سياسية

530 ألف ريال من قطر الخيرية لمتضرري فيضانات السودان

أطلقت جمعية قطر الخيرية مشروعاً لإغاثة متضرري الفيضانات في السودان تحت اسم “إغاثة عاجلة للمتضررين من السيول والفيضانات” سيستفيد منه حوالي 20,000 شخص في مرحلته الأولى.

ويشمل المشروع الإغاثي العاجل تقديم مساعدات غذائية وغير غذائية للتخفيف من آثار الكارثة التي حلت بعشرات الآلاف الذين تهدمت منازلهم وشردوا بسبب الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت عدة مناطق من السودان، ويركز المشروع على محليتي شرق النيل وكرري بولاية الخرطوم.

وقال السيد محمد بن علي الغامدي، المدير التنفيذي للتنمية الدولية بقطر الخيرية، إن هذه المساعدات تأتي في إطار التدخل السريع لقطر الخيرية من أجل مد يد العون للإخوة السودانيين للتخفيف من آثار الفيضانات التي شردت عشرات الآلاف ودمرت المنازل، وتسببت في ظروف بيئية تنذر بتفشي بعض الأمراض إن لم يتم تدارك الوضع.

وأضاف الغامدي إن المشروع بلغت تكلفته حوالي 530,000 ريال، مشيراً أن هذه المساعدات ستشمل الغذاء والمأوى والصحة لأنها الجوانب الأكثر تضرراً من هذه الكارثة، منوها بأن قطر الخيرية تقوم بالتنسيق حالياً مع بعض الأطباء داخل السودان وخارجه للتوجه للمناطق المنكوبة وعلاج الحالات الحرجة.

ويأتي مشروع قطر الخيرية العاجل إثر موجة فيضانات كبيرة شهدتها عدة مدن من السودان الأسبوع الماضي بسبب تهاطل أمطار غزيرة.

وقد أدت هذه الفيضانات إلى خسائر عديدة في المنازل والمرافق والخدمات العامة في ولايات الخرطوم ونهر النيل والشمالية وشمال دارفور وكسلا والنيل الأبيض والنيل الأزرق والجزيرة والبحر الأحمر.

وقد بلغت الخسائر التي خلفتها هذه الفيضانات في الخرطوم وحدها أكثر من 40 أسرة مشردة، وتهدم 20000منزل كلياً و 22000 جزئياً، ونفوق أكثر من ثلاثة آلاف رأس من الماشية ، كما ألحقت أضراراً بالغة بالمدارس والمراكز الصحية وغيرها من المنشآت العامة. كما يُخشَى أن تنتشر بعض الأوبئة بسبب الظروف البيئية التي خلفتها هذه الفيضانات، وبسبب تشرد عشرات الآلاف من الذين تهدمت منازلهم، وذلك حسب الإحصائيات الرسمية.

يشار إلى أن قطر الخيرية تقوم بجهود إنسانية في السودان من خلال مكتبها الميداني، وكان آخر هذه الجهود مشاريعها الرمضانية التي تم تنفيذها خلال شهر رمضان المنصرم والتي استفاد منها أكثر من 55000 شخص وبتكلفة تزيد على 750,000 ألف ريال، شملت موائد الإفطار على امتداد الشهر الفضيل وزكوات الفطر.
وعاد إلى الدوحة وفدٌ من مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية “راف” بعد رحلة قادته إلى السودان ووقف خلالها على حجم الكارثة الإنسانية هناك، وأشرف على توزيع مساعدات عينيّة للمتضرّرين من الفيضانات التي ضربت البلاد مؤخرًا، بقيمة ربع مليون ريال.

وقد ضم الوفد كلاً من السيد عايض بن دبسان القحطاني، رئيس مجلس أمناء “راف” ومديرها العام، والمهندس جاسم الشمري مدير إدارة البرامج والمشاريع الدوليّة بالمؤسسة، والسيد محمد حسن إبراهيم رئيس وحدة الإغاثة والاستجابة للكوارث التابعة لإدارة البرامج والمشاريع الدولية بالمؤسسة والشيخ عبد الله العمادي عضو سفراء الخير بـ “راف” وعمر عبد الله العمادي متطوّع بـ”راف” وعضو سفراء الخير.

