منوعات

المشاط السوداني .. زينة (مخضرمة) تأبى الإندثار !!

[JUSTIFY]بحسب المؤرخين إن السودانيات عرفن (المشاط) عند دخول المسيحية إلى مملكة (دنقلا) العجوز، ومن ثم انتشر في جميع أنحاء السودان بأشكال متباينة منها ما يعكس وجه القبيلة أو يميزها أو يوصف بها.
وبدأ ظهور المشاط في شمال السودان ووقتها كان يقسم الشعر إلى أربعة أجزاء في شكل صليب.. فيما يعرف بـ(مشطة الفقيرية) الشهيرة.
استمر المشاط في السودان وإلى الآن وتطورت أنواعه وأشكاله واتخذ أسماءً عديدة في كل منطقة، وأضحى بعض الشباب يمشطون شعرهم كنوع من التسريح والتصفيف مؤخراً كما النساء، ولكن اندثر بعض الشيء واختفت معالمه وكل طقوسه القديمة. والآن أصبحت أجهزة وكريمات التصفيف تستخدم في تسريح شعر النساء، وبات المشاط غير مرغوب فيه كما السابق وإن بدت الرغبة فإنه يكون داخل الكوافيرات بأسعار غالية.
(المجهر) التقت بعدد من السودانيات المهتمات بزينة المرأة وجمالها وأفردت لهن هذه المساحة ليتحدثن عن (مشاط الشعر) فماذا قلن:
بداية التقينا بـ(حبوبة) معتقة في مخيلتها ذكريات ثرة وجميلة عن المشاط قديماً، بدأت «حجة» حديثها قائلة: من حبوباتنا عرفنا أن المشاط هو تضفير للشعر وكانت (مشطة الفقيرية) هي المعروفة وتمشطها معظم النساء بشق الشعر لأربعة وتقسيمه وتضفير الجزء الخلفي مع تضفير أو تسريح جانبيه وتسمى (المساير) وذلك في شكل يشبه الصليب مما يؤكد أن (المشطة) السودانية أصلها آتٍ من الشمال، وتضيف: أن المشاط كان يميز انتماء المرأة لأية قبيلة مثله ومثل (الشلوخ). كما أوضحت أن من أشكاله (الشتح) وتمشطه النساء في قبيلة (الشنابلة)، و(القصة) لدى القبائل العربية خاصة (البقارة). وأبانت أن (السودان قفل) المشطة الشهيرة لم تكن معروفة قديماً بهذا الاسم، بل المرأة التي يتوفى زوجها كان يمشط شعرها للوراء ويعرف بـ(السودان قفل).
وقديماً بعض النسوة كن يزين المشاط فيزداد جمال الشعر، وهنا تقول «فتحية محمد» إن اهتمام المرأة بتزيين شعرها كان مهماً ويميزها والقبيلة والمنطقة التي بها حلي للتزيين، موضحة في ذات الجانب أن مشاط (الهدندوة) يزين بـ(الحلي) و(السكسك)، و(البقارة) يزين بـ(السكسك) بعدها يدهن الشعر بما يعرف بـ(العلكة) وتؤخذ من خلية النحل ويتم وضعها على رؤوس الشعر (الممشط) في مساحة صغيرة جداً، مبينة أنه يستخدم لديهم في الرقص و(الشبال)، ويعمل على حفظ الشعر من الجفاف والتساقط. وأضافت أن النساء في غرب السودان يزين شعورهن بـ(الودع) فيما يعرف بـ(مشطة الدهباية).
