هوجة سعودية للتعاقد مع اللاعبين المصريين
ولا يزال هناك حتى الآن العديد من الأندية السعودية التي تقوم برصد اللاعبين في الدوري المصري من أجل التعاقد معم، وكان أخرهم وليد سليمان صانع ألعاب فريق بتروجيت والذي أعلن أهلي جدة ضمه رسميًا على سبيل الإعارة لنهاية الموسم مقابل 500 ألف دولار.
ويعتبر سليمان ثالث لاعب مصري يلعب في الدوري السعودي هذا الموسم بعد عماد متعب مهاجم اتحاد جدة، وحسام غالي لاعب النصر، وقال سليمان بعد توقيعه للفريق إن انضمامه لناد كبير بحجم أهلي جدة يمنحه فرصة أكبر للعطاء وإبراز إمكانياته في الدوري السعودي المعروف عربيًا.
ويأتي رغبة الأندية الخليجية والسعودية بصفة خاصة في التعاقد مع اللاعبين المصريين بسبب ارتفاع مستواهم البدني والذهني نتيجة الخبرات الكبيرة التي اكتسبوها في الأعوام الأخيرة عقب فوزهم ببطولتي أمم أفريقيا 2006 ، 2008.
كما تستغل أيضا الأندية السعودية الظروف التي يمر بها اللاعبون مع أنديتهم، ليحاولوا إغراءهم بكافة الطرق، وهو ما برز واضحًا في تعاقد النصر مع حسام غالى لاعب توتنهام والأهلي السابق إذ كلفت الصفقة مجلس إدارة “العالمي” مبلغ مليوني جنيه إسترليني.
واستطاع الفريق السعودي أن يبرم صفقته مع غالى وذلك بسبب العلاقة المتوترة بينه وبين جماهير ناديه بعدما رمى قميصه في وجه مدربه الهولندي مارتن يول وهو ما جعله يجلس على دكة البدلاء بقية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي.
وحاول اللاعب المصري في أكثر من مرة أن يقدم اعتذاره إلى جماهير ناديه لكنها لم تسامحه بل قست عليه بشدة عندما حاول المدير الفني هاري رينداب دفعه في مباراة ويجان بكأس الاتحاد لكنه لقى هتافات معادية وصفارات استهجان جعلت مدربه يتراجع ويقرر جلوسه مرة أخرى احتياطيًا.
بعد ذلك قرر فريق برمنجهام التعاقد معه فوجدها فرصة رائعة للهروب من جحيم “السبيرز”، لكن النادي تراجع في أخر لحظة عن ضمه، حيث أكد ستيف بروس مدرب الفريق أن تصرفات اللاعب غير الاحترافية في أيامه الأولى مع الفريق هي التي أدت لإلغاء فكرة ضمه.
ومن ضمن اللاعبين الذين تعاقدت معهم الأندية السعودية هو عماد متعب لاعب الأهلي الذي رحل إلى اتحاد جدة مقابل مليون دولار على سبيل الاعارة، وذلك بعدما وجدت جماهير الأهلي ومديره الفني البرتغالي مانويل جوزيه انه الحل الوحيد للتخلص منه بسبب عدم تركيز في المباريات بسبب طلبه الاحتراف فى أوروبا لكنه فشل في النهاية مما أدى لصيامه فترة طويلة عن التهديف.
وظل متعب لفترة طويلة صائمًا عن الأهداف إذ كانت آخر أهدافه الرسمية مع الأهلي في مرمى بلاتينيوم ستارز بإياب ثمن نهائي دوري أبطال إفريقيا 11مايو الماضي، فيما كان آخر أهدافه مع المنتخب في مرمى مالاوي بالجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في 22 يونيو الماضي.
وبالفعل ذهب متعب إلى الاتحاد وتألق معه بشدة وتمكن من إحراز أول أهدافه مع ناديه في لقاء ودي أمام الجيش القطري وانتهى بفوز الفريق السعودي بهدفين مقابل هدف واحد، ليستعرض بعد ذلك ويصبح هداف الدوري السعودي.
