إستيلا قايتانو .. امرأة تبرق منها الدموع
(بروق الحنين) الفيلم التسجيلي الذي عرضته الجزيرة العربية لمشهد انشطار السودان وذرفت من خلاله الكاتبة والصيدلانية دموعها على عجزنا في أن نحافظ على (لحمة السودنة حية)، هذا الفيلم جلب عليها سياط النقد القادمة من ضفة بحر الجبل لتدور معركة شرسة بينها والذين يرون أن (إستيلا) اختصرت كل نضالات الجنوبيين في حبيب قد تركته شمالاً!
“ليس ثمة تغيير. إستيلا هي إستيلا، ذات يوم أحبت وطنا اسمه السودان من حلفا لي نمولي، وطن حلمنا وعملنا بكل طاقاتنا ليسع الجميع، وانفصال السودان أو استقلال الجنوب لن يغير هذا الحب، ولن يبدل ذاك الحلم، وسوف أستمر في ما أفعله، ليس من أجل الوحدة أو الانفصال أو الاستقلال أو الكونفدرالية، لأن كل هذا لا يُشكِّل غاية بالنسبة لي، وإنما الغاية كانت تحقيق حلم الوطن الذي يسع الجميع، ولا يُذلُّ فيه أحد بسبب انتماءاته وخياراته وآرائه؛ بل حتى آلامه. كنتُ مخدوعة بأن ذلك قد يكون ممكنا، ولكن..”..
كان هذا رد الكاتبة المقيمة في جوبا على ما سمته الإرهاب الفكري الذي قاده الكاتب (إبراهام البينو) ولكن معركة بروق الحنين لم تكن لتقف في محطة جوبا وصحائفها فسرعان ما انسابت إلى الوطن الإلكتروني وتباينت حولها الرؤى وحول ما قدمه الدكتور وجدي كامل وفريق الفيلم في القناة بين السودانيين شمالاً وجنوبا ودخل آخرون على الخط.. لم يكن من وسيط سوى الدموع التي قالت بطلة الفيلم إنها ذرفتها لأشياء خاصة وخاصة جداً إلا أن خصوصية قايتانو سرعان ما انتقلت إلى آخرين ذرفوا ذات الدمع ولكن في شاشات وجعهم الخاصة ليس في انتظار عودة الوحدة، بل في الحفاظ على ما تبقى من قيم التعايش.
دموع ما قبل الفراق ودموع في انتظار الفراق ودموع من بعده.. هذه هي رحلة قايتانو في وطن تبرق منه دموع الحنين التي لا تجف.
صحيفة اليوم التالي
الزين عثمان
ع.ش
براهم اختاروا الانفصال ويجوا يتباكوا على الوحدة وحبيبها الشمالي!