رأي ومقالات

ابراهيم عثمان: الهندي عز الدين … “فوق عديلو يتنرجس” !

(عندما أكتب رأياً تبلور في ( مركز) قناعاتي، فإنني ﻻ أهتم كثيراً، وﻻ أبالي لردود اﻷفعال، سلبية كانت أم ايجابية. هذه هي طريقتي في الحياة ) . هذا الإقتباس يهدمه مقال الهندي الذي ورد فيه من أساسه ، إذ كيف يكون الأمر كذلك و هو يكتب بطريقة تكشف أنه مهتم لدرجة الهوس بردود الأفعال، و إلا لما كان المقال أساساً !! كتب الهندي عز الدين من قبل مهاجماً الكاتب محمد لطيف و “ديمقراطيي السودان” لأن” (مركز) قناعاتهم ” كان قد بلور ذات ما بلوره الهندي من رأي يناقض رأيه الأول ، فبأي حقٍ يعطي الهندي نفسه حق بلورة القناعات و تبديلها من النقيض إلى النقيض و يمنع الآخرين من الحق في بلورة رأيهم ابتداءاً و دون تبديل ؟ استطيع أن أقول ،و بكل ثقة ، أن هؤلاء الذين يهاجمهم – رغم اختلافي مع رأيهم – هم أكثر انسجاماً مع ذواتهم و قناعاتهم من هذا الهندي ، فهم أصحاب فكرة و قضية ،نتفق معها أو نختلف، لكنهم يقفون من المواقف ما يظنون أنه ينصر قضيتهم ، و هي لدى معظمهم قضية فكرية لا شخصية ، و لكن أي قضية تلك التي ينصرها الهندي سوى ذاته المتضخمة حد التخمة ؟ ، يخوض الهندي المعركة تلو المعركة و معظمها معارك شخصية ، و لا يكتب مقالاً من مقالات المعارك الشخصية هذه إلا و تجد قائمة لا نهائية من عبارات التبخيس و الإساءة للآخرين و عبارات مدح الذات بشكل فج و مكرر حتى حفظها الناس ، و للهندي مشكلة مع الحرية ، فهو يريدها لنفسه فقط يشتم و يسب و ينتقد و لا يريد أحداً يرد عليه أو ينتقده أو يختلف معه في الرأي ،و لذلك نجده أكثر “الصحفيين” إصابةً بفوبيا الإنترنت و ما يوفره من حريات ، يدعي الهندي أنه لا يهتم بما يُكتب في مواقع الإنترنت و لكن الحقيقة هي عكس ذلك فهو أكثر الصحفيين حساسيةً تجاه ما يُكتب عنه و لذلك فهو أكثرهم مهاجمةً لها ، لا يفرق عنده من يشاطره بعض القناعات و من يخالفه ، فطالما أن هنالك من كتب ناقداً لرأي رآه الهندي فهو يصبح مباشرةً عدوه اللدود ، و إني و الله لأُشفق على من تجبرهم ظروف الرزق أو الجيرة للتعامل معه فيحدثوه عن بعض ما يُكتب عنه فيصفهم بلا أدنى حرج بالبلاهة : ( إﻻعندما يتبرع أحدهم بسؤالي ببراءة أو “بلاهة” ) القضية عنده هي قضية ذاته المتضخمة و لا يطربه من الكتابات إلا تلك التي تمدحه فقد كتب في وقت سابق : ( وأدنى ما يمكن أن يقال لهذي النعام، ما ردَّ به عليهم الأستاذ المغوار«محجوب فضل بدري» عندما قال لهم في عموده بجريدة الصحافة «ما