منوعات

صباح محمد الحسن : يملك (10) جنيهات فقط .. وقدمها دون أدنى تردد

[JUSTIFY]تعوّد المصلون بعد الفراغ من صلاة الجمعة مباشرة أن تزاحم تسبيحهم مشاهد مؤلمة من المتسولين، وهم يتربصون إلى أن تفرغ الصلاة حتى باتت مسألتهم جزءاً من شعائر الجمعة نفسها.. ينهض (الشحادون) من كل فجاج المسجد ليطلبوا ويسألون الناس،، أعطوهم أو منعوهم …
الجمعة قبل الماضية في مسجد (أركويت) حدث موقف مؤثر للغاية …
بعد الصلاة مباشرة… قام رجلاً كهل يتوكأ على عصاه العتيقة في صبر وكأنه يؤمنها ما تبقى من حياته حاملاً معها عشرة جنيهات :
ساعدوني الله يخليكم عاوز حق الغدا… والله والله ما عندي غير العشرة جنيه دي عشان أولادي في البيت ..
كان الرجل الكهل يقف في وسط المسجد على بعد هنيهات من محرابه عندما قاطعه فجأه صوت طفل يبكي بالقرب من أحد الأعمدة التي تحمل قبة المسجد، أي على بعد خطوات من الكهل …
التفت الجميع للصوت فوجدوا أباً يحمل ابنه الصغير، وهو مغلوب على أمره يستجدي الناس، هذا الابن كان بقايا طفل …
أو بقايا إنسان …
أو قل بقايا جسد …
طفل ضئيل الحجم ذو بنية هشة بساق واحدة والثانية تجاهد لتصبح ساقاً، مع ذلك الكم المقدر من (الشاش) الذي يحويها تماما ..
كانت حالة الطفل تنبئ بأنه يعاني مرضاً خطيراً، وتلك العينين الصغيرتين تكافحان لتؤكد أنهما لا تزالان قادرتان على الإبصار مع ذاك الجفن المرتمي عليها كوسادة قديمة …
فوجود ساق مبتورة في طفل وأخرى ملفوفة أمر سيء .
تحدث الأب المغلوب على أمره :
يا خوانا زي ما انتو شايفين … ولدي رجلو قطعوها الدكاترة لأنها انتهت كلو كلو … واسع الرجل التانية بدت تمرض … عاوز ألحقا قبل ما ….
صمت قليلا ثم نظر لصغيره بين يديه، وقال :
ساعدوني يا جماعة أنا والله ما عندي حق العلاج… و الروشتة حقت الحكيم معاي ومعاها تلات ورقات حقت أشعة غالية خلاص، والله وما بقدر عليها …..
كان يبدو أنه يريد سرد معاناتهُ أكثر ….ما استطاع أن يكمل …
جلس الأب أرضاً وبكى
هنا حدث شيء ما لم أره قط من قبل ..
شيء قل أن يحدث في هذا الزمان …
فما أن أكمل الأب كلماته … حتى تحرك فجأة ذاك الرجل الكهل من مكانه هو يتجاوز جموع المصلين بسرعة وكأنهُ يسابق عصاته القديمة والجنيهات العشر بيده الأخرى …
قدمها للأب … وخرج مباشرةً من المسجد …
….كان أول المتبرعين …
وكان أفقرهم …

صحيفة المشهد الآن [/JUSTIFY]

‫7 تعليقات


  1. لا حول ولا قوة الا بالله

    والله الشعب الطيب النقي العظيم ده خساره يحكموهو الكبزان

  2. هذا هو السودان البلد الطيب والانسان النقئ والحمد لله لم تؤثر الظروف الاقتصاديه الراهنة

  3. هذا الرجل أنفق كل ما عندة وهو مثال لمن تصدق بكل مالة فيقال جنية سبق الف جنية فى الأجر فمن تصدق من الأغنياء كان أجرهم كبيرا ومن تصدق من الفقراء ومع مقارنة ما تصدقو به عن ما يملكوهو لكان لهم أجر مهول فالصدقة ليس محصورة على غنى وان أجرها عند الفقير قد يكونها عند الله أكبر من الغنى والميسور والله أعلم

  4. قال الله تعالى:( ويُؤثرون على أنفسهم.)و صدق من قال :- أمّة محمد بخير. وقال صلى الله عليه وسلم:- “الخيرُ فيّ وفي أمتى إلى يوم القيامة.” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله شعب عظيم ، لكن للأسف ظروفه جارت عليه

  5. [B][SIZE=5][FONT=Arial Black]وطبعا الحكاية إنطلت على المصلين
    وكعادة السودانيين حسني النية
    تدافعوا بالمناكب ليتبرعوا للرجل وطفله
    وبعد ذلك خرج الرجل وإبنه من المسجد
    ليتقاسموا المال الذي جمعوه مع الرجل الكهل[/FONT][/SIZE][/B]

  6. سلام عليكم
    سبحان الله…هذا شيخ كبير وفقير وهذا طفل جريح ومريض وفقير، وأسر كثير مثل هذا في بلد تري فيه من فضل الله ما فيه… هؤلاء بشر وليسوا بغالا تتعثر بأرض ما…حدثونا بربكم ما هي الجكومة؟ نعوذ بالله ممن لا يخافه ولا يرحمنا…