وتوضح حبوبة أخرى «ست الجيل حسن» أن طقوس المشاط قديماً كان لها برنامج حافل تجهز له متطلباته من الشعر المستعار مثل (الجورسي) وهو نوع من الحرير، إضافة (للسلة) التي أتت حديثاً بعده. وأضافت أنه قديماً كان يستخدم (صوف الأغنام) في المشاط، والتي تقوم بعمله تسمى (المشاطة) وهي تكون دائماً محط احترام وتقدير ولها مكانتها الاجتماعية بين النسوة والأسر، كما كان يحتفي ويحتفل بها لأنها تزين الشعر وتكرم بالذبائح والهدايا القيمة وإن لم توجد يجهز لها ما لذ وطاب من الأكل كالشية والمرارة واللقيمات والشاي وتهدى البخور والعطور والثياب عند عودتها لبيتها لأن المشاط كان يستغرق ما يقارب الثلاثة أيام لتضفيره دقيقاً ومتراصاً.
وعن مشاط العروس تقول «سيدة إبراهيم»: كانت العروس السودانية يمشط شعرها مثل عادة اليوم (كوي وتصفيف وتسريح) وغيرها، حيث تجلب لها (مشاطة) متخصصة لتقوم بذلك في حفل بهيج ومهيب يسمى بـ(شق الشعرة) على أنغام (الدلوكة) والزغاريد وأغاني البنات في أجواء يحيطها الفرح، وتمضي إلى أن شق (الشعرة) كان يستخدم فيه عود من الصندل بعد بريه مثل القلم لاستخدامه في شق الشعر، وكانت تقدم له الدعوات. وأضافت: أن المقتدرين والأثرياء كانوا يشقون الشعر بـ(مرواد) ذهبي يشبه الذي يستخدم في الكحل، وأكدت على أن العروس تمشط شعرها بإضافة (الجورسي) مهما كان طويلاً حتى ينساب أسفل ظهرها. وبعدها يُزين بقطع من الذهب أو يُغطى بطاقية من الجنيهات و(أنصاص الذهب) المعروفة لدى السودانيين مع (الغدو والزمام أبو رشمة) كما هو معروف في الجرتق السوداني وزينة العروس.
وللمشاط فوائد عديدة منذ القدم إلى يومنا هذا في كونه يعطي الرأس والشعر شكلاً جميلاً بجانب تطويله ومنع تقصفه خاصة عندما يدهن بزيت (الكركار) الذي هو من صنع المرأة السودانية المعتق بخلط (الودك) وهو من شحوم الخراف، وإضافة بعض العطور إليه بغليه في النار مع الزيوت النباتية كالسمسم والفول والذرة.
وفي السياق تحسرت «زينب» (مشاطة قديمة) على الزمن الجميل الذي كانت تأتيها النساء في منزلها، مبينة أن ظهور الكوافيرات قضى على (المشاطة) التي كان لا يخلو بيتها من النسوة.
ويلاحظ أيضاً أن المشاط أضحى عالمياً وموضة منتشرة خاصة في (أمريكا) و(إفريقيا)، وأصبح الرجال يلجئون إليه خاصة المشاهير في عالم الرياضة وأكثرهم من لاعبي (كرة القدم والسلة) والغناء والموسيقى والتمثيل، وصارت (مشطات) الكثيرين منهم مرغوبة لدى العامة أمثال (البوب) على مطرب (البوب) المغني الجامايكي «بوب مارلي» بجانب «كريج ديفيد» و»اسنوب دوغ»، و»دروغبا» و»كانو» في كرة القدم وغيرهم.
وبحسب الكوافيرات فإن أسعار المشاط غالية الآن تتراوح ما بين (60) إلى (100) جنيه، ولكنه بأشكال وألوان متباينة وجميلة بادخال الشعر المستعار وبتسميات حديثة أيضاً، تعرض في بسترات وألبومات وعلى شاشات الكمبيوتر لاختيار المشطة التي تناسب الفتاة أو المرأة مأخوذة من آخر وأجمل بيوتات الموضة في عالم المشاط بـ(إفريقيا) و(إثيوبيا) و(أمريكا).[/JUSTIFY]

نهلة مجذوب
صحيفة المجهر السياسي

تعليق واحد

  1. بتتكلم عن المشاط السودانى, وعارض صورة واحدة بيضاء. خجلان من اللون الاسود!!! عجيبة, ده شنو ده!!!