عالمية

دعم قطري لإنقاذ “جزيرة العبيد” السنغالية

تعتبر جزيرة “غوراي” السنغالية قبلة مفضلة للكثير من السياح الغربيين والوافدين من جنسيات أفريقية متعددة، لكن جملة من التحديات البيئية والمناخية تهدد هذه الجزيرة، أبرزها تآكل شواطئها بفعل زحف أمواج المحيط الأطلسي، ومخاطر التلوث البيئي.

وقد تعهد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالمساهمة في حماية “غوراي” -التي كانت إحدى قلاع العبودية في أفريقيا على مدار قرون سابقة- من خطر تآكل شواطئها، وهو ما اعتبره الكثير من السنغاليين تأكيدا على مدى الاهتمام القطري بالحفاظ على الجزيرة ومعالمها.

وجاء الالتزام القطري خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السنغالي ماكي صال لدولة قطر، والتي شكلت فرصة لتدعيم الشراكة الاقتصادية بين البلدين.

بصمات واضحة
وتعهدت قطر بمنح هبة مالية للحكومة السنغالية لتمويل مشروع إنقاذ الجزيرة المهددة بالغرق، في إطار عمل درجت عليه قطر في السنوات الأخيرة، يركز على الاهتمام بتطور الجزيرة والحفاظ على معالمهما التاريخية.

ووافقت قطر في العام 2006 على تمويل هذا المشروع بعد طلب مكتوب تقدمت به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إلى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، عبرت فيه عن قلقها من التحديات البيئية والمناخية التي تواجه جزيرة “غوراي”، ودعته للتدخل الشخصي لحماية هذا الإرث التراثي.

ووجهت السلطات السنغالية في السنوات الأخيرة دعوات متعددة إلى المؤسسات الدولية المهتمة بالتراث لمساعدتها في توفير الوسائل المادية والبشرية لانتشال الجزيرة من آثار الأمواج العاتية، والتي تسببت في تراجع شواطئها والتهام مساحات واسعة من أراضيها، والقضاء على الغطاء النباتي لشواطئها.

ترميم مسجد
ويقول المرشد السياحي بالجزيرة مودي كاسما إن قطر واكبت في السنوات الأخيرة معظم التظاهرات الثقافية الكبيرة التي احتضنتها الجزيرة، فكانت ضيف شرف النسخة الثالثة من مهرجان التواصل مع المغتربين، والذي ينظم سنويا ويعتبر فرصة للتلاقي الثقافي بين المقيمين بالأميركيتين من أصول أفريقية وأفارقة القارة السمراء.

وتعتبر قطر -بحسب تصريحات كاسما للجزيرة نت-البلد العربي الوحيد الذي توجد له بصمات واضحة على أرض الجزيرة، حيث أقامت الحكومة القطرية العام 2004 لافتة تذكارية لإحياء ذكرى العبيد الذين أقلتهم سفن النخاسة من الجزيرة إلى الأميركيتين وأوروبا.

كما قامت قطر بترميم مسجد “غوراي” الوحيد الذي يعود إنشاؤه لعام1890، وكانت تسعى لبنائه -يواصل كاسما-وفق مواصفات معمارية عصرية، غير أن اليونسكو اعترضت على هذه الخطوة بدعوى الحفاظ على معالم الجزيرة.

وتبعد الجزيرة 3.5 كلم عن شواطئ العاصمة داكار، وصنفت سنة 1979 ضمن قائمة التراث العالمي. ويتخوف السنغاليون من أن تمحو مياه المحيط هذا المعلم التراثي، الذي يحتضن مخزونا تاريخيا و تراثيا، يحتفظ بشواهد حية ويحكي قصصا مريرة لحقبة مؤلمة عاشتها القارة السمراء في القرون الماضية.

وتعتبر “غوراي” تاريخيا إحدى أهم المراكز الرئيسية بالقارة السمراء، لبيع وترحيل العبيد إلى أوروبا والولايات المتحدة إبان انتعاش تجارة الرقيق

الجزيرة نت