يتنرجس.. ما فوق عديلو»!!) . لم يعتذر الهندي لبطله الجديد “السيسي” علناً عما كتبه سابقاً في شأن إنقلابه و مجازره و لم يعتذر لقارئه على الأقل بذٍكر المسوغات و الوقائع الجديدة التي دعته إلى معاكسة ما “تبلور في مركز قناعاته” في وقت سابق ، فإذا كان قد لام غيره لعدم إدانتهم لمجزرة الحرس الجمهوري – و قد كانت أكبر مجزرة حتى وقت كتابته لمقاله الذي هاجم فيه الإنقلاب – فقد أتت بعدها مجازر رابعة و النهضة و المنصة و رمسيس 1، 2 ،3 و لا زالت آلة الموت السيسية تحصد أرواح الشباب الذي يقف ضد الإنقلاب . فأين قلم الهندي منها ؟!
يقول الهندي : ( أنا ﻻ أقدم ( ما يطلبه المستمعون) ، مثلما يفعل كتاب كثر، وسياسيون، ونشطاء مزيفون في قضايا الديمقراطية وحقوق اﻹنسان و( اﻻستهبال السياسي ) والعهر اﻹعﻼمي على مواقع ومنتديات ( اﻻنترنت ) ) … في هذه صدق فرواد الإنترنت لا خيل عندهم يهدوها و لا مال و لا فضائيات و لا صحف تسرف في المديح و تعطي الألقاب . كان الأجدر بالهندي ، و هو بمصر ، أن يركز على ما شاهده مما دعاه إلى تغيير رأيه بالكامل حتى فاق ما فعله خصومه من مؤيدي الإنقلاب من أول وهلة ، فهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه من غزل مبالغ فيه في السيسي و إنقلابه ، فهم في ميزان الأخلاق أقل جرماً من الهندي ، فربما يخفف جرمهم الحجاب الأيديولوجي الذي يغطي على أبصارهم ، و أيضاً تأييدهم المبكر للسيسي قبل أن يتورط في المجازر و مصادرة الحريات و أيضاً ربما يخفف من جرمهم تحفظات بعضهم التي تجعلهم لا ينزلقون إلى خفة الهندي التي تجعله يشيد بمكر السيسي الذي ” راوغ الإخوان و أدخلهم السجون ” فهل في ذلك ما يستحق الإشادة ؟! . و لكن الهندي الذي “يُفترض” أنه ليس هناك حجاب أيديولوجي يحجب رؤيته ، في المقياس القيمي الأخلاقي أسوأ ممن يلومهم ، فهو يؤيد السيسي بعد أن ارتكب المجازر و حرق و سجن و زور و بانت سوءاته لكل ذي عينين حتى فارق دربه كثير ممن أيدوه كالبرادعي و عمرو حمزاوي و باسم يوسف و حركة 6 أبريل و حزب مصر القوية … الخ . الذي يؤيد نظاماً لا يلتقي معه أيديولوجياً و بعد أن بانت سوءاته و انفض عنه كثير من مؤيديه ، يحتاج إلى مرافعة مختلفة عن مرافعة الهندي البائسة هذه ، ليقنع الناس أن أسباب هذا التأييد ليست ذات صلة بمصالحه الشخصية الصغيرة .
