون مني ان اقول لكم في ذكري رحيل قاهر الظلام وقد كانت اخر امانيه ان يري بطولة بدار الهلال فرحل حلم الرجل مع نفسه وتواري في التراب بل ماذا تنتظرون من محارب قديم مثل عاش الهلال حبا وصفاء وعرف الهلال صدقا ووفاء.

نعم عرفت الهلال منارة للوفاء ودوحة للاخاء والمودة والتصافي وعرفت الهلال امة وشعبا يجمعه الحب بين الرئيس والمرؤوس وبين المسئول والجمهور وبين المدرب واللاعب والكل يعمل في وئام وانسجام من اجل غاية واحدة هي رفعة الهلال العظيم.

فلماذا تجبروني وامثالي من جيل الامس ان نعرف خلاف ما عرفناه وان نتعلم جديدا ما الفناه؟؟

كيف كنا ايها الاخوة الاجلاء والابناء الاعزاء واين نحن اليوم؟؟ اين نحن اليوم سؤال يهيج الاشجان ويبعث الاحزان واترك لكم الاجابة عليه، ولكني لا اود بل اخشي ان يجبرني الحال الي القول الذي قاله دريد بن الصمة:

امرتهم وامري بمتعرج اللوي

فلم يستبينوا النصح الا ضحي الغد

وهل انا الا من غزية ان غوت غويت

ان ترشد غزية ارشد

وكم هو كثير ومثير ما يمكن قوله في ظل هذه الظروف ولكن بفمي ماء ـ كما يقولون ـ ولربما حانت ساعة اخري للقول والحديث ان كان لابد من كلمة فاني اهمس بها في اذن ولاة امر الهلال اليوم ولهم اقول: عليكم بجمهور الهلال عليكم بجمهور الهلال عليكم بجمهور الهلال تحسسوا رغباته واعملوا علي تحقيقها فانتم لستم حكامه بل خدامه والجمهور هو سلاحكم الذي به تقاتلون وهو حصنكم الذي تحتمون به فلا تجرحوا مشاعره بعبارة جارحة ولا تكسروا خواطره بتصرف احمق وقرار اخرق.

اما انت اخي عبد المجيد فلتهنأ بجوار رب غفور رحيم ولتنعم بجزاء ما قدمت يداك من خير وبر وفير وفي حقك يحضرني قول الشاعر:
mageed 0233

فلا جزع ان فرق الدهر بيننا

فكل امريء يوما به الدهر فاجع

وما المرء الا كالشهاب وضوئه

يصير رمادا بعد اذ هو ساطع

اللهم يا رحمن يا رحيم يا جواد يا كريم تقبل اخانا عبد المجيد قبولا حسنا واجعل البركة في اهله وذريته وزوجه وارحم اباءه واجداده انك سميع مجيب والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

والسلام عليكم ورحمة الله

صحيفة قوون