رأي ومقالات

هدية علي : أخطاء التمويل المصرفي !!

[JUSTIFY]فاجأنا الخبير الاقتصادي أبو البشر عدلان مدير فرع كوستي كما أوردت العديد من الوسائط الاعلامية خلال الأسبوع الماضي، بتمويل التاكسي التعاوني وهو نشاط تجاري بحت يعني أن بنك المزارع لا يريد تمويل الوحدات الإنتاجية التي تساهم في حل الضائقة المعيشية وتشغيل الذين يعانون من البطالة، وإلا ما معنى تمويل تاكسي تعاوني؟ فهذا النشاط من صميم مسؤولية بنك العمال وبنك الادخار، وهي تنمية مدنية اجتماعية للبنوك المعنية بها، تجربة بحكم تخصصها. ولا يعقل أن تتجه كل المصارف لتمويل أنشطة تجارية تجنباً لمخاطر التمويل الإنتاجي.. وبنك المزارع بنك متخصص من اسمه، ومملوك للمزارعين، ومن المفترض فيه أن يوجه استثماراته في طريقها الصحيح وهو الاستثمار النباتي والحيواني.. فصاحب المنجل الحقير سيد الناس ما عاد يقوى على تأمين قوته، وباتت كل أحلامه حطاماً نظير اختلال السياسات الاقتصادية.. فهل يوجه مديرو الفروع السياسات الاستثمارية في البنوك؟ وإلا كيف لبنك متخصص في الزراعة أن يترك المزارعين في مهب الريح ويلجأ لتمويل القنوات الفضائية كما ذكر أبو البشر عدلان بلسانه.. ولمعلوميته فإن ولاية النيل الأبيض لا تحتاج لقناة فضائية ويكفيها تلفزيون الولاية الرسمي الذي على ما اعتقد متوقف عن العمل بسبب ضعف الإمكانات.. فعلى حكومة النيل الأبيض أن ترتب أولوياتها في ظل الفضاء المكشوف، وألا تنجر إلى المبادرات الهلامية التي لا تنسجم مع الواقع الذي تعيشه غالبية أهل الولاية، فكيف بالولاية أن تشغل قناة فضائية «وقنوات الري في معظم المشروعات مقفولة ومراكز أبحاث البذور مشمعة»؟ وما الذي تريد النيل الأبيض أن تقوله عبر هذه القناة الفضائية لمواطنيها وللسودانيين أجمع؟ وينبغي ألا نجاري الآخرين في إطلاق قنوات بلا محتوى للرقص والغناء والحفلات الخيرية.. وأعتقد أن الفضاء مفتوح، وأن أهل النيل الابيض يجدون في قنوات أخرى ما يشبعهم ثقافياً واجتماعياً وفنياً ودينياً .. أيريد أبو البشر أن يمحو أميتنا الثقافية ويجعلنا جياعاً؟ «إنت عندك شعب جائع عامل ليهو قناة عشان يشوف فيها شنو وكمان تاكسي تعاوني».. تمول الرفاه وتتخلى عن أسباب الحياة الداعمة للحياة.. وأعتقد أن بعض فروع البنوك انحرفت عن أهدافها وانزلقت في اتجاه غريب شديد لا يخدم بأية حال العملية الإنتاجية التي هي من صميم أنشطة البنوك المتخصصة كبنك المزارع، وهذا يؤكد حجم المخاطر التي تهدد الاقتصاد جراء السياسات المضطربة والجري وراء الربح السريع والمضمون. النيل الأبيض ولاية زراعية بامتياز، ويكفي أن أضخم وأطول نهر في إفريقيا يشق أراضيها، وبها أراضٍ منتجة، مثل «أم غنين وفطيس وأبقر وأم تكال والمشروعات المجمعة لكهرباء الملاحة»، ولو ساعدنا أبو البشر في كهرباء الملاحة لكان أنفع واجدى من التاكسي والقناة الفضائية.. وجميعها مشروعات متوقفة بسبب التمويل، ويعيش الناس حياة بعد انتفاء الأسباب الداعمة للحياة، اللهم الا اولئك الذين يمتلكون الثروة الحيوانية وهي في النيل الأبيض قطاع عريض.. لكنها تحتاج لرأس مال ومستثمرين يستطيعون توجيه الاستثمار في الإنتاج الحيواني «جبنة الدويم»، فإذا ما وجد هذا القطاع مستثمرين جادين سيحقق اكتفاءً ذاتياً من اللبن ومشتقاته، فضلاً عن الثروة السمكية الهائلة، حيث مازال الاستثمار فيها بدائياً يقوم على الصيد بالشبكة.

ادعمونا في هذه المشروعات يرحمكم الله.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. رأيك شنو فى البنك عايز يمول قناة النيل الابيض الفضائية؟ أحسن التكسى ولا الفضائية؟

  2. الوحدات الانتاجيه لايحتاجها هولاء الحرامية .. مايحتاجونه هو مزيد من العهر والفسوق بزيادة القنوات الفضائية .. ومزيد من الصرف فيما يضيف الى ارصدتهم ( الناس مالاقيه مواصلات ويجى واحد اهبل ذى ده يقول ليك تاكسى ) .. ولو تابعتى نهاية موضوع تمويل التاكسى التعاونى لوجدتى ان التمويل لصالح الشركة التى تستورد بصفة حصرية التاكسى التعاونى الممول .. وستجدى انها شركة تم انشاءها باسم احد المحاسيب ( الواحد فيهم ماكيشه عشان يسجل حاجه باسمه ياقول حرامى كبير فيهم ) .. وشرط التمويل ان تشترى من تلك الشركة لان تمويلنا لن ندفعه الا لها .. والتاكسى التعاونى صناعة صينية سيباع لمن يرغب بـ 400% من تكلفته الحقيقيه والماعاجبو يبلط البحر .. وبرضو هى لله هى لله ..

  3. أين بنك السودان من هذه الفوضى؟ اليس من المفترض انه الجهة الرقابية على القطاع المصرفي وحمل البنوك على الانضباط في اداء الادوار المرسومةلها في ترقية القطاعات الاقتصادية المختلفة؟ وبعد كل هذا تتمشدق الحكومة بخططها التنموية الفاشلة وهي عاجزة تماما عن ضبط اهم الياتها……….