حركة جبريل إبراهيم .. البحث عن مسرح ..!!
الواقع إن العدوان استهدف أهدافاً عدة، أولاً ولعل هذا هو الأهم أنه أراد لفت الأنظار بصورة حادة فمنطقة أبيي مثار اهتمام دولي كبير نظراً للنزاع الكبير الناشب حولها بين السودان وجنوب السودان، وهي مسرح مضيء ومحط أنظار الجميع وحركة جبريل إبراهيم على وجه الخصوص انزوت فى الآونة الأخيرة وانحسرت عنها الأضواء تماماً، خاصة بعد ذوبانها فى ما يسمى بالثورية وانسلاخ عدد هائل من خيرة قادتها بلغ مدي تأثير انسلاخهم حد اضطرارها لتصفيتهم. حركة جبريل باتت تواجه شبح الموت المحتم، ولهذا فقد بحثت عن مسرح يضعها أمام المتفرجين.
ثانياً وهذا أيضاً لا يقل أهمية عن الأول، فإن حركة جبريل فى حاجة ماسة جداً للدعم والتشوين والعدة والعتاد فهي لا تملك جهات داعمة، وفى الوقت نفسه لا تملك ما يعينها على الحياة، وما توفره لها الثورية قليل من جهة، ويقع ضمن نطاق سيطرة الثورية خاصة قادة قطاع الشمال وحدهم، الأمر الذي يجعل من إمكانية حصولها وحريتها فى الحصول على الدعم من رابع المستحيلات ولهذا فإن الاعتداء وفر لها قدراً من الدعم الذي هي فى حاجة إليه سواء كثر أو قل. ثالثاً اختارت حركة جبريل منطقة أبيي ربما لسببين: الأول علمها بأن المنطقة منطقة اشتعال ولكنه اشتعال لم يبدأ ومن ثم يسودها هدوء وإن كان هدوء حذر.
السبب الثاني استعبادها لفرضية وجود قوة من الجيش السوداني تضعها فى مواجهة، فالمنطقة منزوعة السلاح إلا من قوات اليونسيفا، وهي قوة منتشرة داخل المنطقة وتقوم بمهمة المراقبة وبسط الأمن. حركة جبريل اختارت منطقة مناسبة للانقضاض على القافلة دون أن تلاحقها اليونسيفا ودون تواجه قوة من الجيش السوداني، وهذا يستخلص منه -للأسف الشديد- أن الحكومة الجنوبية بطريقة أو بأخرى عملت على تسهيل مهمة حركة جبريل لأن من غير المتصور أن تسلك طريقاً محفوفاً بالمخاطر داخل الأراضي السودانية.
الأرجح أنها دخلت الى المنطقة من الجانب الجنوبي والجانب الجنوبي لا يضره استراتيجياً حدوث حدث كهذا بل على العكس قد يخدم إستراتيجيته فى إشعال المنطقة وإظهارها بمظهر المنطقة غير المستقرة حتى يفكر المجتمع الدولي فى وضعها تحت الوصاية الدولية.
سودان سفاري[/JUSTIFY]