رأي ومقالات

مجرمون ( يسرقون ).. سنوات من عمر شاب !!‏

[JUSTIFY]‏ كتبت قبل فترة مقالاً بعنوان ( المواطن .. من يحميّه من الإحتيال ) ؟ ، وأوردت ‏‏( نماذج ) لإحتيالات مجرمين أوقعوا بها ضحاياهم وكبدوهم خسائر جسام ماديّة ونفسية ‏وأسرية ، بعد هذا المقال تقاطرت على إميلي وصفحتي على الفيسبوك ( عشرات ) ‏الرسائل التي تحكي عن كثير من حوادث النصب والإحتيال التي ( تفاقمت ) ‏هذه الأيام ، وأصبحت جريمة ( منظمة ) يخطط لها ويعد لها العدة والعتاد بإتقان ، فلا ‏أتوقع أن هناك مواطناً لم يتعرض ( للنصب او الإحتيال ) مما يعطي مؤشراً واضحاً ‏لحجم الجريمة في السودان .‏
‏ فالوقاية من‎ ‎الجريمة‎ ‎من أهم واجبات الدولة نحو المجتمع و أفراده وعلى الدولة ‏أن لاتنتظر وقوع الجريمة حتى يتم التصدى لها، وإنما تتخذ كل الإجراءات والتدابير ‏التي شأنها تصعيب ارتكاب‎ ‎الجريمة‎ ‎والحيلولة‎ ‎دون وقوعها‎ ‎أو تكراراها‎ ‎و وأهم هذه ( ‏التدابير ) تفعيل الحراسات الليلية وللأسف أننا نجد كثير من المناشدات لبعض سكان ‏الأحياء عن كثرة تعدي ( زوّار الليل ) لمساكنهم دون الإكتراث لمناشداتهم بتوفير ‏أطواف ليلية ثابتة ومتحركة . ‏
‏ ومن حوادث ( النصب والإحتيال ) المؤسفه والمؤلمة والمحزنة التي عايشتها ‏لشاب في ريعان شبابه ، حسن الخلق والأخلاق ، هاديء الطبع ، ظل عاطلاً عن‎ ‎العمل ‏لبضع سنوات صابراً ومصابراً كحال الكثيرين من خريجي بلادي المحتسبين‎ .
‏ أخيراً وبعد عناء وبحث و تعب ، توفرت له فرصة عمل في ( الإستقبال‎ (‎‏ بإحدى ‏فنادق الخرطوم ” المعروفة ” ، كاد يطير فرحاً ولم يصدق أنه أخيّراً‎ ‎لن يمد يده إلى ‏أسرته لتعوله في ” الكبر ” كما أعالته‎ ‎في ” الصغر ” ، باشر عمله ” بالفندق ” بجد ‏وهمة وإخلاص ، كان أميناً مجداً في عمله ، محبوباً بين زملائه‎ .
‏ في صباح يوم وهو يرتب نفسه لبداية يوم جديد ، دخل عليه ” أشخاص ” يسألون‎ ‎عن غرفة بالفندق ، إعتذر لهم بكل تهذيب بأن لاتوجد غرف شاغرة لديهم ، أصروا‎ ‎بإلحاح أن يساعدهم بالذهاب معهم إلى إحدى زملائه بالفنادق المجاورة تقديراً‎ ‎لظروفهم ‏‏” الطارئة ” رغم إعتذاره بحجة العمل ولكنهم أرغموهوا ” برواية‎ ‎مؤثرة ” تتطلب ‏وقوفه بجانبهم .‏
‏ نهض بنخوة سودانية وبكل عفوية للذهاب معهم‏‎ ‎إلى زميله الذي لايبعد أمتار ، ‏وجدوا هناك ” غرف ” ولكنهم بدأوا يساومون في‎ ‎السعر ويطيلون في الحديث ، لم ‏يلتفت هذا الشاب إلى أن الأمر كله كان ” فخاً‎ ” ‎منصوباً للإحتيال عليه ، فعندما وجدهم ‏يطيلون في الحديث والمساومة في السعر‎ ‎مع زميله تركهم مسرعاً الى عمله ليجد مكتبه ‏مبعثراً وتم كسر أدراجه وقد عثروا‎ ‎على مفتاح ” خزنة الأمانات ” والاستيلاء على مبلغ ‏‏( 30 ألف جنيه ) كانت عبارة عن أمانات لبعض النزلاء ، فأدرك بعد فوات الآوان ‏أن هؤلاء الأشخاص كانوا‎ ‎يخططون لسطوه بطريقة ” مدبرة ” مستغلين طيبة وشهامة ‏ونخوة الرجل كسوداني‎ ” ‎أصيّل‎ ” !!
والآن الشاب يعمل ليسدد هذا المبلغ لصاحب الفندق بعد الوصول لتسويه بإستقطاعه ‏شهرياً من ” راتبه الزهيد‎ !!
وبذا يكون هؤلاء المجرمون قد سرقوا ” عرق ” جبين هذا الشاب لعدة سنوات بعد أن ‏‏”ذاق ” الأمرين في الحصول على وظيفة على قدر الحال‎ !
وكان الله في عونه والله المستعان ‏‎.

بقلم‎ : ‎محمد‎ ‎الطاهر‎ ‎العيسـابـي‎ ‎
[email]motahir222@hotmail.com[/email] ‏ ‏[/JUSTIFY]

‫4 تعليقات

  1. هذه سذاجة وليست نخوة ويجب ان يدفع ثمن اخطائه ليع الدرس جيدا . لماذا يترك عمله وخدمة عملائه والامانة الموكلة له ليخدم اخرين هل هم صم وبكم وعمي، ثانيا اخترع الخواجات اجهزة الاتصالات لتتسهيل التواصل لماذا لايتصل علي الفنادق المجاورة ليسالهم ان كان لديهم غرف شاغرة… القصة برمتها ينقصها بعض الحبك وان صدقت فهذه من ضمن صفاتنا السيئة التي دائما نلدغ منها ونحن بكامل وعينا.

  2. يارب يا كريم أسالك أن تصيب هؤلاء الحرامية بمرض لا يشفون منه حتى مماتهم.

  3. هذا الشاب أخطأ وربما بحسن نية فهو غير امين على الفندق فاذا لم هكذا فهو مستهتر.. وإلا كيف يترك الفندق بما فيه دون ان يوصي احد الموظفين اثناء غيابه ويتركه هكذا الى ان يعبث ويسرق احد افراد الشلة … هل هو فندق ام بيت مهجور … حتى يكسر الخزنة ويبعثر محتويات الفندق ولا احد … وتقول فندق معروف…

  4. الناظر للحال يبكي المال ، وهذه الأحداث تفقد المروءة والنخوة لدي الناس فلم يعد يصدق أو يكذب الناس عينه ، ولم تكد تميز بين المحتال والصادق وكل شئ تغير ،، ولذلك يجب إلا ندير أمورنا بحسن نية لاسيما وأننا نعيش فجر المعلوماتية