وحاول الاتحاد قبل الحصول على توقيع متعب التعاقد مع محمد زيدان قبل أن ينتقل إلى بورسيا دورتموند بسبب عدم اعتماد مديره الفني السابق هوب ستيفنز عليه عندما كان يلعب في هامبورج، إلى جانب اهتمام يتجدد كل فترة من الأندية السعودية بضم ميدو لاعب ميدلسبروه السابق وويجان الحالي.
ولم يقتصر الحال على هؤلاء اللاعبين فحسب بل حاول من قبل أهلي جدة التقدم بعرض لمحمد أبو تريكة، حتى حسني عبد ربه كان على وشك الانضمام إلى النصر السعودي قبل أن يحول وجهته إلى أهلي دبي، وأسامة حسني حصل من قبل على عرض للانضمام إلى نادي الحزم فضلا عن عروض إعارة من الشباب لوائل جمعة وحسن مصطفى.
فلو تتبعنا بداية تلك الهوجة السعودية فكانت من أندية الخليج بصفة عامة عندما ذهب أحمد فتحي في إعارة إلى كاظمة الكويتي عقب تعاقده مع الأهلي بعد ضمه من شيفلد يونايتد الإنجليزي، حتى يحافظ علي لياقته البدنية لحين عودته للمشاركة مرة أخرى، مع فتح باب القيد.
كذلك عمرو سماكة الذي عرضه الأهلي للبيع بعد ثبوت تعاطيه للمنشطات خلال مباراة لفريقه في دوري الأبطال أمام شبيبة القبائل الجزائري ضمن لقاءات دور المجموعات للمسابقة، وقام نادي كاظمة بشرائه.
كما استطاعت من قبل إدارة نادي السيلية القطري التعاقد مع المدافع وائل جمعة، لمدة ستة أشهر على سبيل الإعارة مقابل 170 ألف دولا، بعدما بدأت علاقته مع مدربه البرتغالي المخضرم مانويل جوزيه تأخذ طابع التجاهل نتيجة جلوسه على دكة اللاعبين البدلاء لصالح احمد السيد.
وما صار على وائل جمعة صار مثله مع لاعب خط الوسط حسن مصطفى، إذ أبرمت معه إدارة نادى الوحدة السعودي عقدًا على سبيل الإعارة مقابل 300 ألف دولار قبل أن يعود مرة أخرى، بعدما وجدت عدم توافق بينه وبين مجلس إدارة نادية عقب رفضه التوقيع على تجديد عقده بسبب المقابل المادي وجلوسه كثيرًا على احتياطيًا لصالح حسام عاشور.
والغريب في الأمر أن المصريون بدأوا يلقون نفس الاهتمام الذي يحظى به اللاعبون الأجانب من قبل الأندية السعودية، التي تقدم عروضا أكثر إغراءً مما يتلقاه اللاعب في الدوري المصري عادة.
أخيرًا وليس أخرًا يبدو أن هذه الهوجة السعودية في التعاقد مع اللاعبين المصريين جاءت
بسبب رخص مرتباتهم عن اللاعب الأوروبي واللاتيني الذي يريد أن يختم حياته الكروية فيقرر أن يذهب هناك للحصول على الملايين قبل أن يعتزل بالإضافة للأزمة الاقتصادية التي عانت منها بشكل خاص دول الخليج.
كما أن اللاعب المصري أصبح في الوقت الحالي محط أنظار العالم خاصة بعد الفوز ببطولتي أمم أفريقيا الأخيرتين وترشيحه للصعود إلى المونديال بجانب المهارة الفنية التي يتمتع بها، كما أن تأقلم المصريين في السعودية غاية في السرعة وذلك لتشابه الحياة بين العرب والمسلمين فهناك قيم ومبادئ وأصدقاء كل ذلك يساعد اللاعب المصري على الاندماج السريع.[/ALIGN]