حوارات ولقاءات
القيادي بالمؤتمر الوطني الحاج عطا المنان : لهذا (…) السبب أتفق مع الإصلاحيين
متن القضية ما هو؟ في العديد من المذكرات، مثل مذكرة (السائحون) والإصلاحيين، الناس لم يناقشوا متن القضية، وإنما نظروا إلى الطريقة التي اتبعت، وعابوا على مقدمي المذكرة أنها لم تطرح في الوقت المناسب، وأنها لم تأتِ عبر مؤسسات الحزب، وظهرت في وسائل الإعلام قبل أن تصل الحزب. في المذكرة التي قدمت من الإصلاحيين إلى أيّ مدى أنت تتفق معها؟ أنا لم أقرأ المذكرة تفصيلاً، ولكن أحسب أنها قدمت للرئيس البشير، ولكن كثيراً من الناس اطلع عليها في وسائل الإعلام، وأفتكر أن دعوة الإصلاح يجب أن تكون مقبولة. هل هي دعوة مبدئية أم أنها تأتي في إطار الصراع داخل حزبكم؟ ليس هنالك صراع داخلي بالمعنى، وإنما حوار حول الهدف والغاية. وقد تختلف الوسائل، والمرجع في هذا هو النظام واللوائح.
الإصلاحيون يطرحون قضايا في إصلاح الحزب والدولة والحريات؟ أنا أتفق معهم في الإصلاح، وأختلف في الوسائل التي اتبعت، وكان يجب أن تناقش داخل المؤسسات، وقد يختلف الناس حولها، وبعدها يمكن أن يؤخذ بها أو لا.
بعضكم يتهم د.غازي صلاح الدين بأنه يبيّت نية الانشقاق، ولكن أراد أن يخرجه بطريقة أكثر ثورية حتى يكسب المزيد من المؤيدين؟ غازي رجل مفكر، وأقدم منّا في الحركة الإسلامية، وهو عبّر عن نفسه، وهو أكثر الناس تعبيراً عن مواقفه.
هل الذين يعبّرون في حزبكم مصيرهم الفصل والمحاسبة؟
أنا قلت كلاماً داخل مؤسسة التنظيم، وصفه اللواء الحردلو بأنه أصعب من حديث غازي ومجموعة الإصلاحيين، ولكن الفرق أنه كان داخل المؤسسة.
أنت رجل اقتصادي، ألا تعتقد أن السياسات الاقتصادية أثبتت فشلها؟ في مرحلة ما كانت إدارة الاقتصاد بتفاؤل شديد، وعندما تحدث صابر محمد الحسن عن صدمة اقتصادية، أعاب عليه الناس، ولكن الصدمة حصلت بعد انفصال الجنوب، وضعف الاحتياطيات في النقد الأجنبي؛ وهذا ما زاد العبء على المواطن، وهذه الإجراءات حزم واحدة، وإلى الآن أخذت حزمة واحدة برفع الدعم عن المحروقات، وإذا لم تؤخذ بقية الحزم لن ينجح البرنامج الإصلاحي. المواطن يقول إنكم تحمّلونه أخطاءكم، حيث رفعتم الدعم عن المحروقات، وما يزال دعمكم مستمراً، ولم نرَ تقشفاً حكومياً أو تخفيضاً للنفقات؟ من حق المواطن أن يقول ذلك، وأنا أؤيده، والحزمة الاقتصادية 29 بنداً، ورفع الدعم واحد منها، وإذا لم تؤخذ كلها بالسرعة المطلوبة، سيواجه البرنامج أزمة كبيرة.
البعض يقول إن الحاج عطا المنان أصبح مهمشاً داخل حزبه، ولا توكل إليه ملفات مهمة؟ لا أشعر بهذا التهميش. ألست مهمشاً؟ لست مهمشاً، وأنا رئيس القطاع الأوسط، وأمارس دوري بحسب اللائحة، وإن كان هنالك ضعف في الأداء، فهذا يعني أن هناك ضعفاً في الصلاحيات الممنوحة. هل صلاحياتك غير كافية؟ قطاع التنظيم قطاع تنظيمي، ونحن حلقة ربط بين الولاية والمركز.
