الأمة والشعبي.. شيك سياسي لصالح الوطني !
الآن يبدو أن الحق قد حصحص على الأقل بشهادة معتمدة وموثقة من كلا الحزبين. أزمة دارفور صناعة شعبية، أي صنعها الشعبي, وعلى الجانب الآخر كان الحزبين أيضاً يتصايحان فى كل محفل أنّ الوطني قسّم السودان، وفرط فى جنوبه، ولم يحافظ على وحدته.
الآن ثبت جلياً بشهادة الحزبين أن الذي تسبب فى فصل الجنوب هو الأمة القومي. ويمكن قراءة ما جرى من مساجلات فى عدة سياقات، السياق الأول أن الشعبي والأمة القومي، على الأقل سياسياً وأخلاقياً ليسا جادان بالقدر الكافي فى الاتهامات التى درجا على توجيهها للوطني، فالاتهامات عادة لا تنقلب ولا تتغير وهي ظلت كذلك منذ سنوات قبل أن يتم (شطبها) فى مواجهة الوطني ويخلى سبيله لتوجه الى غيره!
السياق الثاني أن الأمة والشعبي وإن بدا أنهما متقاربان على الأقل بحكم (قرابة المعارضة) إلا أنهما فى الواقع يضمران لبعضهما الكثير من الغل بأكثر مما يضمر كل منهما ما يضمر للوطني، وهذا السياق بالطبع يصب فى صالح الوطني كونه الأكثر توازناً من الاثنين رغم ما يحمله من أثقال على ظهره!
السياق الثالث أن قضية دارفور وفقاً لهذه المساجلة ليست من صنع الوطني بحال من الأحوال الأمر الذي يسقط كل التهم الدولية التى ألصقها المجتمع الدولي بالوطني كونه دمر الإقليم وهتك نسيجه الاجتماعي وفرق بين اثنياته، فالمناط هنا ليس فقط براءة الوطني من تأجيج الصراع ولكن براءته حتى فى معالجة الأزمة إذا كان هنالك فى مساطب المعارضة من يؤجج نيرانها ويوقد كل نار يطفئها الوطني.
وأخيراً فإن قضية فصل الجنوب وانتقالها من خانة (مؤامرة الوطني) عليها الى خانة تسبب أحزاب خارج الحكومة فيها يعيد الأمور الى نصابها الحقيقي -ولو مجازاً- إذ المعروف أن كافة أحزب المعارضة بلا استثناء وافقت فى مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية على منح الجنوب حقه فى تقرير مصيره وسواء تسبب الأمة فى هذا الانفصال أم لا فإن الحقيقة سطعت وجرت على لسان قادة المعارضة دون أن يتكلف الوطني فلساً واحداً!
سودان سفاري
ع.ِش