كليتشي السوداني .. قصة ابتسامة تقهر المعاناة
ويواصل في سرده: قبل تسجيل كلتشي للمريخ طلبت من رابطة مشجعي المريخ بمنطقة الشجرة الذهاب إلى نادي المريخ والمطالبة بضم هذا اللاعب إلى صفوف المريخ وقد تحقق الحلم وانضم كلتشي إلى المريخ وأصبح لاعبا متألقا إلى رحل إلى تايلاند في رحلة احترافية جديدة، ومنذ ذلك اليوم الذي شهد انتقاله إلى الأحمر كتبت على دراجتي ذات الثلاث أرجل اسم (كلتشي)، وأصبح الناس ينادوني بهذا الاسم.
ومن المفارقات في حياة هذا الشاب (المريخابي على السكين) حسب حديثه بأن كلتشي لاعب المريخ قابلني أكثر من مرة، ولكنه لم يعلم بأنني من مشجعي المريخ ومن محبي (كلتشي)، ويضيف: كلتشي لم يقصر معي وكلما وجدني يمنحني المال اللازم، وتحسر على ضياع مستقبله بسب المرض اللعين، لكن استدرك قائلاً: (ده حكم ربنا والحمد لله) ويقول كليتشي السوداني إنه اليوم من أكثر المتألمين من ترك الدراسة التي لعب فيها المرض دورا كبيرا، حيث لم يكن يستطيع الذهاب إلى المدرسة لأن رجله (مشلولة) من الحركة، ويؤكد كليتشي السوداني أنه عازم على مواصلة تعليمه إذا وجد من يعينه على تكاليف الدراسة، مشيراً إلى أن (الأمي) لا مكان له في هذا الزمن الذي أصبح فيه الناس لا ينظرون إلا لمن يحمل شهادة جامعية، مردفاً بأن دفعته اليوم أطباء ومهندسون وينعمون بحياة رغدة وهنية إلا أنهم مازالوا يواصلونه ويداومون على زيارته في منزله فهو يكن لهم كل التقدير والاحترام.
كلتشي السوداني لم يقابل إداري من المريخ إلا في التلفزيون، ويحفظ أسماء أعضاء مجلس الإدارة ومهامهم، إلا أنه عاد وقال بأنه التقى عن طريق الصدفة الكابتن عادل أبو جريشة الذي رأى شعار المريخ على دراجتي، فترجل من سيارته وحياه بحرارة وسأله عن أحواله وأعطاه ما عنده. وأردف: (دي أخلاق المريخاب) الذين يؤكدون كل يوم أنهم صفوة.. نحنا في المريخ كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كل الاعضاء بالسهر والحمى.
يتمنى مقابلة الوالي
يتمنى (كلتشي) مقابلة السيد جمال الوالي رئيس نادي المريخ الذي وصفه بالرجل (الشهم) الذي لم يقصر في حق المريخ وأعطى كل ما عنده من أجل تطوير الكرة السودانية، بجانب عمل الخير الذي لم يقصر فيه في يوم من الأيام، فقد ظل عوناً للمحتاجين والمساكين، ويتمنى أن يكون هذا العمل الجليل في ميزان حسناته، داعياً له بالتوفيق في عمله، وأن يشهد المريخ في عهده البطولات، إلا أنه عاد وقال بحسره: (يا ربي جمال ده بلقوا وين؟)، ويحتفظ (كلتشي) بعلاقات قوية جداً مع لاعبي المريخ السابقين والحاليين خاصة بدر الدين قلق الذي كلما سنحت له الفرصة جاء إلى زيارته والاطمئنان على أحواله ويعطيه ما عنده من مال، وكذا حال الراحل (ايداهور) الذي وصفه بأنه أفضل محترف في تاريخ المريخ. وأردف بحزن: نسأل الله أن يرحمه وأن يجعل البركة في أبنائه.
علاقة جيدة مع لاعبي الهلال
بعيداً عن المريخ يحتفظ (كلتشي) بعلاقات جيدة مع لاعبي الهلال لأنه يعتبر نفسه مشجعا لا يميل للتعصب لدرجة أن يقطع علاقاته مع (الهلالاب) ويزيد بأننا سودانيون مهما اختلفت توجهاتنا الرياضية.
ابن وحيد لكلتشي
يقول كلتشي السوداني إن لديه ابن وحيد في هذه الدنيا، ويريد أن يربيه بالطريقة المثلى، وأن يدرس في أهم الجامعات بالرغم من (الحال المائل). ويضيف: (ما دام نحنا طلعنا من القرايه ساي أحسن نقري أولادنا عشان ينفعونا ويقللوا لنا المصائب ويرتاحون من الجري تحن هجير الشمس). ونبه (كلتشي) المسؤولين إلى ضرورة الالتفات لحال المواطن وأن يخففوا من المعاناة وآخر أمنية يريد تحقيقها (كلتشي السوداني) هي العيش الكريم وأن يرى الأبناء في مراتب عليا في الدولة وختم كليتشي حديثه: (نحنا خلاص ما عندنا حاجة نتمناها بس الواحد يعيش عزيزاً مكرماً وسط أهله وأحبابه وأطفاله، وأن ينعم السودان بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار).
صحيفة اليوم التالي
عثمان الأسباط
ع.ش
ربي ولدك اخير ليك بدل تشجيع وصيف السنين الهلال الأحمر السوداني