( لو كانت هطرقات وسفاهات مناضلي ( الكي بورد ) تلفت انتباهي، بانتماءاتهم المختلفة من بقايا ( سائحين-النسخة المشوهة إلى أراذل ( صعاليك أون ﻻين ) ،لما كانت صحف ووكاﻻت وفضائيات ” مصر” أم الدنيا لا شغل لها و لا مشغلة غير كتابات صاحب هذا القلم ) … تضخم الذات و عدم قول الحقيقة يظهر واضحاً في هذا الإقتباس من مقال الهندي ، دعونا من الألفاظ المسيئة ، و لكن فمتى التفتت صحف و فضائيات مصر إلى ما يكتبه الهندي ؟ و هل التفتت “للمفكر” السوداني لأنه ، مثلاً ، اقترح حلاً أو قدَْم تشخيصاً و حلاً لأزمة مصر و قدم – كمفكر- مبادرةً مبدعة للحوار و لم الشمل تقترح حلاً لأزمة الثقة و جراح المجازر و السجون ؟! الحقيقة الأولى أن الإحتفاء به أتى من وسائل إعلام الإنقلاب التي لا تعبر عن كل الشعب و لا الإعلام المصري ، و الحقيقة الثانية أنها لم تفعل ذلك إلا بعد أن كتب ما كتبه بشأن حلايب و تأييده للإنقلاب و شماتته في الإخوان و تنصيبه للسيسي رئيساً ! هل لدى الهندي ما يفيد بأن قلمه كان محط اهتمامهم قبل هذا ؟ ثم أليس في خلعهم لقب المفكر على شخصه – الذي أقر بعدم استحقاقه له – ما يدل على مدى التزوير و التزييف الذي يمارسه إعلام الإنقلاب ؟! و لو كان الإنقلاب في وضع مريح و يحظى بالقبول الذي يتحدث عنه الهندي ، هل كان سيحتاج إلى التهليل إلى مثل كتاباته أو الإلتفات لها من الأساس ؟! يبدو أن التناغم بين الهندي و اعلاميي إنقلاب مصر سببه بحث الإثنين عن إعتراف يستبطنون الإحساس بعدم استحقاقهم له . الهندي الذي كتب مهاجماً الإنقلاب بأقسى العبارات لم يجد حرجاً في أن يمدحه بكرم حاتمي لمجرد أن إعلام الإنقلاب قد أشاد بمقاله الأول الذي لم يصل إلى حد تأييد السيسي و الإشادة بمقدراته الخرافية !
أما فيما يخص حلايب فكان الأولى بالهندي أن ينفق من كرامته المبذولة لمن يدفع أو يمدح لكي يشتري رضا و إشادة الإنقلاب و إعلامه ، فليس من حقه أن ينفق على تلميع ذاته من قضايا الوطن . فكرامة الوطن أعظم من كرامة الهندي ، و لكن لا يبدو أنها كذلك لديه ، فالذي يغضبه مجرد بوست ناقد في موقع على صفحات التواصل الإجتماعي لا تغضبه أطنان الإساءات الموجهة لوطنه من إعلام السيسي !!
عموماً مقالات الهندي مليئة بالشخصنة فمواقفه موغلة في ذاتيتها، و بعيدة تماماً عن الموضوعية ، إذ لا يعرف عنه مواجهة الحجة بالحجة بل يواجه الحجة بالسباب و السباب بأسوأ منه ، إذ يكفي قراءة مقاله الأخير الذي يرد فيه على منتقديه لتقتنع أن قضيته الوحيدة هي ذاته ، إذ لا تجد و لو ملمح عرضي للدفاع عن قضيته و تسويغها و من ثم تسويقها . فالمقال – كمعظم مقالاته – مرافعة بدائية جداً عن الهندي لا القضية التي يدعي أنه يؤمن بها .
ابراهيم عثمان – مكة المكرمة

