جرائم وحوادث

شهود عيان يروون تفاصيل ما حدث بأم برمبيطة

[JUSTIFY]تصدَّت القوات المسلحة يوم الأحد الماضى لهجوم وصفته بـ«الغادر» شنَّته فلول متمردي الجبهة الثورية على منطقة أم برمبيطة بولاية جنوب كردفان وكبدتهم أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى واستولت على معداتهم وأسلحتهم الثقيلة. واستطاعت تدمير عدد من المركبات المسلحة للجبهة الثورية ومدرعة واحدة، وأكدت القوات المسلحة أنها ماضية في تطهير كل المناطق التي دنستها فلول المتمردين خلال الأيام الماضية، وأكد العمدة الصادق الطاهر أحمد لـ «الإنتباهة» أن الجيش يمضي بخطوات ثابتة وواثقة لتحقيق أهدافه والتي ليست ببعيدة عنه الآن لكي يعود المواطنون إلى قراهم التي أجبرتهم قوات البغي والعدوان على مغادرتها. كل الشواهد تشير إلى أن هجوم قوات الجبهة الثورية على ولاية جنوب كردفان كان بغرض تدمير البنى التحتية والاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة للمواطنين حيث حاولت قوات الجبهة الثورية اقتحام أم برمبيطة من ثلاثة محاور: المحور الجنوبي الشرقي والجنوبي والجنوبي الغربي إلا أن القوات المسلحة كانت تعسكر من كل النواحي وبدأ الهجوم في تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا وكان عدد المتمردين حوالى «1020» وست عربات لا ندكروز مدرعة جميعها مسلحة وعندما احتدم ضرب القوات لهم تحولوا إلى المحور الجنوبي الغربي ليتمكنوا من دخول المدينة مباشرة لكنهم وجدوا قوات الدفاع الشعبي لهم بالمرصاد ولحقهم الجيش من الخلف ولم يجدوا بداً من اختراق المدينة وبدأوا بالانسحاب، ومن خلال عملية الانسحاب تم تدمير عربتين والاستيلاء على عربة مُحمَّلة بالأسلحة إضافة إلى القبض على واحد من المتمردين حياً وسُلِّم إلى القوات المسلحة، هذا ما حدث في أم برمبيطة التي كانت سداً منيعًا استعصى على المتمرين اختراقها وبالرغم من سلامة المواطنين إلا أنهم أُصيبوا بالترويع والخوف والهلع خاصة الأطفال والنساء وبعد ساعة واحدة من المعركة أصبحت المنطقة خالية من السكان تمامًا وجميعهم فروا إلى معسكرات النزوح واتهجوا إلى ثلاثة محاور منهم من اتجه إلى كرتالا والبعض الآخر إلى القوز، أما الأخير منهم فاتجه إلى الأبيض وتم إيواء «98» أسرة في ولاية شمال كردفان برئاسة الأمير الزين حسين زاكي الدين في منطقة «بنو» وهم في حالة نفسية سيئة لأنهم تركوا كل شيء وراءهم خوفًا من عودة المتمردين مرة أخرى علمًا بأن زمن الاعتداء لم يستغرق ساعتين، ومن هذا المنبر ننوه بالآتي الحرب خلَّفت وراءها أوضاعًا نفسية ومأساوية سيئة لدى المواطنين وأصبح سكان أم برمبيطة خلال ساعات نازحين إضافة إلى الوضع الزراعي إن لم تتحرر أبوشركولا وأصبحت آمنة خاصة أن الخريف على الأبواب لم يكن هناك موسم زراعي لأن المواطنين في حالة تأهب واستنفار وأشار العمدة الصادق أن خطة المتمردين واضحة أرادوا الاستيلاء على أم برمبيطة التي تمثل لهم صمام أمان لاختراق المنطقة الشرقية وعزلها تمامًا خاصة في فصل الخريف لما تتمتع به من أراضٍ زراعية خصبة إضافة إلى الثروة الحيوانية الكبيرة للاستفادة منها أولاستغلالها وترحيلها إلى جوبا أما الفائدة الثانية فهي أن يفقد المواطن تلك الثروة كما حدث في أبو كرشولا كما ناشد العمدة الحكومة تسليح الدفاع الشعبي الذي يمثل صمام الأمان وعند زيارة والي جنوب كردفان إلى أم برمبيطة اليوم الثاني من الضربة خاطبهم قائلا: «عملتوها لكن مسحتوها ورفعتو رأسنا فوق» دلالة على صمود الجيش والدفاع الشعبي ودحر المتمردين بعدم دخول أم برمبيطة أبدًا.

