سياسية

المهدي واعظاً سياسياً بلا عظة ..!!

يحلو للسيد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي تقديم المطالبات وتوجيه النقد والإتيان باصطلاحات وأفكار وهو فى البر، مطبقاً على نفسه المثل العامي السائر: الفي البر عوّام!

المهدي لم يجد ما يفعله حيال السيول والفيضانات التى اجتاحت أرجاء من السودان مؤخراً سوى أن يطلب من الحكومة إعلان السودان منطقة كوارث! ثم يمضي لا يلوي على شيء ناقداً موقف الحكومة السودانية مما حدث.

إذا صرفنا النظر عن معرفة الرجل أو عدم معرفته بمعايير إعلان منطقة ما منطقة كوارث كما هو معروف علمياً ومتعارف عليه دولياً؛ وأن ذلك رغم كل شيء لم يحدث فى السودان بعد فإن من الصعب أن نصرف النظر عن الكيفية التى تعاملت بها حكومة المهدي مع السيول والفيضانات الشهيرة فى العام 1988م.

ربما لانقضاء وقت طويل للغاية ما بين تلك الفيضانات والحالية نسي الرجل -ولكن التاريخ بالطبع لا ينسى- أن أداء حكومته كان واحداً من أهم عناصر انهيارها لاحقاً.

حكومة المهدي يومها لم تنجح حتى فى إعلان السودان منطقة كوارث، فقد كان جام غضب الناس قد انصب على أن حكومة المهدي فى ذلك الحين لم تتجاهل الحدث فحسب، ولكنها كانت غارقة الى أذنيها فى الصراعات الحزبية للدرجة التى اضطر فيها الجيش السوداني بعد ثلاثة أشهر فقط، أي فى فبراير 1989 لتقديم مذكرته الشهيرة!

لم ينجح المهدي فى ذلك الحدث الجلل فى زيارة المنكوبين بالحادثة الأليمة ولم تقم السلطات بفعل شيء يذكر، والأكثر سوءاً أن الرجل كان عمر حكومته عامين لم تشيّد خلالها شوارع أسفلت أو جسر أو حتى يوضع مجسم هيكلي للعاصمة وحدها دعك من بقية الولايات.

كان حرياً بالمهدي إزاء الأحداث الراهنة أن يلزم الصمت فالنقد يتطلب ناقداً أميناً ناصحاً مسلحاً بالخبرة، وحكومة المهدي الحزبية لم يعرف لها التاريخ انجازاً ولو يسيراً (مصنعاً للصابون)، طوال 3 أعوام مضت. ولعل أبلغ دليل على أن حكومة الصادق يومها لم تكن تفعل شيء أن الرجل -وكعادته فى تقديم المقترحات والأفكار- لم يقدم مقترحات أو أفكار لمواجهة الحدث؛ كل ما قدمه أنه طلب إعلان السودان منطقة كوارث وهو يرمي من وراء ذلك لأسباب سياسية واضحة حتى يتسنّى للمجتمع الدولي التدخل بالإغاثة المشروطة والإملاءات المعروفة.

إن رئيس حزب الأمة مولع باستثمار الأحداث مهما كانت، والأحداث الراهنة فى السودان كارثة طبيعية وليست (تقصيراً حكومياً) وإن كانت الحكومة نفسها تقر ببعض الأخطاء الهندسية لمنشآتها ولكن غالب أسباب الحدث أن غالب ساكني الأطراف يصرون على السكنى فى مجاري السيول وهي إشكالية ظلت تحاول الحكومة تفاديها دون جدوى.