‫8 تعليقات

  1. الله يفتح عليك وعلى والديك يا استاذ ابراهيم عثمان , والله هذا ما نحس به تماما ونحن نقرا مطريين للمدعو الهندي , ولكنا لا نملك ناصية الكتابة مثلك فالحمد لله الذى قيض لنا من اهلنا من يرد على امثال الهندى .
    من الاشياء التي كنت افكر فيها دائما هى كيف يكون حال من تجبرهم ظروف العمل أو الجيرة او الاهل للتعامل معه الله يكون في عونهم 🙁 ان صاحب الصحيفة الاكثر توزيعا , انا الذى يستحق الاشادة وليست فاطمة الصادق وانا وانا وانا.
    بعدين يا استاذ ابراهيم الحرم قريب منكم ادعو الله يخلص البلد من بلاويها الكتيرة

  2. هذا المتسلق الصحغي مقذع في الخصومة خاصة مع زملائه الصجغيين ..دون مراعاة لحق الزمااة ولديه نقس خصال ونرجسية بعض صحفي شمال الوداي ..شفاه الله.

  3. حقاا وصدقاا كل ماذكره كاتب المقال اعلاه — هذا الصحفى لا تسعه كاريزما الصحافة ولا يسعها هذا المتقلب لايستوعب ماتكتبه يداه ويخطه قلمه هذا متخبط لامنهجية ولامهنية ولا اسلوب يميزه اجادة وتجويدا عدا المشاحنات — من الانفع والاجدى ان يقتنى فأساا ليحتطب به او اى مجال حدادة او مهنة حرفية تتناسب مع انفعالاتة لانة لايصلح لذهنية الاقناع والصحافة

  4. كلام موزون ورصين ورد محترم لا يشبه القزارات التى يكتبها ذلك الهندى .. فأنت يا ابراهيم رددت عليه رد راقى ومحترم ان دل انما يدل على شخصيتك ولكن مثل هذا كنا نريد ان يتصدى له شخص يفته فتا ممن زكرهم بقايا سايحون او صعاليك ال كى بورد ..

  5. بارك الله فيك يا استاذ ابراهيم عثمان , والله المفروض انت تكون رئيس تحرير وليس الهندي الذي يثبت لنا كل يوم انه فعلاً ( هندي ) لان اخلاق ومبادئي السودانيين بعيدة عنه كل البعد , وكنت اتمنى ان يحاسب الهندي من الدولة خاصة فيما يتعلق بموضوع حلايب لانه ده موضوع يمس الامن القومي لكن الهندي يسرح ويمرح دون رقيب , ودائماً الصحفيين يشتكون من الرقابة لكن انا كنت اتمنى ان يمنع من نشر هذا الموضوع ولو حصل كان حسبناها حسنة للحكومة التي لا تتدخل في اي شيئ الا بعد فوات الاوان

  6. طالما أنه تغوّل وشطح ونطح فيما يخص الوطن والمواطن والحكومة في الاستهتار بحلايب والاستهتار بقيادات الحكومة السودانية الاسلامية لصالح الحكومة العلمانية غير الشرعية حكومة الانقلاب (حكومة الــ CC) .
    المطلوب من وزارة الداخلية والأمن القومي والمخابرات إلقاء القبض على (الهندي عزي الدين) عند عودته من القاهرة ومن داخل الطائرة في مطار الخرطوم والزج به في غيابة السجون مع المجرمين لأنه على الأقل المجرمين يعتبروا وطنيين أكثر منه ولا يفرطون في أرضهم وكرامة عرضهم .
    من ناحية ثانية الهندي عز الدين يتكلم عن اللغة الركيكة التي يتبعها (أصحاب الكي بوردات) ولكنه في كل لقاء معه في برنامج (قبل الطبع أو بعد الطبع ) ينطق الغين قاف والقاف غين) ولا أدري لماذا يمارس هذا الجهل وهو الذي يدّعي الثقافة .
    ثالثاً أخشى ما أخشى أن يكون الهندي عز الدين هو شقيق (الفاتح عز الدين) رئيس المؤتمر الجديد – الذي خرج لنا من تحت البركان (أيام هجوم خليل ابراهيم على أم درمان) ظهر (الفاتح عز الدين وزج بشخصه في وسائل الإعلام وكانت بالنسبة له فرصة ذهبية إغتنمها إغتناماً جيداً ، تماماً كما فعل عمدة نيويورك بعد هجوم القاعدة على برج التجارة العالمي بالطائرات فكان ظهور عمدة نيويورك كالبطل الذي أحبه الأمريكان فكانت شخصيته أقوى من شخصية بوش الذي اختفى في ظروف غامضة ولا أحد يدري أين هو في ذلك الوقت.
    المهم في الموضوع : أتمنى أن لا يكون الهندي عز الدين هو شقيق الفاتح عز الدين حتى لا تفسد الأمور لأن كثير من القضايا الفاسدة يتم السكوت عنها بأخوي وأخوك وهكذا ضاع الوطن وضاع المواطن خاصة وأن هنالك تشابه في الشكل مع تطابق الإسم . والله يكضب الشينة .