ووصف الناطق الرسمي لمجلس شورى قبيلة العتايقة بالخرطوم السيد حامد شقة حامد لـ «الإنتباهة» بسالة أبناء العياتقة المتخندقين من الجهة الجنوبية بقيادة ضابط صف آدم التربل والساير حمدان وسعيد حامد لرد العدوان الغاشم تصدوا لهذا الهجوم وكبَّدوا العدو خسائر في الأرواح والعتاد وقتلوا منهم «48» ودمروا عربتين واستولوا على عربة بها مدفع ثنائي حتى ساعات الهجوم الذي بدأ من الناحية الجنوبية لأم برمبيطة وبجانب أبناء العتايقة القوات المسلحة وتصدوا ببسالة بقيادة المقدم ركن رحمة الله والرقيب أول يحيى كوكو آدم إضافة إلى الدفاع الشعبي بعد انتهاء المعركة فرَّ المتمردون هاربين واستمروا في مطاردتهم إلى أن استعادوا منهم نساء الشنابلة وعدن سالمات بعد أن احتجزهن المتمردون والجدير بالذكر وبعد ساعة من المعركة هبَّ مجموعة من شباب العتايقة والحمرة واللحيمر وكرتالا وجمعوا «180» فارسًا لمناصرة والذود عن أم برمبيطة والوطن علماً بأن هذه القبيلة لها صولات وجولات في الحرب وقد استشهد ما يقارب «250» شهيدًا ونستطيع أن نقول إن أبناء المطقة دحروا التمرد بالسلاح الأبيض فقط لأن السلاح الذي مع الدفاع الشعبي لا يتعدى العشرين طلقة، وفي هذا السياق كشف الأستاذ إبراهيم أبكر محمد أحمد لـ «الإنتباهة» عن أهمية أم برمبيطة والموقع الإستراتيجى لها وهي الموقع الشرقي لولاية جنوب كردفان وتحدها من الناحية الشمالية منطقة أبو كرشولا ومن الشرقية رشاد والغربية منطقة دلامي وكدبر والجنوبية السرفاية وهي محتلة من قبل قوات الجبهة الثورية يتكون سكان أم برمبيطة من مجموعة القبائل شكلت النسيج الاجتماعى المتمايز والمترابط مما حدا بهم إلى الصمود ودحر الخوارج، وأشهر القبائل هم العتايقة والطوقية والفلاتة والبرنو، والبرقو والنوبة والجلابة أما عن اهمية المنطقة للجبهة الثورية فأشار أبكر أنها تكمن في وجود المحلج والأقطان والثروة الحيوانية إضافة إلى المشروعات الإستراتيجية وأخيرًا الموقع الهام، ولو تمكنت الجبهة من احتلالها يعني أن رشاد وخور الدليب وكدبر ودلامي أصبحت على مرمى التمرد، فأم برمبيطة تمثل لهم المعبر والمنفذ لكل تلك المناطق آنفة الذكر، وإلى جبل الداير وكاودا والجبهة الثورية تريد السيطرة على كل من ناكما والسرفاية نسبة لعدم تمركز قوات الحكومة واحتلالها من قبل التمرد لذلك الهدف الإستراتيجى للتمرد هو احتلال المنطقة الشرقية من خلال أم برمبيطة.

وأضاف حامد أن الوضع في المعسكرات سيئ للغاية من خلال طوافهم عليه والأطفال فتك بهم المرض وأصبح هناك «32» ألف نازح في معسكرات الرهد بسبب الاعتداء على أبوكرشولا وأم روابة وأم برمبيطة والجوع أدى إلى وفاة معظم الناجين من فلول التمرد.

صحيفة الإنتباهة
فتحية موسى السيد[/JUSTIFY]