سياسية

المعارضة والهروب المبكر من الانتخابات العامة !

[JUSTIFY]فى الوقت الذي أعلن فيه الرئيس السوداني البشير في خطابه أمام البرلمان السوداني مؤخراً -وبوضوح قاطع- قيام الانتخابات العامة في السودان رسمياً مطلع العام 2015م، ومن ثم يعتبر العام 2014 عام التحضير والاستعداد للمنافسة الانتخابية المترقبة، فإن قوى المعارضة السودانية كانت في وادي آخر تماماً، إذ أنها فى ذات التوقيت كانت تتباحث حول دستورها الانتقالي وكم تكون الفترة الانتقالية وهل يتم اعتماد النظام الرئاسي أم البرلماني؟

وغرابة هذه المسافة السياسية الشاسعة بين الموقفين تكمن في أن قوى المعارضة السودانية -بخيالها السياسي الجامح- تخطت كل مراحل إسقاط الحكومة وفرغت من هذه المهمة (السهلة) ولم يتبق لديها شيء سوى الاتفاق فيما بينها على الفترة الانتقالية وطبيعة النظام السياسي الذي سوف يحكم الفترة المقبلة!

قوى المعارضة السودانية أقصت من ذهنها إقصاءاً تاماً فرضية وجود سلطة سياسية حاكمة فضلاً عن تناسيها تماماً الإنتخابات المقبلة.
لو أن هذا الإعلان الواضح عن قيام الانتخابات العامة بعد نحو من عام واحد فقط تم في أي بلد لنزل برداً وسلاماً على قواه المعارضة لأنها فرصة ثمينة للتنافس الشريف بالبرامج والرؤى والأفكار؛ وكعادة قوى المعارضة السودانية فقد أهدرت منذ الاستحقاق الانتخابي السابق فى العام 2010 أكثر من ثلاثة أعوام لم تفعل فيها شيئاً، لا هي أعادت تنظيم نفسها ولاهي أسهمت في الإعداد لدستور متوافق عليه، ولا هي عادت إلى قواعدها -إن كان لها متبقٍ من قواعد- وأعادت قراءة المشهد السياسي العام حتى تكون مستعدة ومعدة إعداداً جدياً لخوض غمار المنافسة الوشيكة، ولكن مع كل ذلك فإن الأقدار السياسية ما تزال تحنو على قوى المعارضة وتحيطها بحظوظ جيدة ، فهاهي الآن تُعلن رسمياً عن موعد المنافسة المقبلة وأمامها عام كامل بوسعها استثماره استثماراً جيداً فى تهيئة نفسها لهذه المنازلة السياسية الكبرى.

إن إسقاط الحكومة السودانية عن طريق التظاهر السلمي أو التظاهر العنيف -وقد حدث ذلك أكثر من مرة- هو أمر فى حكم المستحيل سواء لأسباب تتعلق بطبيعة المتغيرات السياسية التى طالت البلاد طوال السنوات المنصرمة، والتي أعطت المواطنين السودانيين فكرة واضحة عن اختياراتهم السياسية، أو لأسباب تتعلق بفشل هذه الأحزاب ليس فقط فى إدارة نفسها وتحالفاتها، وإنما فى إمكانية مراعاتها لمصالح المواطنين.

إذن نحن أمام مشهد تاريخي فارق تعيد فيه قوى المعارضة السودانية إنتاج أزمتها السياسية، فهي تعيش فى بحبوحة من الأحلام ورغد من الأمنيات الطيبة، تهوم فى فضاء عريض تنتظر أن تمطر السماء عليها سلطة ولا تفعل أكثر من الاشتهاء والتمني، وهذا يعني عملياً أنها -وكما أهدرت فرصاً غوالي من قبل- فإنها سوف تهدر الفرصة المتاحة حالياً أمامها وسوف تعود بعد ظهور نتيجة الانتخابات فى العام 2015 لتمارس ذات الفعل، تتمنى على الله الأماني ولا تحرك ساكناً!

سودان سفاري[/JUSTIFY]

‫5 تعليقات

  1. المعرضه السودانيه لاتهوى المجازفه عايزه مناضب جاهزه بدون انتخابات مثال ابوعيسى عمره مافاز فى انتخابات كلها تعيين . البقيه الباقيه عايزه نفس الموال على الجاهز .

