حوارات ولقاءات

سفير السودان بتشاد:ديبي قال عن بورتسودان أنها ميناء حيوي والربط لا بد أن يتم بين الدولتين

[JUSTIFY]مع نهايات العام المنصرم وبدايات العام الجديد زار وفد سوداني كبير رسمي وشعبي الشقيقة جمهورية تشاد المجاورة .. وقد كنت من ضمن الوفد من فئة إلى جانب الإخوة الإعلاميين الذين يمثلون أحد ركائز الوفد.

وقد ظلت الوفود السودانية والتشادية تترى بين الخرطوم وإنجمينا في مختلف الأوقات والأزمان وأنظمة الحكم.

وفي الزيارة الأخيرة للوفد السوداني إلى إنجمينا العاصمة التشادية كان لا بد من أن أظفر بحوار حتى وإن كان غير مطول مع (مهندس العلاقات السودانية مع الشقيقة تشاد) سعادة الفريق أول مهندس عباس عربي سفير السودان بتشاد ، كيف لا والرجل صاحب سيرة ومسيرة كبيرة وطويلة ، وتاريخ عريض مليء بالانجازات ، فلا يخفى أنه كان رئيسا لهيئة الأركان بقواتنا المسلحة الباسلة.

جلست إلى الرجل في إنجمينا ــ ومشكورا ــ أعطاني من وقته الثمين وبرنامجه المزدحم فكان هذا الحوار معه.

في بداية هذا الحوار سعادة الفريق أول مهندس عباس عبدالله عربي ، نريد من سيادتكم تفاصيل آخر زيارة للرئيس التشادي إدريس ديبي إلي السودان والتي إلتقى خلالها نظيره وشقيقه الرئيس المشير عمر البشير حول مفاوضات السلام الجارية بمنبر العاصمة القطرية ( الدوحة ) .. ؟؟

ــ زيارة الرئيس إدريس ديبي للسودان.. هي زيارة في إطار التشاور المستمر بين القيادتين في البلدين خاصة وأن المنطقة تعج بالمشاكل التي كان لابد في ظلها أن يجلس الرئيسان للتفاهم حيالها بالإضافة إلى الأشياء الثنائية المعلومة بين الطرفين.

هذه الأشياء المعلومة دون شك على رأسها أزمة دارفور .. أليس كذلك ..؟؟

ــ الشاهد أن ظل الرئيس إدريس ديبي يضطلع منذ فترة بملف مشكلة دارفور بتفويض من نظيره الرئيس المشير عمر البشير و موضوعه الرئيسي الحركات المسلحة في إقليم دارفور وكيفية إلحاقها بمنبر السلام بالدوحة بعد نجاحه في العمليتين الأولى والثانية التي انضم فيها لركب السلام كل من دبجو ومجموعة السيسي.

نعم .. ثم ماذا ..؟؟

ــ وفي هذه المرة حدث حدث كبير في محيط (الزغاوة) القبيلة التي بدأت العمليات المسلحة في إقليم دارفور منذ العام 2003م ومعظم قيادات الحركات المسلحة ينتمون لها.

أتقصد ملتقى «أم جرس» ..؟؟

ــ نعم .. وعليه اجتمعت قبيلة ( الزغاوة ) في منطقة ( أم جرس ) وجميعهم اتفقوا على الرجوع إلى السلام وأن يحثوا أبناءهم الموجودين خارج القطر للانضمام إلى السلام الذي تم في إطاره إعلان ( ام جرس ) المعروف .

إذن بالتالي أصبح هنالك فصيلان ..؟؟

ــ فعلا بالتالي أصبح هنالك فصيلان يجب أن يأتيا إلي اتفاق السلام بـ( الدوحة ) حتى ينضما إلى منبر التفاوض.. ومن هنا سمح الرئيس المشير عمر البشير للرئيس إدريس ديبي أن يلحق الفصيلان بقيادة اركو مناوي وجبريل ضمن المفاوضات الجارية بالعاصمة القطرية .

أظن أن الرئيس التشادي لذلك توجه من الخرطوم إلى «أم جرس» على حسب ما تواتر من أنباء ..؟؟

ــ بالفعل عليه توجه الرئيس التشادي ديبي من الخرطوم إلى منطقة ( أم جرس) وذلك لإدخال الحركتين المشار إليهما في عملية السلام.

هذا يوضح إهتمام الرئيس التشادي بإستقرار دارفور ..؟؟

ــ الشاهد أن الرئيس ديبي حريص للغاية على الاستقرار في إقليم دارفور فالاستقرار فيه يعني الاستقرار في تشاد.

هل هنالك فترة زمنية تم تحديدها لانضمام حركتي أركو.. وجبريل إلي منبر سلام (الدوحة) ..؟؟

ــ نتمنى التحاقهما بمنبر السلام في أسرع فرصة.

أليس هنالك سقف زمني محدد ..؟؟

ــ الظرف الإقليمي الآني غير مؤاتٍ لهما للانضمام للحركة الثورية .

لماذا ..؟؟

ــ لأن الانضمام إليها أصبح أمراً هلامياً على أساس أن أهالي جبال النوبة سيلتفتون إلى أبنائهم في النيل الأزرق فتصبح حركة أركو وجبريل بلا غطاء في ظل تلك الأجواء قرر لهما أهلوهما أن ينضموا إلى ركب السلام الذي انتظم في البلاد.