إذا لم تتم الاستجابة لدعاوى الإصلاح في المؤتمر الوطني، حتى التي تأتي عبر الطرق التنظيمية، هل تتوقع أن يكون انشقاق غازي ومجموعته الأخير؟ أأي حزب لا يعمل على الإصلاح الداخلي والتجديد، يكتب على نفسه الفناء، ودعوات الإصلاح بعد مذكرة غازي كثيرة جداً، لكنها لم تأخذ دوياً وإن كنت حزيناً للذي حدث، وقلتها داخل المؤتمر الوطني، وقلت: “أنا حزين للطريقة التي قدمت بها المذكرة”، وحزنت لانعدام الحكمة داخل المؤتمر الوطني لمعالجة القضية، وأي حزب إذا لم يعمل بالتجديد، يكتب على نفسه الفناء، ونتيجة حتمية للمؤتمر الوطني أن ينظر للإصلاح الداخلي، وكونت لجنة ونحن تحدثنا، وقلنا لِمَاذا المذكرات الكثيرة من (السائحون) ومجموعة الإصلاح والطلاب ومذكرة الألف، وكونت لجنة للنظر في هذه القضايا، ولا بد أن تتم الاستجابة للإصلاح. هل التشكيلة الوزراية المرتقبة يمكن أن تسع قوى المعارضة؟ القضية الآن من يحكم السودان، أم كيف يحكم؟، والقضية قضية منهج ونظم، وأي وزير يأتي في ظل نظام لا يبنى على توافق وطني ورؤية وطنية، سيكون أداؤه نفس الأداء، إن لم يكن أقل، ولذلك نحتاج إلى رؤية وطنية شاملة تعالج القضايا التي تقعد الوطن، وتسمح بالمنافسة الشريفة في الحكم. هل هذه يعني أن مشاركة الأحزاب المعارضة في ظل الوضع الحالي ليست ذات جدوى؟ مشاركة الأحزاب بها جدوى، ومعظم الأحزاب لا تشارك إلا باتفاق مبدئي في الرؤية، وإذا حصل هذا الاتفاق يعد علامة نجاح في اتفاق على القضايا الوطنية، والكيفية التي تقاد بها البلاد. أنت كنت مهندساً لدخول الاتحادي الأصل للحكومة، البعض يقول إنكم لم تستفيدوا من هذه المشاركة سوى شكلياً؟ أنا حاورت هذا الحزب لفترة طويلة، وكانت لنا أهداف، وكنت حريصاً على أن يكون الصراع داخل البلد، وأن يصل الناس إلى معالجات، وكنت لا أحسب أن يظل الحزب الاتحادي معارضاً خارج البلاد، لأنه أمر غير مقبول لجماهيره، ولحزبنا كان مقلقاً، وكنت أرى ضرورة دخول الحزب للبلاد، حتى إن كانت رمزياً، وهي إضافة للسودان، وعلى الأقل الجبهة الشرقية هدأت والجبهة الشمالية مع مصر هدأت، وهذه حسنات دخول الاتحادي، ولكن على هذا الحزب أن يتماسك وأن يرتب أوضاعه الداخلية. كنت مقرباً من ملف دارفور، وبعد هذا الصراع الطويل هل تعتقد أن أزمة الإقليم ذهبت في طريق اللاعودة؟ أنا مشفق على الوضع في دارفور، وكان لديّ أمل في معالجة هذه المشكلة، ولكن بعد أن طال الأمد أصبحت أقول إني في حيرة لأن الأزمة تجذرت بصورة تجعلها كل صباح تزيد وتتعقد، وهي تشهد صراعاً قبلياً شديداً وما تزال معسكرات النزوح موجودة والمليشيات، وأنا آمل في كل أهل السودان قيادة وشعباً، وأحمل المسؤولية للحزب، لأن يعالج هذه المشكلة، قبل أن تؤدي بنا إلى صراع أعمق، وأنا حزين لما يحدث. الحكومة وحزبكم متهمان بعرقلة التوصل لسلام حقيقي بدارفور؟ دارفور تحتاج إلى ترميم العلاقة بينها والمركز، بجانب المكون الداخلي، وترميم العلاقة بين السودان والمجتمع الدولي، والقضية لها بعدها العالمي ولها البعد الداخلي. لماذا لا يفتح باب الحوار؟ الحوار مع الحركات المسلحة ليس ذا جدوى لأنها مفتتة.