  2. للعجب أن البشير يصغر هؤلاء في العمر بأكثر من 20 عاماً وهم يصرون على إزاحته ليكونوا مكانه بدون أي برنامج ولا إعداد ولايحزنون؛ فإذا كانت المسألة تداول أدوار بين الكبار إذن فعلى الشعب السوداني أن يحافظ على البشير باعتباره أخف الأضرار المتوقعة وعرف كيف يتعامل معه؛ السؤال هو ما مصير الشباب دون الخمسين في هذه الأحزاب؟؛ يا جماعة أنتو فشلتم في السابق فعليكم أن تعطوا الفرصة للآخرين ولو في حزابكم وفكروا فيما تستقبلوان فهي إما نار وإما جنة والى الأبد……………………..

  3. انتو يا جماعة الخير المعارضه دي ما كان عندها( برنامج المائة يوم) لاسقاط الحكومة …؟ !!!!!!!!!!!!
    المعارضة ذات الخيال الخصب هذه متخيلة واحد من اتنين : إما ان المائة يوم هذه لسه باقي فيها مائة يوم .. وإما أن الحكومة سقطت بالفعل وهي الآن في سدة الحكم …………..!!!!!!!

    والله لقد سئمنا من الحكومة , وسئمنا من المعارضة وما بينهما

  4. مؤسس حزب الحكومة فقلنا بنزاهة الانتخابات ومناخ الحريات المتاحة للأحزاب للمنافسة في انتخابات 2010 م، وما ان غادر المؤتمر الذي أسسه حتى طفق يحدثنا عن غياب الديمقراطية والمؤسسية بالمؤتمر الوطني الذي يدار بقلة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة بإمكانيات الحكومة التى هى ملك لكل شعب السودان. انه الغازي صلاح الدين الذي كاد ان يتسبب في إغلاق قناة امدرمان الفضائية لمجرد ظهوره على شاشتها، حيث حرك المؤتمر الوطني جهاز الامن والمخابرات للتصدي للغازي بالضرب تحت الحزام في ممارسة ديمقراطية لا تحدث الا في عراق البعث او ايران الولي الفقيه؟؟ ثم يحدثونك عن انتخابات 2015م معلومة النتائج بفوز البشير بطل فصل الجنوب وإحراق دارفور بلا أسير ولا جريح وتشريد الملايين بتشاد ومعسكرات كلمة وزمزم وابشوك وقتل الشهداء ووو برضو البشير فايز رغم انفه (لانه خاتلنا بانه غير راغب في الترشح كمن يتمتعن وهن راغبات) ب 99 في المئة وبرلمان 90 في الميه مع شوية أرانب مستأنسة لزوم الديكور الديمقراطي زي نهار ومسار واحمد الضلال بتاع الاعلام الذين تخلى لهم الدوائر وبرضو بإمكانيات الدولة .. انتخابات إيه يا بتاع انتخابات

  5. بكل المعايير والمقاييس فليس من المنطق ان تشترك الاحزاب في الانتخابات القادمة لان نتيجتها محسومة حتى قبل قيامها
    المؤتمر الوطني يسيطر تماما على كل اليات الدوله المال والاقتصاد والاعلام والشرطة والجيش والقضاء ومفوضية الانتخابات نفسها لذلك فان النزول مع المؤتمر في انتخابات من اي حزب من الاحزاب لايعدو كونه عبث وحرث في بحر والاحزاب صاحبة تجربة
    اما الحزبين الامة والاتحادي فمن الافضل الاستمرار في مشاركة المؤتمر الوطني في الحكومة سواء كانت مشاركة معترف بها او منكورة لانه الافضل لهما ولا اعتقد ان لهما حضورا جماهيريا كاحزاب معارضة
    من الافضل بدلا من اضاعة الاموال والصرف على الانتخابات الشكلية ان يتم الاتفاق على فوز المؤتمر الوطني بالتزكية والتجديد للرئيس البشير مباشرة لان الامل في التغيير عن طريق الانتخابات غير ممكن كما التغيير عن طريق التظاهر غير ممكن وقد هزم الشعب في جولتي رفع الدعم السابقتين
    ولكن تلوح فرصة في الافق عند رفع الدعم الحزمة الثالثة ولكن ليس عن طريق التظاهر في الشوارع كرا وفرا انما بالاعتصام في الميادين حتى تضيق الفرصة امام الدهماء والغوغاء الذين مارسوا الحرق والسلب والنهب والتخريب
    رفع الدعم القادم هي فرصة امام الشعب للتغيير ولكن بدون حزبي الامة والاتحادي والشعبي لان الاولين مشاركين في الحكومة والثالث يدير حوارا حثيثا .. يعني الشعب ينظم نفسه مع تلك الاحزاب الصغيرة الصادقة ويهب هبة مثل اكتوبر وابريل حيث لم يكن الفيسبوك والواتس اب متوفرا ولكن كان الوعي والارادة متوفران