سودان سفاري

‫6 تعليقات

  1. الآفتراء هو الكذب فى حق الغير بما لايرتضيه .. والبهتان هو افحش الآفتراء .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( صفة العاقل ان يحلم عمن جهل عليه )) ..الصادق المهدى قائد انسانى لا يفصل عقله عن قلبه ابدا .. لا عهدنا منه فاحشا فى القول و لا سمعناه مغتابا و لا نماما و لا متجسسا و لا محقرا للآخرين كما يفعل ابوالعفين ورهطه .. فهو من المستعصمين بالله عند الفتن و الممسكين لآيديهم والسنتهم الا بالخير .. عرفناه متواضعا لمن هو دونه و سباقا لعمل الخير والبر .. متدبرا اذا تكلم وصادقا اذا تحدث .. يتحدث امام الناس بلهجة المتبصر .. يملك الرؤية الواضحة والحلول .. رحب الصدر وقادر على العمل بمبدأ العدل والمساواة بين الناس .. لم تتلوث يداه بالدماء وما انغمست سيرته فى فساد قط .. مثقف دينيا و فكريا وسياسيا واقتصاديا وتقنيا وانسانيا .. ظل وسيظل نقيا وفيا لوطنه ولن تستطع خفافيش الظلام ان تنال من سيرته وسيرورته العطرة .. رجل فى قامة السيد الصادق المهدى عندما يقول ان البلاد تعيش محنة وكارثة فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب !!!!!

  2. توجد أخطاء بشرية في هذه السيول منها أن الناس بنوا في المنطقة الخطإ في مجاري السيول القديمة والمندرسة بفعل الزمن والناس هنا إما أنهم أتوا حديثاً من الأقاليم وسكنوا عشوائياً وهؤلاء لا ضير عليهم ويجب على الحكومة والمجتمع أن يقف معهم ويساندهم , وأن يزال ضررهم ( والضرر يزال ) بأن يعطى كل واحد منهم قطعة أرض مخططة في مكان آمن من السيول ومجاري الوديان , ومن الناس الذين تضرروا أناس تعودوا أنهم كلما منحوا قطعة باعوها وخرجوا إلى أماكن العشوائي ليحجزوا من جديد قطعاًمتعددة بأسمائهم أو بأسماء أفراد العائلة حتى تسجل لهم مرة أخرى وهكذا دواليك وهؤلاء يجب أن يساعدوا في كبوتهم الحالية ثم يعرفواويحاسبوا فيما بعد ويقال لهم ( عينكم في راسكم ) حتى يتركوا هذه الفوضى والعبث وبالمناسبة فإن هؤلاء يتوقع أن يكون عددهم كبيراً , وأعرف بعضاً منهم , لا بالاسم ولكن سماعاً, كلما زحفت عليهم المدينة زحفوا إلى الأطراف الجديدة ولذلك سمعنا في الأخبار قبل عدة أشهر أن الولاية أزالت أكثر من عشرين ألف حيازة سكنية في أم درمان وحدها ولم يحتج ّ منهم أحد لأنهم يعرفون أنهم مخطئون , كما أن هناك سماسرة تعوّدوا أن يحجزوا أراضي في أماكن في أطراف العاصمة وخاصة أم درمان ثم يبيعونها فيما بعد للذين يريدون التوسع أو الخروج من وسط المدينة والسكنى في الأماكن التي لا يدرون أنها خطيرة , ثم نأتي في كل خريف ونسمع … السيل .. السيل .. الغول .. الحكومة .. الكوارث .. إلحقونا … الحقونا … افزعونا .. !! نتمنى أن تقوم الحكومة بعلاج جذري لهذه الأمور حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم وسمعة البلاد والعباد !! والله المستعان

  3. أصلا المهدي مافي زول شغال بيهو والشعب مل منو ومن وجوه قيادات الاحزاب السودانيه الواحده المابتتغير علي مر القرون والأثبتو فشلهم الذريع في قياده السودان في مامضي وأصبحو الأن مجرد أطفال ليس لهم غير النواح.

  4. يحسب للرجل أنه حافظ على أراضي السودان ولم يفرط في شبر منها بل لم يوجد فيها جندي أجنبي واحد
    يحسب للرجل أن السودان كان عفيف مليء بالقيم الفاضلة والتسمامح
    يحسب للرجل حاول أن يجنب البلاد الصراعات الدينية والعرفية
    يحسب للرجل أن جده الإمام محمد أحمد المهدي

  5. الغلط من الناس البيبنوا فى مجارى السيول والخيران والحكومة ممثلة فى ناس الأراضى والتخطيط أيضا” هم سبب الأخطاء فى تمليك الناس أراضى فى الوديان