وقد استقبل الوفد بمطار الخرطوم الدولي من طرف كل من سعادة الدكتور سليمان عبد الرحمن مفوّض العون الإنساني الاتحادي، والسيد محمد السناري مفوّض العون الإنساني بولاية الخرطوم، سعادة اللواء بشير علي ضو البيت نائب مدير عام الدفاع المدني بالسودان والسيد عماد الدين بكري أبو حراز رئيس مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية والشيخ الدكتور مدثر أحمد إسماعيل الأمين العام للرابطة الشرعية بالسودان وعضو مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية، كما التقى الوفد القطري بسعادة سفير دولة قطر بالخرطوم راشد بن عبد الرحمن النعيمي حيث توجّه الجميع في موكب جماعي إلى منطقة الكريكاب شرق النيل ووقفوا على هول الكارثة الإنسانية هناك كما أشرفوا على توزيع مساعدات عاجلة بلغت في دفعتها الأولى ربع مليون ريال قطري.

وقد سبق هذه الزيارة الميدانية شرح قدمه سعادة الدكتور سليمان عبد الرحمن مفوّض العون الإنساني الاتحادي حيث ذكر أن السودان لم يشهد سيولاً في خطورة هذه السيول منذ سنة 1986م، قائلاً إن سيول هذه السنة خطرة وغطت مساحة جغرافية واسعة، متمنيًا ألا تزداد خطورتها خصوصًا مع ما سيتوالى من الأمطار في قادم الأيام، ذاكرًا أن الجهات الأكثر تضررًا هي ولاية الخرطوم ومحليات شرق النيل ومحلية كرري ومحلية بحري امبدة ومحلية أم درمان، مشيرًا إلى أن السيول أدّت إلى هدم ما يزيد على 25 ألف منزل، منها 16 ألفًا تهدّمت كليًا و9 آلاف تهدمت جزئيًا، وتضرّر من جرّاء ذلك أكثر من 200 ألف شخص.

وقال : ونحن نخشى حقيقة من امتداد الأضرار الناتجة عن هذه الفيضانات حتى لا يتأثر بها القطاع الصحي الذي لا نزال إلى هذه اللحظة مُسيطرين عليه، وأمام هذه الكارثة فإن السودان وجّه نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي وقد تلقينا بعضًا من الدعم من دول وحكومات ومنظمات أهلية ويأتي على رأس هؤلاء جميعًا دولة قطر حيث وجّه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بتسيير جسر جوي من الدوحة إلى الخرطوم حيث وصلت بالفعل بعض من طائراته والأخرى تصل ضمن جداول محدّدة، وبهذه المناسبة نوجّه لحضرة صاحب السمو أمير دولة قطر أسمى عبارات الشكر والتقدير لسموه من فخامة رئيس الجمهورية السودانية والحكومة والشعب السودانيين.

ومن جانبه، ذكر السيد محمد السناري مفوّض العون الإنساني بولاية الخرطوم أن العاصمة السودانية وحدها تشكل نصف الضرر الناتج عن هذه السيول وأبدى خشيته من ارتفاع منسوب نهر النيل مع ما قد تشهده الأيام المقبلة من تساقطات مطرية مما يجعل الأمر أكثر خطورة، كما أبدى السناري بدوره شكره وتقديره لدولة قطر أميرًا وحكومة وشعبًا ومؤسسات مدنية وأهلية على هذه الوقفة الأخوية والإنسانية مع الشعب السوداني.

وبدوره، عبّر سعادة السفير القطري عن شكره العميق لمؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية ـ راف على هذه الاستجابة السريعة لإغاثة المتضرّرين من السيول بجمهورية السودان الشقيقة منوّهًا إلى أن توجيهات القيادة الرشيدة لدولة قطر دائمًا ما تدعو إلى الوقوف مع الإنسان أينما كان، وطالما وجهت أوامرها بنجدة المنكوبين وإغاثة المُحتاجين في العالم بأسره، غير أن أهل السودان لهم بالإضافة إلى هذا الحق الإنساني أخوة ولهم في قلوب القطريين مكانة خاصّة.

كما وجّه السفير القطري شكره وتقديره لجميع المؤسسات الخيرية والإنسانية القطرية على ما بذلته وتبذله من جهود لمحاصرة الآثار السلبية لهذه السيول الجارفة.

ومع وصول وفد “راف” مرفوقًا بالمسؤولين السودانيين ومعهم سعادة السفير القطري بدأ الجميع بتوزيع المساعدات العينيّة العاجلة على المتضرّرين بمنطقة الكريكاب وخصوصًا منها مربع الشريف الذي يُعتبر من المربعات الأكثر تضررًا في هذه المنطقة، وشمل التوزيع : الخيام ـ البطانيات ـ المشمعات ـ الناموسيات ـ ومواد غذائية.

