رأي ومقالات

أحمد يوسف التاي : سودانّا يا بلد العجائب

[JUSTIFY]لم أندهش لخبر صحيفة «السوداني» الذي تحدثت فيه أمس عمّا سمته السيناتور الأمريكي «المزيّف» الذي دخل البلاد بعد أن قدمته جهة رسمية على أنه «سيناتور» بمجلس النواب الأمريكي، وانخرط في اجتماعات ماراثونية مع كبار المسؤولين في الدولة من لدن مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور، ورئيس البرلمان ووزير الخارجية ووزير المعادن وعدد من الوزراء والمسؤولين، ولم يكتشف حقيقة الأمر أحد غير أن السفارة الأمريكية تكرمت علينا بذكر الحقيقة التي توصلنا بعدها إلى «الحقيقة الكاملة» التي تقول أن السيناتور بتاعنا طلع مدير شركة أمريكية يعني «تاجر عاآآآآآآدي زي جماعتنا ديل!!»..

والمشكلة الخطيرة من وجهة نظري تكمن في أن هناك جهة «رسمية» قدمته لوزارة الخارجية على أنه سيناتور من مجلس الشيوخ الأمريكي، وهذه «الجهة» هي محل ثقة لعلي كرتي وأركان حربه في الوزارة، وطالما أن هذه «الجهة» قالت سيناتور يبقى خلاص سيناتور «غصباً عنه وغصباً عن كل الخونة والمارقين والعملاء.. وفي حدي بيعرف أكتر من الجهات الرسمية».. أكرر أن المشكلة وكل مشكلات البلاد المعقدة تأتينا بسبب «العفوية القاتلة» من تلقاء بعض الرسميين، لأنهم حينما يتصرفون أو يقولون ينسون أنهم رسميون ويتعاملون بذات العفوية القاتلة على طريقة الرعاة، وأصحاب الدكاكين وبغباء لا يحسدون عليه، بل ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً..

الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قدم تبريراً فطيراً جداً وغير مقبول البتة، حينما أشار إلى أن «الضيف» لم يأتِ عن طريق وزارة الخارجية، وأن جهات رسمية «نواب» قدمت «الزائر» للوزارة الخارجية على أنه «سيناتور»، وأن هذه الجهات محل ثقة للوزارة.. رجال الدولة لا يتعاملون بهذه الطريقة العشوائية: «ناس محل ثقة وقالوا لينا الزول دا سيناتور، وخلاس اعتبرناه سيناتور».. «أها الزول طلع ما سيناتور وما من مجلس الشيوخ الأمريكي، أها تودوا وشكم وين؟!»

أما الجهات موضع ثقة وزارة الخارجية بعد اكتشاف السيناتور «المزيف» يصبحون أمام أمرين إما أنهم «متآمرون » ومتسترون على جريمة «انتحال الشخصية» ومشاركون فيها.. أو أنهم أناس على درجة عالية من السذاجة والبساطة والمسكنة القاتلة، فلهم أن يختاروا بين الاثنين.. الدول لا تُدار بهذه السذاجة والعفوية الموغلة في العشوائية، ولا شك أن مثل هذه التصرفات محلها الحقول والمراعي وأسواق أم دفسو والملجة وأسواق البطيخ والشمام، وليس مؤسسات الدولة الرسمية..

المضحك المبكي أن «الراجل» بحث مع المسؤولين مسار العلاقات السودانية الأمريكية، وكيف أن أمريكا فوتت فرصة ثمينة للاستثمار في مجال النفط السوداني، وربما استخدم «السيناتور» الجزرة الأمريكية الشهيرة، ومن عجب أن المسؤولين هللوا وكبروا واستبشروا بـبيعهم الذي بايعوا به السيناتور المزيف… هذه لم تكن المرة الأولى في التعامل الرسمي بـطريقة بلدية و «عشوائية» في قضايا حساسة، ولن تكون الأخيرة طالما مازال العقل الرعوي يقود مؤسسات الدولة.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش
[/JUSTIFY]

‫6 تعليقات

  1. المشكلة الاساسية التى قادت وتقود لمثل كل هذه الاعمال

    التى تجعلنا أضحوكة ومسخرة امام العالم وتثبت مقولة

    ان السودانيين كسالى او (بطيئين ) اوالصفة الاخيرة هذه

    هى ترجمة من الانجليزية وهى صيغة مهذبة لصفة اخرى , هو لماذا

    لا تتم محاسبة المخطئ او من كان وراء هذه الاخطاء ؟؟؟؟

    لماذا يسكت عنهم المسئول ؟؟؟؟؟؟؟ وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟؟

  2. حسبنا الله و نعم الوكيل . السؤال هو ما هو دور وزارة الخارجية ؟ و ما هو دور السفارة السودانية في واشنطن ؟ ماذا يعمل موظفيها الذين يصرف عليهم الشعب السوداني آلالاف الدولاروات شهرياً مرتباً ، سكناً ،علاجاً و تعليماً لأبنائهم في حين هنا في السودان تجد من لا يجد ما يشربه من ماء ألا بعد عنت شديد . ماذا تعني الثقة في العمل العام الذي يهم الدولة و الشعب ؟ صاحب المنزل العادي عندما يزوره ضيف غريب يسأله من أنت من الناس أيها الضيف الكريم ؟ ما بال بعض مؤسسات دولتنا تتعامل بمثل هذه السذاجة و الطيبة حد البلاهة . أرجو أن يحاسب من تسبب في هذا الأمر و جعل مدير شركة أمريكية عادية يقابل قيادات عليا في الدولة .

  3. الاهم من ذلك كيف دخل السودان؟ مانوع تأشيرة الدخول؟وماذا تعمل سفارتنا في واشنطن؟هل الجهات الامنية علي علم؟…لست ادري كيف يُدار أمر هذا الوطن

  4. ليس فى الامر غريب اذا اخذنا فى الاعتبار الطريقه التى اهتير بها كثير من الذين هم بوازرة الخارجيه…المعلوم عندنا نحن الشعب السودانى العادى ان الخارجيه كانت تدرج موظفيهاعبر مراحل عدة باقسامها المختلفة حتى يكونوا على مستوى من الكفاءة التى تؤلهم لتمثيل البلاد …وهذا نتيجة جتمية لتعينات كوادر التمكين ونرى انهم يمكنوننا كل يوم فى الوحل…اللهم الطف بشعب السودان

  5. اخوتي الكرام ما يكون فهمكم محدود وفيه العاطفة والغبن كيف يدخل هذا الرجل والحكومة ماتكون عارفة . اجزم انو الحكومة عارفة ولها يد في ذلك
    وهي عملية جس نبض للمسؤولين ومن في شاكلتهم من المعارضة حتي تعي ما يقولون في الخفاء وافهمو الباقي .

  6. [SIZE=4]المصريين بفهلوتهم كلها وعاملين فيها أذكى شعب عربي وجايبين الديب من ديله ….جاهم سيناتور مزيف …تقريبا زي قبل شهرين …والسيناتور طلع حلاق !!
    وتخاطفته القنوات في سباق ماراثوني …واحد منهم عكاشة
    إلى أن اكتشفته مراسلة غربية في واحدة من صحف بريطانيا !
    يعني لو ما الصحفية كان لغاية الآن اترشح لهم للرئاسة زي إيلي كوهين جاسوس إسرائيل في سوريا في الخمسينيات

    يعني عندنا ما فات حدود وزارة الخارجية ….شوفوا عندهم وصل وين ![/SIZE]