حكاوي (المأذونين) في عقود الزواج… العـروس ليسـت بكـر.. بعد العقد السماية و سجن المأذون !
اختلاف العادات
ومن الصدف التي تزامنت مع اتصالنا بشيخ خلاوي أبو فروع عبد الوهاب البشير أحمد سعيد أنه كان يهم بالسفر إلى إحدى الولايات لحضور عقد قران، وحكى لنا عن بعض المواقف التي مرَّت به سببها اختلاف العادات والتقاليد في بعض المناطق السودانية، وذكر أنه في رحلته إلى مدينة النيل الأبيض قرية (شقيق الماجدية ــ الهلبة) وطُلب منه أن يكون وكيل العروس، وعند بدء المراسم يجتمع النساء والرجال من الأسرتين لتحديد (المهر) إلا أنهم استغرقوا وقتًا طويلاً لتحديده، وبعد مشاورات أخبروه بأن عليه أن (يشرط العروس) ودارت في خاطره تساؤلات عديدة عن قصدهم بكلمة (يشرطها)، فبيَّنوا له أن يضع شروطًا تمنحها عددًا من المواشي ومبلغًا زهيدًا من المال وعلى العريس دفعها، إلا أنه كان يعلم بأن العريس لا يستطيع توفير الشروط فسألهم: هل على العريس دفعها؟.. فكان ردهم بـ«لا» وإنما هي عادات ليس إلا، فقال لهم (كان كدة والله أشرِّطها ليكم شرِّيط لمَّن ما تعرفو تلمُّوها).
العروس ليست بكرًا
ويحكي الشيخ محمد علي أحد الشيوخ بمدينة أم درمان أنه أثناء كتابته لأحد العقود سأل والد العروس هل ابنتكم بكر؟ فقال «لا» لم تكن بكرًا، فساد الصمت جميع الحاضرين وغضب العريس لدى سماعه جواب والد العروس، ولكنه لم يجرؤ على الاعتراض، وبدا الغيظ على وجهه لأنه عندما تقدَّم لخطبتها قيل له إنه لم يسبق لها الزواج فإذن هي بكر، لكن انفجر والد العريس غضبًا وقال: كيف هذا ونحن عند التقدم لطلب يدها قلتم إنها بكر ولم يسبق لها الزواج، فتعجَّب والد العروس من الحديث، فأعدتُ صياغة السؤال هل سبق لابنتكم الزواج؟ فقال «لا»، وزاد قائلاً لكن انت تسأل وتقول هل ابنتكم بكر؟ فقلت إنها ليست ببكر وإنما قبلها إخوة كثيرون وأنها الثالثة في الترتيب.
بعد العقد السماية
ويروي الشيخ عادل محمد بشير أن الثقافات المتنوعة في الولايات أظهرت كثيرًا من العادات الغريبة التي تعرَّض لها في مسيرة عمله كمأذون لفترة تجاوزت التسعة أعوام، وقال إنه خلال توثيقه لقران إحدى الزيجات التي تنتمي لقبيلة بعينها تفاجأ بعد أسبوع من عقد القران بدعوته لحضور (سماية) العروس التي وثق زواجها، وعند سؤاله لأسرة العروس قيل له إن عاداتهم تمنح العريس أحقية خطف ومعاشرة العروس قبل المراسم الشرعية، وأضاف أنه واجه كثيرًا من المواقف التي ترفض فيها والدة العريس إتمام مراسم الزواج بعد عقد القران وتتحجَّج بأن العروس لا تناسب ابنها وهي لن تعفو عنه إذا أكمل الزواج.
ما عشان أطلِّق
المأذون علي أحمد كرار بمدينة الفتيحاب الذي مضى في رحلة والده لتوثيق عقود الزواج منذ عشرين عامًا روى أكثر من طرفة نورد منها أن أهل زوجين كانوا متفقين على مؤخر الصداق بقيمة (20) ألف جنيه، وسألته عن علمه بقيمة الصداق فقال: ما مشكلة أنا أصلاً اتزوَّجت ما عشان أطلق.
سجن المأذون
وسرد لنا الشيخ محمد منصور السني مأذون حي الهدى والقادسية بشرق النيل أحد المواقف التي مرت بزميله في عقد قران بأنه استقبل خمسة أشخاص من بينهم امرأة أرادوا أن يتم تزويجها لأحدهم، وبعد أن أكملنا الإجراءات الرسمية ومرت فترة ليست ببعيدة تفاجأ بعد أن قرر الزوجان السفر أن السلطات أوقفتهم، وبعد التحري اتضح أن المرأة متزوِّجة من شخص آخر وهو خارج البلاد، فوقع المأذون في الفخ وتم فصلُه من الخدمة وحُكم عليه بالسجن سنة، كما حُكم بالسجن أربعة أشهر للشهود وبشهر للعروس.
لا بكر ولا ثيب
ومضى في سرده لموقف آخر، يقول بأنه أثناء عقد القران بدأ في الأسئلة المعتادة اسم العروس ومهنتها وهل هي بكر أم ثيب؟ فرد عليه والد العروس بأنها ليست بكرًا ولا ثيبًا مما جعلنا نوقف الإجراءات لمعرفة ما يحدث فكان الصاعقة بأن العروس حامل سفاحًا فرفضتُ تكملة العقد لأنه حرام شرعًا.
فضّ اللمَّة
شيخ عباس محمد عبد الله مأذون محكمة الحاج يوسف وعد بابكر قال بعد ما تعمّمنا وشلنا العباية وأكلنا الضلع وقضينا نهارًا كاملاً في إحدى المناسبات بغية إكمالها بعقد القران انفضَّت اللمَّة وتم تأجيل موعد الزواج لوقت آخر لعدم رد والد العروس على السؤال هل العروس بكر أم ثيب؟ واكتشفنا أنها سبق لها أن تزوَّجت ولا يريد أهلُها الرد على السؤال أمام الجميع خشية افتضاح أمرها بأنها (عَزَبَة) فما كان منهم إلا أن يُعلنوا تأجيل عقد القران.
الانتباهة
كيف هذا ونحن عند التقدم لطلب يدها قلتم إنها بكر ولم يسبق لها الزواج، فتعجَّب والد العروس من الحديث، فأعدتُ صياغة السؤال هل سبق لابنتكم الزواج؟ فقال «لا»، وزاد قائلاً لكن انت تسأل وتقول هل ابنتكم بكر؟ فقلت إنها ليست ببكر وإنما قبلها إخوة كثيرون وأنها الثالثة في الترتيب. هاهاهاهاهاهها احلي حته