ولكن الحكومة المساهم الأكبر في تفتيت هذه الحركات؟ أنا ضد تفتيت الحركات والأحزاب، وإذا تحاورت مع جهة متماسكة أفضل من أن تتحاور مع جهات متفرقة، وإذا لم تحل المشكلة أتوقع كل السيناريوهات. البعض يتحدث عن موجهات تريد استمرار الرئيس البشير في الرئاسة لدورة قادمة؟ الرئيس البشير صادق في عدم ترشحه، ولكن يظل الحزب هو الذي يقرر، والحزب سيعاد تكوينه وبناؤه في العام القادم، وغالباً سيأتي بمجموعات قديمة، وأتوقع تغييراً للوجوه بحسب اللائحة التي تمنع الترشح لأكثر من دورتين، وأتوقع أن الحراك في الولايات والمركز سيأتي بوجه جديد لقيادة المؤتمر الوطني، وهي التي ستقرر. أنت رجل أعمال وسياسي؛ ألا يفتح هذا باب للفساد المحمي؟ الحلال بين والحرام بينهما أمور متشابهات ويجب أن نتقي الشبهات بقدر ما نستطيع ونحن نعمل أعمالاً حرة وأنا منذ 1984م أعمل في العمل الخاص، وفي كل وزارة أدخل إليها أوقف العمل الخاص.
كيف لهذا الفصل أن يحدث، أنت شخصية سياسية، وفي النظام الحاكم، إذا ذهبت لجهة من أجل تصديقات في مجال عملك، هل يمكن يتم رفض طلبك مثلاً؟ هذه الشبهات التي أعنيها، وأي إنسان تكسب من موقعه بالنفوذ، فهذا هو الفساد. هل أجريت إقرار ذمة؟ نعم عملت إقرار ذمة. هل كشفت فيه عن مبالغ مليارية تمتلكها؟ أنا الآن ليس لدي مسؤولية تجعلني أقدم هذا الإقرار.
قدم إقرار ذمة للرأي العام لكي يعرف؟ أعمالي واضحة لكل الناس، ومن العام 84، لم أدخل في أي عطاء حكومي، ولم أتاجر بأي سلعة لها علاقة بقوت الناس، ولم أتاجر في السكر أو الدقيق أو الجاز.
صحيفة السوداني
حوار: خالد أحمد
ع.ش
[SIZE=6]الحاج درس معنا بجامعة السودان , هو من قرية البرصة بشــمال الســودان, الحاج ينحدر من اسرة بســيطة و رقيقة الحال.
كان أول عمله حين تخرجنا مهندسا بســيطا فى المؤسسة العامة للطرق و الكبارى, كانت علاقتى به حتى قيام الانقاذ , كان حاله كحال أى مهندس , يعنى موظف.
أعجب جدا لقوله هذا فهو الآن فعلا يمتلك مليارات, ســؤالى البرىء هو : كيف يتأتى لشخص بســيط أن يمتلك كل هذا الكم من الأموال لولا أن يكون نفوذه هو الذى ســاعده على ذلك.
الشىء الذى يجعل الانسان يمتلىء حنقا أن معظم من يتم اســتطلاعهم من منســوبى المؤتمر الوطنى إما انهم يكذبون أو أنهم يفترضون فينا الغباء. [/SIZE]
المشكلة إنه بقولوا إنهم إسلامي وحزبهم حزب إسلامي ، والشوري وإبداء الرأي الآخر والنقد البناء من أساسيات الشوري ؟ فأين الشوري لدي ناس المؤتمر الوطني وهذه من أبجديات السياسة ؟ وقد برهنوا بأنهم حزب غير ديمقراطي وإستبدادي وقمعي يمارس سياسة العزل والإقصاء لكل من يخالفه الرأي وإن كان هذا من المؤسسين للحزب وشخصيات لها وزنها الإسلامي وليسو بمتسلقين ولا منتفعين ” وأكيد سيكتب الفناء لهذا الحزب إذا سار بهذه الطريقة الإقصائية.