بعدها استقلّ الوفد طائرة من نوع هليكوبتر حيث جابت بهم في نصف ساعة كاملة مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم وضواحيها وخصوصًا منطقة شرق النيل، حيث تظهر مساحات شاسعة مكسوة بأنهار من الماء وتطفو على سطحها الأجزاء العلوية للبيوت وكأنها فطر مزروع وسط بحر، وقد كان هذا المنظر مؤلمًا لجميع أعضاء الوفد ومبعثًا لهم على إظهار أسفهم وأساهم على هذه الكارثة الطبيعية التي هي في آخر المطاف قدر من الله وقضاء منه، غير أن هذا لا يعفينا كمسلمين أن ندعم هذا الشعب الشقيق وأن نقف بجانبه في هذه المحنة.

وقد أقام وفد “راف” في نهاية زيارته العاجلة مؤتمرًا صحفيًا بفندق ليبيا بالعاصمة السودانية الخرطوم، حيث أثنى السيد عماد الدين بكري أبو حراز رئيس مجلس إدارة منظمة ذي النورين الخيرية على جهود مؤسسة “راف” في إغاثة الشعب السوداني في محنته، قائلاً: هذا الأمر ليس بغريب على دولة قطر، فقد عرفناها دائمًا في صف الشعب السوداني، ودائمًا تسعى لخيره ومصلحته، ونحن كشعب لن ننسى لدولة قطر هذه المواقف الإنسانية المشرّفة والنبيلة.

بعد ذلك تناول السيد محمد حسن إبراهيم رئيس وحدة الإغاثة والاستجابة للكوارث بإدارة المشاريع الدولية بـ”راف” الكلام حيث ذكر أن هذه الزيارة تأتي في إطار الوقوف على حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن السيول في السودان الشقيق، وأيضًا تأتي في إطار الإشراف الميداني على توزيع المساعدات الإغاثية العاجلة للمتضرّرين.

وأضاف : وستعقبها بإذن الله حملات إغاثية أخرى حتى نتمكّن جميعًا من محاصرة الآثار السلبية لهذه الكارثة والتقليل منها، إن للشعب السوداني علينا حقين، حق الإنسانية، وحق الأخوة والعلاقة الراسخة، ومن هذا المنطلق فإن مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية “راف” تسعى دائمًا لدعم التوجّه الحكومي لدولة قطر خصوصًا فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية في أفق التخفيف عن المتضرّرين وتحقيق القدر الكافي من الأمان والاطمئنان لهم.

بعدها تناول سعادة اللواء بشير علي ضو البيت، نائب مدير عام الدفاع المدني بالسودان، الكلام حيث شكر باسم حكومة وشعب السودان مؤسسة “راف” على هذه المبادرة الإنسانية النبيلة والاستجابة العاجلة لإنقاذ المتضرّرين.

وقال: إننا في جمهورية السودان مجمعون على الدور الريادي الذي تقوم به دولة قطر الشقيقة في دعم إخوانهم السودانيين، فقد عرفنا دولة قطر سبّاقة إلى الإسهام بإيجابية وحيويّة في تحقيق مصالح الشعب السوداني، وها نحن نراها مبادرة مرة أخرى في التخفيف من آلام وأضرار هذه السيول الجارفة، وذلك من خلال ما نراه من جسر جوي أمر به حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله، كما نراه في مبادرات المؤسسات القطرية الأهليّة وعلى رأسها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية ـ راف، فلهم منا جميعًا وافر التقدير وجميل الشكر والعرفان على هذه الوقفة الإنسانية الأخويّة النبيلة.
الدوحة – الراية

تعليق واحد

  1. وتلاقي صف الحرامية اكتر من المتضررين ..
    وبكرة نلاقي كل السلع عند ناس ما ليهم بيها حوجة وبالمناسبة نحن بقينا عينا فارغة ما بتملاها حتى الواطة .. تلاقي الواحد غنيان ومستريح وبرضه عايز المجان الجاي للمساكين عشان يقول والله جاب لينا واحد صديقنا جزاه الله خير .. اي خير وهو اخذ قوت مسكين وجابو ليك ..
    لا وبكرة تلاقي ناس فلانة وفلانة : انت يادي الليلة عملت لي بسكويت بالزيت القطري حق الاغاثة وطلع حاجة ما تخلص .. ولا تقول ليها والله محمد طلع يجيب له عمال يركبوا لينا الخيمة في الحديقة ،ن اصله اهداها ليه واحد من وزارة الشؤن الاجتماعية ..
    بلد والله ما معروف وجيعها وين راح