منوعات

لماذا أسلمت الصينية «مايو»؟

لم تكن الصينية مايو تشن البالغة من العمر 40 عامًا في يوم من الأيام تعتنق أي دين.. إذن فما هي قصة إسلام الصينية مايو؟
تقول مايو تشن -التي أطلقت على نفسها اسم عائشة تيمنًا باسم السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وابنة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه-: كان والدي الذي يعمل أستاذًا في جامعات الصين يذكر -في بعض الأحيان- لي أن أجداده كانوا من المسلمين، ولكنهم تركوا الدين الإسلامي بعد الانتقال من موطنهم الأصلي في جنوب الصين إلى المنطقة الشمالية، فلم يجد الأجداد في الإقليم الذي سكنوه مسجدًا، وكذلك لا يوجد مسلمون، فضاعت الصلاة!
ومن ثَمَّ تبعتها الزكاة، وتربَّى الجيل الذي جاء بعد الأجداد على الأفكار الشيوعية التي لا تعترف بدين أو خالق لهذا الكون.
وتضيف عائشة: كنت لا أهتم حينما يتحدث والدي عن هذا التاريخ، حيث كنتُ أعتبره من الإرث البالي الذي لا يُذكر بنوع من الفخر والتباهي؛ حيث إنني أعيش حياة لا يوجد فيها أي حدود، كل شيء أريد أن أفعله أقوم بفعله، دون أن أخاف من أي شيء، ما دمتُ ملتزمة بالقوانين التي تسير عليها الدولة.
وتكمل عائشة: في هذه الأثناء كانت أختي الكبرى قد جاءت إلى دبي لتعمل، وبعد مرور سنة على وجودها هنا أرسلت لنا ما يفيد أنها وجدت السعادة التي ما بعدها سعادة، فتعجبنا كثيرًا وقلنا: إنها ربحت أشياء ثمينة. ولكن قالت: إنني عرفت الله الحق، فعرفت ذاتي؛ لأنني أسلمت.
هنا توقعت أن يثور أبي، ولكنه سعد جدًّا لقراءة خبر إسلام أختي مريم في الخطاب الذي أرسلته إلينا، وهنا سألت الوالد: ولو أنا أسلمتُ أو اعتنقتُ ديانة أخرى ستكون في مثل هذه السعادة. ردَّ قائلاً: إنني أعلم أن الإسلام هو الدين الحق، وسأبحثُ بكل دقة حتى أثبت ذلك.
تقول عائشة المسلمة الجديدة: بدأت تتبلور فكرة إسلامي بعد مجيئي إلى دبي، واستقبلتني أختي بسلوك يعتبر جديدًا علينا لم أكن أعهده عليها من قبلُ؛ حيث إنها ارتدت ملابس المسلمين، وكثيرًا ما تقرأ في كتابٍ تعظِّمه وتضعه في مكانة عالية في البيت، فعرفتُ أنه القرآن الكريم، وكانت تقوم بحركات على سجادة صغيرة تحافظ دائمًا على طهارتها ونظافتها، علمتُ فيما بعد أنها صلاة المسلمين التي يتقرب فيها العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى، وبدأتُ أسأل أصدقاءها عن سر التغيير الذي حدث لأختي، قالوا: إنها أسلمت ودخلت في دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتضيف عائشة: في هذه الأثناء قامت أختي بإمدادي بالعديد من الكتب التي تتحدث عن الإسلام في صورة مبسطة، وعندما أنتهي من كتابٍ تعطيني غيره، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، حيث قلت لها: كيف أصبح مسلمة؟ هنا تهلَّل وجه أختي؛ فرحًا بما سمعت مني ذلك وهي تكبِّر: الله أكبر، الله أكبر!
ثم أخذتني إلى إحدى الأخوات المسلمات من الجنسية الصينية؛ كي تشرح لي بعض المفاهيم الإسلامية مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو الخالق الوحيد لهذا الكون، وأن الرسل جميعًا أُرسلوا من قِبل الله؛ ليُخرِجوا الناس من عبادة المادة التي طغتْ على كثير من الناس إلى عبادة الله سبحانه وتعالى، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء رسولاً من عند الله؛ ليصحِّح ما وقع فيه الناس من أخطاء في عبادتهم وتعاليمهم، وأنه صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل عليهم السلام أجمعين.
وعن القرآن الكريم، تقول عائشة: عندما أسمع القرآن الكريم بصوت المقرئين العرب، أشعر أن تيارًا إيمانيًّا يسري في جسدي، فأشعر أنني أحلِّق في فضاء واسع وكبير، تحدث فيه تجليات عظيمة لا أستطيع أن أصفها.
وتضيف: لقد سمعتُ القدر اليسير عن سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم، فاستشعرتُ أنه أعظم إنسان منذ بداية الخليقة حتى يوم القيامة.

صحيفة الانتباهة

‫2 تعليقات

  1. اللهم صلي و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
    ثبتنا الله ثبتها هي و أختها على الإسلام.
    و هدانا و هدى جميع خلقه للإسلام.

  2. إنه دين الحق والنور المستبين والفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليهامما يجعل كل بصيرة وعقل يدخل في هذا الدين وقد قال احمد حسن الزيات رحمه الله تعالى “الإسلام دين القوة . وهل في ذلك شك ؟ شارعه هو الجبار ذو القوة المتين ، ومبلغه هو الجبار ذو القوة المتين ، ومبلغه محمد الصبار ذو العزيمة الأمين ، وكتابه هو القرآن الذي تحدى كل لسان وأعجز، ولسانه هو العربي الذي أخرس كل لسان وأبان ، وقواده الخالديون هم الذين أخضعوا لسيوفهم رقاب كسرى وقيصر ، وخلفاؤه العمريون هم الذين رفعوا عروشهم على نواصي الشرق والغرب . فمن لم يكن قوي البأس ، قوي النفس ، قوي الإرادة ،قوي العدة كان مسلماً من غير إسلام ، وعربياً من غير عروبة .
    الإسلام قوة في الرأس ، وقوة في اللسان ، وقوة في اليد، وقوة في الروح.
    هو قوة في الرأس ؛ لأنه يفرض على العقل توحيد الله بالحجة ، وتصحيح الشرع بالدليل ، وتوسيع النص بالرأي ، وتعميق الإيمان بالتفكر .
    وهو قوة في اللسان ؛ لأن البلاغة هي معجزته وأداته . والبلاغة قوة في الفكرة، وقوة في العاطفة ، وقوة في العبارة .
    وهو قوة في اليد ؛ لأن موحيه ـ وهو الحكيم الخبيرـ قد علم أن العقل بسلطانه واللسان ببيانه لا يغنيان عن الحق شيئاً إذا أظلم الحس، وتحكمت النفس ، وعميت البصيرة. فجعل من قوة العضل ذائداً عن كلمته ، وداعياً إلى حقه ، ومنفذاً لحكمه ، ومؤيداً لشرعه . كتب على المسلمين القتال في سبيل دنيهم ودينه ، وفرض عليهم إعداد العدة والخيل إرهاباً لعدوهم وعدوه ، وأمرهم أن يقابلوا اعتداء المعتدين بمثله . ولكن القوة التي يأمر بها الإسلام هي قوة الحكمة والرحمة والعدل ، لا قوة السفه والقسوة أو الجور ، فهي قوة فيها قوتان قوة تهاجم البغي والعدوان في الناس، وقوة تدافع الأثرة والطغيان في النفس.
    والإسلام بعد ذلك قوة في الروح ؛ لأنه يمحص جوهرها بالصيام والتأمل.
    النيل العوض الحليو
    ولاية الجزيرة ـ قرية السوريبة