نعم .. ثم ماذا ..؟؟

ــ وحتى إذا نظرنا إلي دولة جنوب السودان سنجدها لم تعد متفرغة لهما.. فهي مشغولة بالأحداث الدائرة في محيطها.. ولن يجدا من يدعمهما في ظل الواقع الراهن وبالتالي لا خيار أمام أركو وجبريل سوى الإذعان إلى صوت السلام بمنبر الدوحة.

ماذا أيضا عن مخرجات زيارة ديبي الأخيرة للخرطوم ..؟؟

ــ غير ما قلته لك عن النواحي الخاصة بالسلام.. الأوضاع الموجودة في أفريقيا الوسطي والتوصل إلى كيفية معالجتها بشكل مشترك خاصة فيما يتعلق بالحدود المشتركة بين الثلاث دول الأفريقية حتى يتم منع تلك الأحداث الدائرة هناك من الاندياح والوصول إلى السودان وتشاد هذا من ناحية.

وماذا أيضا سعادتك ..؟؟

ــ ومن ناحية ثانية ناقشا الأوضاع في ليبيا .. وسوريا.. وجنوب السودان.. باعتبار أن قضاياهم تهمهما ويراقبانها عن كثب حتى يجدا مخرجاً للأشقاء المصريين من الحال التي هم عليها عبر الاتحاد الأفريقي.. أو منظمة الدعوة الإسلامية.

وعن ليبيا ..؟؟

ــ أيضا الإخوان في ليبيا يحتاجون إلي وقفة لأن الاتحاد الأفريقي تخلي عنهم قبل وبعد القذافي واتفقا علي أن يعملا على المحافظة على الاستقرار في ليبيا لأنه في استقرار ليبيا استقرار للقارة الأفريقية.

هل من مشاريع مشتركة بين البلدين تم مناقشتها أو رسم طريقها أو وضع تصورها وتبيان ملامحها..؟؟

ــ نعم تباحث الرئيسان المشير عمر البشير وإدريس ديبي على النقل عبر السكة حديد من مدينة ( نيالا) السودانية إلي مدينة ( أدري ) التشادية.

من أين التمويل .. هل من صناديق أفريقية أو إسلامية أو عربية .. أم تمويل مشترك .. ؟؟

ــ وهنالك تمويل من الجانب التشادي لرصف الطريق (الدولي) من مدينة ( أبشي ) إلي مدينة ( نيالا ).. ونفس الجهة الممولة يمكن أن تمول الجانب السوداني.

موضوع الطريق (الدولي) يقودني للحديث عن التجارة الحدودية بين البلدين ..؟؟

ــ بالفعل الرئيسان تطرقا إلى انسياب التجارة بين البلدين.. إلي جانب أنهما تحدثا عن حقول النفط الموجودة في الشمال الشرقي للسودان.. وهي الحدود المشتركة بين السودان وتشاد وليبيا.. ومصر من جهة.. فهي فيها نفس الحقول.. والسودان وتشاد في نفس الحوض ولا يفصل بينهما إلا الخط الوهمي للحدود وبالتالي لابد من عمل مشترك لاستثمار ذلك فإذا تم استخراج بترول من باطن الأرض يصدر عبر ميناء بورتسودان .

حسنا .. ميناء بورتسودان دون شك يمثل رئة هامة للشقيقة تشاد ، وأفضل لها من أن تتعامل مع الموانيء النيجيرية أو الكاميرونية ذات التكلفة العالية .. ؟؟

ــ الرئيس التشادي إدريس ديبي قال عن ميناء بورتسودان إنه ميناء حيوي والربط لا بد أن يتم بين الدولتين عبر السكة الحديد والطرق البرية وتم منح تشاد مساحة في ميناء بورتسودان وأيضا السكة حديد السودانية فيها ميزات للتشاديين في إطار الناقل من وإلي وأتاحوا الفرصة للعربات التشادية أن تذهب إلى بورتسودان والعكس وكلها تصب في إطار ربط الأواصر بين البلدين التي هي أصلاً قائمة .

هل هنالك اتفاقيات وقعت بين البلدين في ظل زيارة الرئيس إدريس ديبي للسودان ..؟؟

ــ أصلا توجد اتفاقيات موقعة بين السودان وتشاد في مجال التعليم العام ..التعليم العالي.. الصحة.. النقل.. التجارة.. الإعلام.

بالإضافة لكل الاتفاقات السابقة الذكر هل هنالك اتفاقات أخرى يمهد لها أو ينظر فيها ..؟؟

ــ الآن العمل يجري على قدم وساق لعمل اتفاقيات في المجال الثقافي الذي تمت فيه مقترحات والبترول الذي مازالت بعض التفاهمات حوله تجري بين الطرفين وربما تتوصل إلى الاتفاق قريباً.

في ما يختص بالوزراء بين البلدين كلا مع نظيره هل هنالك مشاريع تم الاتفاق حولها ..؟؟

ــ أمنت زيارة ديبي للسودان علي أن يكون كل الوزراء في الدولتين في لقاءات مستمرة مع بعضهما البعض من أجل التنسيق.

شكرا لك سعادة الفريق أول مهندس عباس عبدالله عربي سفير السودان بتشاد على صبرك علينا.

ــ شكرا لكم في «أخبار اليوم» .. وأهلا بكم .

حاوره في إنجمينا : سراج النعيم: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]

تعليق واحد